+ A
A -
عواصم- وكالات- «العربي الجديد»- جدد أعضاء مجلس الأمن تحذيراتهم من أن أي هجوم عسكري على إدلب السورية سيكون «أسوأ كارثة إنسانية» في القرن، وقد تحدثت السفيرة الأميركية، نيكي هيلي، عن «الهجمات المزدوجة التي تقوم بها روسيا والنظام السوري»، قائلة «إنه أسلوب للإرهابيين. روسيا وإيران رفضتا طلب تركيا بوقف إطلاق النار، والولايات المتحدة لا تصدق ما تقوله روسيا وإيران عن إدلب وسوريا. ويجب أن نتوقف عن تضييع الوقت. لقد خلقوا مناطق لخفض التصعيد في سورية وقاموا بعدها بانتهاكها».
واستمرت في مهاجمة روسيا وإيران، قائلة إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يلتزم باتفاقه مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول سوريا. وقالت «تطالب الولايات المتحدة والدول الأخرى بدعم جهود وإعادة الإعمار، بينما تدمر روسيا وإيران والأسد إدلب. الحقيقة أن آستانة فشلت. نعرف أن نظام الأسد غير جاد إزاء حل سياسي. يجب أن يقف القصف الجوي والسماح للمدنيين بحرية الحركة». وأضافت «لن نسمح لإيران باختطاف مستقبل الشعب السوري. وكما قلت الأسبوع الماضي لنظام الأسد إن الولايات المتحدة ردّت في الماضي لاستخدام الأسلحة الكيميائية وسنرد إن استخدمت»، موضحة «نعتبر أي تصعيد في إدلب غير مقبول».
وحذر السفير الكويتي، منصور العتيبي، من التداعيات الكارثية على المدنيــين في إدلب. وقال «تابعنا المؤتمر الصحفي الذي عقده وكيل الأميــن العام للشؤون الإنسانية السيد مارك لوكاك في جنيف وناشد خــلاله المجتمع الدولي التعامل مع هذه الأزمة بطريقة تحول دون أن تتحول إدلب خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى أسوأ كارثة إنسانية مع أكبر خسائر للأرواح في القرن الحادي والعشرين».
وأضاف السفير الكويتي «الهجمات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل مجلس الأمن لا تعني بأي شكل من الأشكال أن تخل بالتزامات أي طرف في النزاع بالقانون الدولي والحروب لها قواعد».
وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، قد قدم إحاطة لمجلس الأمن حول اجتماع طهران بشأن سوريا. وقال إن القمة شددت على أهمية الحل السياسي في سورية، وأن هناك حاجة ملحة إلى فصل الجماعات المسلحة عن الإرهابيين في إدلب.
وتابع «لن نسمح للإرهابيين في إدلب باستخدام المدنيين كدروع بشرية»، قبل أن يضيف «سنقوم باستهداف الإرهابيين في إدلب مع الحرص على حياة المدنيين».
كذلك ادعى المندوب الروسي أن من وصفهم بـ«المتطرفين» قد يستخدمون السلاح الكيميائي.
من جهة أخرى، أكد نيبنزيا تواصل العمل على إعادة اللاجئين إلى سوريا، لافتاً إلى وجود تعاون مع دول الجوار بهذا الصدد.
وتحدث المندوب الروسي عن البيان الذي خرج عن اجتماع طهران وقال إن «روسيا وتركيا وإيران، كدول ضامنة، مستعدة للعمل على إعادة بناء المناطق المدمرة، كما أن الدول الثلاث ملتزمة بوحدة الأراضي السورية. لقد تحدثنا عن وجود الإرهابيين في إدلب، ونطالب بأن تتوقف القوات المسلحة عن ضرب الصواريخ على القرى والمناطق المحيطة. لقد أكدت الدول المجتمعة كذلك على التزامها بالفصل بين الجماعات المعارضة وبين تلك الإرهابية».
وانتقد كذلك الضربات العسكرية الجوية التي تقوم بها دول عدة، من بينها الولايات المتحدة، ضد أهداف عسكرية تابعة للنظام السوري.
في غضون ذلك جدّد مندوب فرنسا التأكيد أن بلاده ستردّ على أي استخدام للكيميائي في سوريا.
وقال المندوب الفرنسي فرانسوا دولاتر، في جلسة دعت إليها روسيا في مجلس الأمن، امس، إن اجتماع طهران بشأن سوريا لم يخرج بالتزامات من إيران وروسيا للحفاظ على السلم.
كذلك لفت إلى أن هناك مؤشرات على كارثة إنسانية في إدلب وعمليات النزوح بدأت.
وحذّر دولاتر من وقوع أزمة غير مسبوقة للاجئين في تركيا في حال بدء العمليات العسكرية هناك، مشدداً على أن الكرة في ملعب روسيا من أجل حماية المدنيين والعودة إلى المسار السياسي.
كذلك أعلن المندوب الفرنسي نية بلاده عدم التسامح مع أي استخدام جديد للسلاح الكيميائي في سوريا، قائلاً «سنرد إلى جانب حلفائنا على كل استخدام للسلاح الكيميائي في إدلب».
ورد السفير الروسي على كل من أقوال السفيرة الأميركية كما أقوال سفراء آخرين وقال «لقد طلب العديد من السفراء منا وقف خططنا، ونطالب هنا بالاستماع إلى خطط المعارضة وخطط تلك الدول. ما نسمعه اليوم هو تهديد لدول ذات سيادة (سوريا) ولروسيا. إننا لا نتحدث عن عملية عسكرية في إدلب بل عن عمليات ضد جماعات إرهابية وهذا ما سنقوم به.
أما مناطق خفض التصعيد فكانت مؤقتة والآن يريد البعض جعلها وضعاً مستمراً». ثم توجّه إلى السفيرة الأميركية قائلاً «إن مسار آستانة لم يفشل ربما ترغبون في رؤية آستانة يفشل ولكنه لن يفشل».
copy short url   نسخ
12/09/2018
3538