+ A
A -
- حسام أبو حامد
قبل العام 1948، وإلى جانب مدارس تابعة لحكومة الانتداب البريطاني ضمّت العدد الأكبر من الطلاب، وجدت في فلسطين مدارس خاصة، عربية وأجنبية. وبلغ عدد الطلاب الفلسطينيين في مختلف المدارس عشية النكبة 120.000 طالب وطالبة، من مجموع السكان العرب الذي بلغ 1.238.000، ووصل معدّل من يستطيعون القراءة والكتابة، والمتعلمين من الفلسطينيين عام 1921، إلى 45%، وهي نسبة متقدمة، مقارنةً بواقع الأمية في الوطن العربي في حينه.
بوقوع فلسطين تحت الاحتلال الاستيطاني الصهيوني، لم يخسر الفلسطينيون وطنهم، بل أيضا، مصادر عيشهم، أراضيهم التي أجادوا زراعتها، وِرَشَهم، وظائِفَهم، أعمالَهم التجارية، ومدارسَهم ومعاهدَهم وجامعاتِهم. تمسّك اللاجئون الفلسطينيون في بلدان اللجوء بالتعليم أملا وحيدا لحياة أفضل، وعيش كريم، وحَرِصوا على حُصول بناتهم وأبنائِهم على الشهادات الدنيا والعليا، وكانوا في شَتاتِهم عصاميين انطلقوا من صفر اقتصادي واجتماعي.
بداية، شكّل اللاجئون عبئا إنسانيا واجتماعيا، خدميا على المدن العربية المُضيفَة، لكنّهم لم يكونوا عبئا اقتصاديا. وبالإضافة إلى انخراطهم في النضال السياسي عبر حركاتهم الوطنية، كانت كفاءاتهم الفنية والعلمية حصانةً لهم ولأبنائهم، ضد أمراض اجتماعية كثيرة. وسرعان ما اندمجوا في سوق العمل، فكان لهم في لبنان (على سبيل المثال) إسهام حقيقي في نهضة قطاعاتٍ كثيرة، وانتعش الاقتصاد اللبناني بقدومهم بنحو 15 مليون جنيه استرليني (تعادل اليوم 24 مليار دولار)، وأسهمت اليد العاملة الفلسطينية المدرّبة في العمران، وفي تطوير السهول الساحلية اللبنانية. وكان لإقفال ميناء حيفا، ومطار اللد، شأن مهم في تحويل التجارة والحركة إلى بيروت ميناءً ومطارا. ومن الناحية التعليمية، كان عدد منتسبي الجامعة الأميركية في بيروت من الفلسطينيين، قبل النكبة وبعدها، يضاهي عدد اللبنانين والسوريين.
copy short url   نسخ
12/09/2018
770