+ A
A -
أكدت الأستاذة فوزية عبدالعزيز الخاطر، الوكيل المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التعليم والتعليم العالي، أن الوزارة تأخذ بعين الاعتبار جميع الملاحظات البناءة في سياق رصد التغذية الراجعة من الميدان التربوي حول مراجعة وتنقيح المنهج التعليمي الوطني، لافتة في هذا السياق إلى أن خطة رصد التغذية الراجعة وتحليلها وتضمينها تعتبر من أهم الخطط التي تضمنها مشروع مراجعة وتنقيح المنهج التعليمي الوطني لدولة قطر، والتي تمت ترجمتها من خلال إنشاء رابط إلكتروني على الموقع الإلكتروني لوزارة التعليم والتعليم العالي، وذلك لتسهيل عملية استقبال وتوثيق الملاحظات من قبل المعلمين والمنسقين وجميع أطراف العملية التعليمية والمجتمع وإرسالها للوزارة، وأيضا عبر الخط الساخن ومواقع التواصل الاجتماعي للوزارة.
جاء ذلك في كلمتها التي ألقتها في المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة التعليم والتعليم العالي، صباح أمس، لوسائل الإعلام المحلية حول مراجعة وتنقيح المنهج التعليمي الوطني للدولة، وتحدث فيه إلى جانب «الخاطر» كل من السيدة ريما أبوخديجة مديرة إدارة المناهج الدراسية ومصادر التعلم والسيدة موزة المضاحكة مديرة إدارة التوجيه التربوي.
وقالت «الخاطر»: إن المساهمة في التقييم والاطلاع وحصر الملاحظات على مصادر التعلم هو المتوقع من المجتمع التربوي الذي يعتبر شريكاً أساسياً في أي عملية تطوير تربوي.
وقد استعرضت في كلمتها منطلقات مراجعة وتطوير المنهج التعليمي الوطني المتمثلة في تحقيق رؤية قطر الوطنية التي صاغت الحاجة لسكان متعلمين من خلال نظام تعليمي يرقى إلى مستوى الأنظمة التعليمية العالمية من خلال مناهج تعليم وبرامج تدريب تستجيب لحاجات سوق العمل الحالية والمستقبلية.
وقالت: إنه وبعد مرور عدد من الأعوام على تطبيق معايير المناهج الدراسية التي تم إطلاقها عام 2004 في مدارس الدولة، كان لابد من إجراء مراجعة شاملة ومنهجية للمنهج التعليمي الوطني لدولة قطر، بجانب مواكبة مبدأ التحسين والتطوير المستمر الذي يعتبر ضرورة وخصوصا في المناهج التعليمية حيث يشهد العلم تطورات متسارعة لابد من مواكبتها، إضافة إلى الثورة المعلوماتية، والتأسيس بالأنظمة التعليمية المتقدمة، التي تقوم بمراجعة وتطوير مناهجها دوريا بعد مرور عدد من السنوات على التطبيق، إضافة لرصد الكثير من الملاحظات على المعايير السابقة خلال سنوات التطبيق والحاجة لإجراء منهجي لتضمين هذه الملاحظات في منهج تعليمي مطور، منها وجود بعض التكرار في بعض المعايير، والحاجة إلى إضافة بعض الموضوعات، التعمق في بعض الموضوعات، وغيرها من الأمور الداعية لتطوير المنهج.
وقالت «الخاطر»: قد تم تضمين «مشروع مراجعة وتنقيح المنهج التعليمي الوطني لدولة قطر» ضمن المشاريع التي تضمنتها استراتيجية قطاع التعليم والتدريب (2011-2016) لتحقيق الرؤية الوطنية. واستمر ليكون مشروعا رئيسا في استراتيجيات وزارة التعليم والتعليم العالي حتى العام الحالي.
كما كشفت عن وضع الخطط الاستراتيجية والخطط التنفيذية لمشروع تطوير المنهج منها خطة المراجعة والتنقيح للمنهج التعليمي (وثائق المعايير) وخطة توفير جميع معطيات التطبيق – وأهمها تأليف مصادر التعلم وإعداد التدريب، وخطة تطبيق المنهج التعليمي في المدارس (آليات التوعية، الدعم، التدريب، المتابعة،) وخطة رصد التغذية الراجعة وتحليلها وتضمينها.
