+ A
A -
كتب- عبدالعزيز أحمد
كشف مصدر مطلع لـ الوطن عن توجه قوي لدى شركات محلية تعمل في قطاعات مشابهة للدمج في ما بينها أو الاستحواذ. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته،: إن عدداً من الشركات المحلية قد شرعت مؤخراً في إجراء الدراسات اللازمة لإنجاز هذا التوجه، من خلال تعيين مكاتب استشارية متخصصة في مثل هذه الأمور لتقدم المشورة بشأن عملية الاندماج المتوقعة ومدى جدواها.
ولفت إلى أن من بين القطاعات التي ينشط فيها حالياً دراسات الاندماج القطاع المالي والعقاري والطاقة.. مؤكداً أن الاندماج ينتج عنه كيانات قوية قادرة على تركيز الجهود والتوسع في الأداء بصورة أفضل، وزيادة المنافسة، مما يصب في النهاية لصالح الاقتصاد الوطني.
يأتي ذلك عقب إعلان كل من بنك بروة وبنك قطر الدولي (IBQ) نهاية شهر أغسطس الماضي عن توقيع اتفاقية اندماج نهائية تهدف إلى دمج وتوحيد أعمالهما لتثمر عن تكوين كيان بنكي رائد متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، لديه من السيولة والملاءة المالية ما يمكنه من المساهمة بقوة في الاقتصاد الوطني، من خلال تمويل المشروعات التنموية التي تساعد في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
وبموجب هذه الاتفاقية، سيعمل البنكان على استكمال الخطوات اللازمة لإتمام عملية الاندماج والحصول على الموافقات المطلوبة من الجهات الرقابية وكذلك الحصول على موافقة المساهمين قبل نهاية 2018، على أن يتم اندماج الكيانين والعمل ككيان واحد بعد انعقاد الجمعيات العامة للبنكين واعتماد النتائج المالية الختامية للسنة المالية 2018. وبحسب الإعلان المشترك للبنكين سينتج عن عملية الاندماج كيان مشترك مجموع أصوله 80 مليار ريال قطري، وبقاعدة حقوق المساهمين تزيد على 12 مليار ريال قطري، مما يدعم التنمية الاقتصادية في دولة قطر من خلال إنشاء شريك استراتيجي للحكومة والقطاع العام مع المساهمة في نمو القطاع الخاص والشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأكد المصدر أن هناك الكثير من محاولات الدمج والاستحواذ التي تمت في السوق المحلية خلال الفترة الماضية، لكنه لم يكشف النقاب عنها، لعدم اكتمالها أو لعدم الرغبة في الإعلان عنها في الوقت الحالي أو تجميد هذا التوجه لدى مجالس إدارات هذه الشركات في مراحل متقدمة من الإجراءات.
جدير بالذكر أن «قطر للبترول» قد أعلنت في شهر يونيو 2017 عن استكمال ضم شركة قطر للفينيل المحدودة «كيو في سي» إلى شركة قطر للبتروكيماويات «قابكو» التي تدير أيضاً عمليات شركة قاتوفين من خلال دمج عمليات الشركات الثلاث تحت شركة تشغيلية واحدة وهي قابكو.
وكان الإعلان عن التكامل التشغيلي بين قابكو وكيو في سي قد تم خلال شهر فبراير من العام 2017 بهدف تعزيز القدرة التنافسية والأداء المالي ومرونة الشركتين من خلال إنشاء مُشغّلٍ عالمي واحد للبتروكيماويات يحقق التآزر في الحجم والخدمة والموثوقية.
وأصبحت «قابكو» بموجب هذه الخطوة الجهة التشغيلية الجديدة لجميع منشآت الشركات الثلاث.
وفي مطلع العام الحالي 2018، أعلنت مؤسسة قطر للبترول اكتمال عملية الاندماج بين شركتي «قطر غاز» و«راس غاز» تحت مظلة كيان واحد اسمه «قطر غاز»؛ سيدير جميع المشروعات والمنشآت التي تشغلها الشركتان، في خطوة تهدف إلى توفير ملايين الدولارات؛ حيث أُعلن حينها أن الاندماج سيوفر ملياري ريال (نحو 550 مليون دولار) من تكاليف التشغيل سنويا.
وجاء هذا الاندماج كجزء لا يتجزأ من رؤية «قطر للبترول» كي تصبح إحدى أفضل شركات النفط والغاز الوطنية في العالم، جذورها في قطر وتتمتع بوجود عالمي قوي.
وتولت الشركة الجديدة الناتجة عن الاندماج إدارة كل الطاقة الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال في قطر والبالغة 77 مليون طن سنوياً وترتفع إلى 100 مليون طن سنوياً وفق المقرر له، التي تباع عبر مزيج من اتفاقات المشاريع المشتركة مع شركات نفط غربية كبرى.
وقبل الاندماج كانت «قطر غاز» و«راس غاز» بالفعل أكبر منتجين للغاز الطبيعي المسال في العالم، وحافظ الكيان الجديد على الاتفاقيات التي تجمع الشركتين قبل الاندماج. وختاماً قال المصدر لـ الوطن: «نتوقع نجاح جزء كبير من عمليات الدمج في السوق القطرية خلال الفترة المقبلة».. مشيراً إلى أن أغلب هذه الشركات غير مدرجة في بورصة قطر؛ حيث إن الظروف والأرضية مهيأة بشكل أفضل مما سبق لخلق كيانات جديدة في السوق المحلية والتي تتشابه في النشاط.
copy short url   نسخ
19/09/2018
2190