+ A
A -
ترجمة - محمد سيد
يظهر أن محاولات السعودية الهروب من اليمن تفشل كل يوم، فكلما حاولت تقليل الخسائر، وقعت في خسائر أكبر، بما وسع من دائرة النقد الدولي لها لدرجة جعلت منظمة هيومن رايتس ووتش، المعنية بحقوق الإنسان، تتهم التحالف بقيادة السعودية بارتكاب «جرائم حرب».
والمشاهد بحسب صحيفة ديلي تليغراف إن غارات السعودية صارت تفتقد للدقة والتوجيه أو بالأحرى عدم اللامبالاة، بسبب غياب أي ردع دولي وحماية أميركية واسعة النطاق، فبعد قتل عشرات الأطفال(من ضمن مدنيين آخرين كبار) وإصابة 19 آخرين في غارة استهدفت حافلة في سوق ضحيان المزدحم في شمالي اليمن، وضرب حافلة مدرسية الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين، لم يكن لها ما يبررها، صار صيادو اليمن مستهدفين الآن.
وبحسب ديلي تليغراف، يزعم التحالف أنه كانت لديه معلومات استخبارية تقول إن قادة الحوثيين كانوا في الحافلة ويستخدمون الأطفال كدروع بشرية، مما جعل الحافلة هدفاً عسكرياً مشروعاً. لكنه قال أيضا أن التأخير في تنفيذ الضربة يجب أن يتم التحقيق فيه.
وقال منصور أحمد المنصور، المستشار القانوني لفريق التقييم الدولي المشترك، للصحفيين في الرياض إن «قوات التحالف يجب أن تشرع في إجراءات قانونية لمعاقبة المسؤولين عن الأخطاء التي تسببت في أضرار جانبية في المنطقة».
وفي الأسبوع الماضي، حذر البنتاغون السعودية من أنه مستعدة لتقليص الدعم العسكري والاستخباري لحملتها ضد المتمردين الحوثيين إذا لم يثبت السعوديون أنهم يحاولون الحد من قتل المدنيين.
وفي اليوم التالي، حث وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس السعودية على «بذل كل ما هو ممكن إنسانياً لتجنب أي خسائر في الأرواح البريئة»، محذراً شريكها في التحالف من أن الدعم الأميركي في اليمن «ليس غير مشروط».
ووفقاً لخبراء الذخائر، فإن القنبلة التي أسقطت على حافلة المدرسة كانت أميركية الصنع وقدمت إلى التحالف من شريكها الأميركي، لكن تلك الدعاوى لا تعدوا كونها تحذيرات إثر الصدمة تهدأ بعدها، حيث تفيد تقارير بأن الولايات المتحدة ستسلم أسلحة حديثة بقيمة 7 مليارات دولار إلى السعودية والإمارات، وذلك بحسب بيان منظمة هيومن رايتس ووتش.
وقالت صحيفة «كاشمير أوبزرفير» إن سلسلة القتل التي يرتكبها التحالف والسعودية غريبة في محاور الاستهداف، حيث قتل أكثر من 30 مهاجرا صوماليا في البحر الأحمر في مارس عندما فتحت طائرة هليكوبتر عسكرية سعودية النار على قاربهم، وقتل ما يصل إلى خمسة صيادين وفقدان 14 آخرين بعد غارة جوية سعودية على قوارب صيد قبالة الساحل الغربي لليمن، والتي تتعرض لهجوم لا يهدأ بقيادة السعودية.
ووقع الهجوم الأخير على الصيادين قبالة مدينة الحديدة قرب جزيرة عجبان، حسبما أفادت شبكة تليفزيون محلية يمنية، وقال رئيس اتحاد الصيادين اليمني إن الهجوم استهدف ثلاثة قوارب صيد. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قتل ما لا يقل عن 55 شخصًا بعد أن قصفت الطائرات الحربية السعودية مستشفى ومرفأ للصيد في الحديدة.
ومنذ شهر يونيو، شنت السعودية والإمارات حملة عسكرية ضخمة للاستيلاء على الحديدة، والتي تصل من خلالها معظم واردات اليمن إلى البلد الفقير. وقد أصدرت الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى تحذيرات جدية ضد استمرار الهجمات، قائلة إنها يمكن أن تضع اليمن على حافة المجاعة.
وقالت الصحيفة إن الاستهداف يعد إشارات لمعلومات استخبارية غير سليمة وعدم دقة وضعف من الجانب السعودي واستهداف عشوائي يودي بحياة العزل، الذين كان الصيادين آخر ضحاياهم.
وأضافت بأن السعودية غزت اليمن، أفقر دولة في العالم، في عام 2015 لإعادة نظام حكم سابق، كما فرضت احصارًا شاملًا عليها وبعدها قطر.
وقال تقرير للأمم المتحدة إن المعدل المرتفع للإصابات في صفوف المدنيين في الهجمات الجوية التي تشنها السعودية وحلفاؤها على اليمن «قد يرقى إلى مستوى جرائم الحرب». وأثار التقرير الذي أصدرته مجموعة الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين في اليمن «مخاوف جدية بشأن عملية الاستهداف التي طبقها الائتلاف الذي تقوده السعودية.
أضاف تقرير للأمم المتحدة «لقد تسببت غارات التحالف في معظم الضحايا المدنيين المباشرين». وقال إن الضربات الجوية أصابت مناطق سكنية وأسواقا وجنازات وحفلات زفاف ومرافق اعتقال وزوارق مدنية وحتى مرافق طبية.
وعلى نحو منفصل حذرت الأمم المتحدة مؤخرا من أن اليمن تواجه موجة ثالثة محتملة من وباء الكوليرا. ولفتت تقارير»ميدل ايست مونيتور» بأن ما يصل إلى 19 صياداً قد فقدوا بعد غارة جوية سعودية على قوارب صيد قبالة الساحل الغربي، وأن السعودية بهذا تزيد من مأزقها باليمن.
وبحسب»ميدل ايست مونيتور» فإن التورط السعودي قد يضيف ضغوط دولية أكبر حتى من أميركا التي ستسحب يدها وإن بشكل وقتي حتى تهدأ الفورة الدولية، لكن جرائم الحرب قد لاتقود السعودية أو الإمارات لمسائلة في المحاكم الدولية، بسبب الدعم الأميركي، لكن هذا بلاشك يضعف مواقف دول حصار اليمن.
copy short url   نسخ
14/09/2018
1832