وقالت «الخاطر»: قد تمت الاستعانة بالعديد من الخبراء والجهات المتخصصة لوضع هذه الخطط واعتمادها، كما تم وضع خطة هيكلية للفرق واللجان التي ستقوم بتنفيذ مشروع تطوير وتنقيح المناهج، حيث تم تأليف لجنة تسييرية عليا برئاسة سعادة وزير التعليم والتعليم العالي ومشاركة أعضاء من المدينة التعليمية وجامعة قطر وقيادات وزارة التعليم للإشراف الأعلى على تنفيذ المشروع، كما ترأس الوكيل المساعد للشؤون التعليمية إدارة المشروع وتم اعتباره المشروع الأهم للقطاع خلال هذه الفترة.
كما تم تشكيل فريق تنفيذي للمشروع برئاسة إدارة المناهج ومصادر التعلم وبمشاركة أعضاء متخصصين من الوزارة. إضافة إلى تشكيل فرق محلية متخصصة لكل مادة من الموجهين وأخصائيي المناهج. إضافة إلى فرق التركيز من الميدان التعليمي وأخيرا فرق ضمان الجودة، كما تم تخصيص مبنى مجهز للعمل في المشروع لينطلق تنفيذ المشروع.
وقالت: إن التوجه الاستراتيجي للمشروع يتمثل في إحداث نقلة في المنهج التعليمي الوطني من منهج تعليمي قائم على المعايير مع تركيز على الكفايات إلى منهج واسع وشامل ذي اتجاه تربوي واضح ويركز بصفة أدق على الكفايات.
وحول مراحل المراحل التي مر بها المشروع.. قالت: إنه مرّ بعدد من المراحل وفق الخطة الاستراتيجية. تمثلت المرحلة الأولى: في وضع الإطار العام للمنهج التعليمي لدولة قطر في نسخته الأولى والذي تم تدشينه رسميا في يناير 2016 والذي يعتبر مرجعية واضحة للمنظومة التربوية ككل في دولة قطر وقد تضمن القيم والمبادئ والغايات للمنهج التعليمي القطري إضافة إلى الكفايات التعليمية السبع للمنهج المطور (التفكير الابداعي والتفكير الناقد، الكفاية اللغوية، الكفاية العددية، التواصل، التعاون والمشاركة، التقصي والبحث، حل المشكلات). وتم اعتباره الأساس لعملية المراجعة.
أما المرحلة الثانية للمشروع فتمثلت في تحديث مخطط التعليم ليتناسب والمنهج المطور واحتياجات سوق العمل. بينما تمثلت المرحلة الثالثة في مراجعة المنهج التعليمي أي مراجعة وثائق المعايير لدولة قطر. حيث تمت هذه المراجعة بتطبيق منهجية فنية معتمدة، وشارك في هذه المراجعة فرق محلية من موجهين وخبراء مناهج من الوزارة ومؤسسات تعليمية محلية وعالمية. ونتج عن هذه المراجعة تقرير التوصيات لكل مادة يتضمن نتائج عملية المراجعة وقائمة توصيات التنقيح. وقد تم رفع هذه التقارير للجنة التسييرية العليا للمشروع. وتتمحور المرحلة الرابعة من المشروع في عملية تنقيح وثائق المعايير: وذلك بتنفيذ التوصيات التي تم اعتمادها على الوثائق ليكون الناتج وثائق معايير منقحة ومطورة. وقالت إن هذه الوثائق المنقحة تشكل في مجملها «المنهج التعليمي الوطني المطور» لدولة قطر.
وفي ختام كلمتها في المؤتمر الصحفي وجهت وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية فوزية عبدالعزيز الخاطر رسالة للمجتمع التربوي والتعليمي وشكرته فيها على مساهمته في هذا الإنجاز الكبير، كما شكرت جميع الفرق واللجان من وزارة التعليم والتعليم العالي الذين شاركوا في العمل، وجميع المعلمين والمنسقين من الميدان التربوي. كما شكرت جامعة قطر على مشاركتها الكبيرة في فرق العمل وفرق ضمان الجودة وأعربت عن شكرها لجامعات المدينة التعليمية، والمؤسسات التعليمية المحلية والخارجية التي ساهمت في تطوير المنهج وإعداد مصادر التعلم.
كما شكرت كل من تقدم للوزارة بالملاحظات على مصادر التعلم المطورة بنسختها التجريبية، مؤكدة أهمية استمرار التعاون من خلال تقديم التغذية الراجعة والملاحظات والمقترحات، أهمية الاستفادة من التدريب الذي يقدم للمئات من المعلمين والمنسقين في كل مادة، الحرص على نقل المعرفة وتشاركها وتطوير طرق التدريس ليتناسب مع المنهج المطور.
ولفتت «الخاطر» إلى أن المنهجية الشاملة التي تم تطبيقها من قبل وزارة التعليم والتعليم العالي في دولة قطر لمراجعة وتنقيح المنهج التعليمي الوطني بمراحلها وإجراءاتها واتساع المشاركة فيها والأسس التي تم اعتمادها تعتبر نموذجا للاحتذاء به وفق تحكيم الخبراء المتخصصين في تطوير المناهج، وأن الوزارة ستعمل على توثيق كل ما تم بالتفصيل ليكون إصدارا للوزارة يوثق الجهود والإجراءات ويضيف للمحتوى التربوي.
وبدورها تحدثت الأستاذة ريما أبوخديجة مديرة إدارة المناهج الدراسية ومصادر التعلم حول مرجعية التطوير المتمثلة في الإطار العام للمنهج الوطني ورؤية قطر الوطنية، واعتماد منهجية دقيقة تحرص على جودة ودقة المنتج تحكم كل معيار وفق الإطار العام ومقارنته مع معايير الدول ذات النظم التعليمية المتطورة، والاهتمام بالاتساق الرأسي والأفقي للمواد تجنباً للتكرار حيث نتج عن المنهجية مصفوفات توضح ملامح المنهج المطور.
كما تحدثت عن مراحل مشروع تطوير المناهج التعليمية لدولة قطر المتمثلة في: وضع الإطار العام للمنهج الوطني لدولة قطر، ووضع مخطط للتعليم يشمل جميع المسارات التي تلائم قدرات الطلاب وميولهم، ومراجعة المناهج للتوافق مع الإطار الوطني المستحدث، وتنقيح المنهج التعليمي بناء على التوصيات التي نتجت عن عملية المراجعة ونتج عنها وثائق معايير مطورة للمواد الدراسية، وإعداد وتصميم مصادر تعلم رئيسة لجميع المواد لجميع المستويات تغطي معايير المنهج التعليمي المطور ونتج عنها مصدر تعلم (كتاب الطالب) لجميع المواد الدراسية، ثم مرحلة تطبيق المنهج المطور في المدارس ورصد التغذية الراجعة.
كما استعرضت في كلمتها إجراءات مرحلة تطبيق المنهج المطور المتمثلة في بناء قدرات الكوادر المسؤولة عن تطبيق المنهج المطور وتزويد المدارس بتوجيهات وإرشادات للتطبيق وآلية المتابعة ومتابعة تطبيق المنهج المطور ورصد التغذية الراجعة وتحليلها.
وحول ملامح وسمات المنهج المطور.. قالت: إنه منهج تعليمي واسع وشامل يتصف بالتمايز حيث يلبي حاجات الطلبة جميعهم، ويركز أكثر على الكفايات التي يحتاج إليها الطلبة ويوفر اتجاها تربويا واضحا ومتسقا مع رؤية قطر الوطنية من خلال مجموعة من القيم والمبادئ والغايات.
من جهتها، تحدثت الأستاذة موزة المضاحكة مدير إدارة التوجيه التربوي، موضحة معايير اختيار فرق العمل المشاركة في تنقيح ومراجعة المعايير الدراسية المتمثلة في ضرورة الخبرة في تدريس وتقييم المعايير، والخبرة في التأليف بناء على الخبرة المتراكمة التي اكتسبها المعلمون في المرحلة السابقة، وأن يكون على رأس عمله في مجال التعليم ومواكباً لمستجداته.
كما تحدثت عن معايير بناء الكتب الجديدة بحيث لا تتعارض مع المعايير والقيم الإسلامية حيث عُرضت الكتب قبل طباعتها على فرق التركيز المشكلة من المعلمين ومنسقي المواد الدراسية من الميدان التربوي لتنقيحها حيث ترجمت وثيقة المعايير وتحويلها إلى مصادر تعلم.
copy short url   نسخ
11/09/2018
2041