+ A
A -
كتب- يوسف بوزية





طالب عدد من المواطنين، وزارة البلدية والبيئة، بتبني مشروع لإعادة تأهيل وتطوير السوق المركزي، وإعادة تنظيمه بما يتماشى مع النهضة العمرانية والتنموية التي تشهدها البلاد، أسوة بمشروعات البنية الأساسية والمرافق الحيوية الحديثة التي تشهدها الدولة، وذلك من خلال تغطية وإغلاق الساحتين الرئيسيتين وتكييفهما للحفاظ على جودة الخضراوات والفواكه المعروضة وتوفير أجواء مناسبة خلال الصيف.



ورصدت الوطن في جولة ميدانية، مطالب عدد من رواد «المركزي»، في ظل عدم وجود ساحات مبردة لعرض المنتجات أو للمزاد اليومي، ما يدفع الموردين إلى تقليل الكميات الواردة نسبياً، خشية تأثر جودة الخضراوات والفواكه المعروضة بأشعة الشمس وارتفاع درجات الحرارة، التي تتسبّب في تلف وفساد المنتجات المعروضة في السوق خلال الصيف، فضلاً عن تأثر الساحات بالغبار والرياح الشديدة، في الشتاء.
معاناة يومية
وقال لـ الوطن، علي إبراهيم، ان الباعة يستعينون برش المياه على الخضراوات والفاكهة المعروضة لتقليل أثر الحرارة العالية والمحافظة عليها من أشعة الشمس في هذه الأيام، خاصة وأن الساحة الرئيسية مازالت مفتوحة من كافة جوانب السوق، ما يشكل معاناة يومية للمتسوقين أنفسهم، بالإضافة إلى أن أشعة الشمس الحارة تعرض الكثير من المنتجات للتلف، وطالب ابراهيم بالعمل على توسعة السوق وتطويره بما يتناسب مع حجم التطور العمراني والسكاني الذي تشهده البلاد، والاهتمام بالمرافق العامة للسوق، وتوفير مواقف كافية، مؤكدا انه لا يستطيع أن يصطحب عائلته للتسوق، بل يكتفي بالذهاب بمفرده وعلى فترات متباعدة نظراً لغياب التكييف والتقصير في خدمات النظافة العامة، إضافة إلى بنيته التحتية الرديئة، ما يدعو الكثير من المواطنين للإحجام عن مجرد التفكير في الذهاب إليه.
سيارات مكشوفة
وقال علي مبارك الكبيسي إن الخضراوات والفواكه المعروضة في ساحة السوق المركزي يتم نقلها من الشبرة بواسطة بعض التجار للمحلات في مناطق بعيدة للبيع على المستهلكين بواسطة سيارات مكشوفة وغير مجهزة، ما يعرض الخضراوات والفواكه للفساد والتلف، متسائلاً في هذا السياق: كيف تطلب وزارة البلدية والبيئة أو وزارة الاقتصاد والتجارة من مراكز بيع الفواكه والخضراوات بيعها في أماكن مكيفة، في حين ان شبرات الجملة والمفرق ذاتها مكشوفة، في ظل حرارة تتجاوز خلال النهار 48 درجة ونسبة الرطوبة تلامس90%؟ مؤكدا على ان هذا ليس في صالح الباعة ولا المستهلكين ولا في صالح السلامة والصحة العامة.
تخزين المنتجات
ومن جانبه قال ثامر حسين إن السوق المركزي يمثل وجهة للكثير من الناس، ما يعني في المقابل زيادة الكميات المعروضة في السوق ويدفع إلى ضرورة الاحتراز في ظل الأجواء الحارة في فصل الصيف من الناحية الصحية بتكثيف الرقابة على صلاحية وسلامة المنتجات المعروضة حفاظا على سلامة المستهلك، بالإضافة إلى أهمية التأكد من تطبيق الوسائل اللازمة لتخزين ونقل الفواكه والخضراوات بطريقة مناسبة تضمن عدم تعرضها للتلف والتلوث.
في حين قال محمد ابراهيم ان الوضع الراهن للسوق المركزي يحتاج بالفعل إلى إعادة تأهيل، وإعادة نظر في التنظيم والنظافة والرقابة، حيث نلاحظ انتشار المخلفات والبضائع التالفة بما يكفي لاستقطاب الحشرات السائبة، فضلاً عن الزحام المستمر في الشارع الموازي للسوق، وتكدّس الشاحنات على جنبات المدخل ما يزيد المعاناة ويشوه المنظر العام للسوق، مشددا على ضرورة وجود مناطق مغلقة مكيفة تضمن توفير بيئة مناسبة للبائعين والمشترين على حد سواء، وعدم ترك الساحة الرئيسية عرضة للعشوائية والإهمال، مطالباً وزارة البلدية بالتفتيش الدوري على ساحات السوق والتأكد من صلاحية الخضراوات والفاكهة التي تتعرّض كميات كبيرة منها للتلف خاصة خلال شهري يوليو وأغسطس.
حركة نشطة
وشهد السوق المركزي الأيام الماضية حركة نشطة لشراء الخضار والفواكه منذ ساعات الصباح الباكر، في ظل وفرة السلع والمنتجات المحلية والمستوردة بما فيها الخيار والطماطم والقرنبيط والبروكلي والبامية والباذنجان الأسود والكوسا والمشروم والقرع والفجل والفلفل الحلو والليمون، إضافةً إلى مجموعة من الورقيات كالخس والنعناع والكزبرة والبقدونس والريحان والسلق وغيرها من المنتجات التي غطت خضرتها جنبات السوق المركزي، فضلا عن استقرار الأسعار. حيث بلغ سعر صندوق الطماطم الذي يحتوي على 5 كيلوجرامات 25 ريالا، وصندوق البطاطا الكبير 20 ريالا، وصندوق الخيار الذي يحتوي على 5 كيلو 20 ريالا، وصندوق الليمون 3 كيلو بـ 12 ريالا، أما بالنسبة لأسعار الفواكه فقد وصل صندوق البرتقال الذي يحتوي على 6 كيلوجرامات إلى 30 ريالا، وصندوق الخوخ 3 كيلو 15 ريالا.
وفرة الإنتاج
حيث توفر المزارع القطرية قرابة الـ 25 نوعاً من الخضراوات والورقيات بشكل يومي، يتم نقلها إلى السوق المركزي لبيعها في الصباح الباكر لتجار الجملة والتجزئة، وتشير الأرقام الرسمية إلى ان إنتاج الخضار يبلغ ما يقدر بـ 53.6 ألف طن في السنة، من بينها 12.7 ألف طن طماطم، و13 ألف طن خيار، و5.7 ألف طن كوسة، و3.346 طن باذنجان، و2.467 طن بصل. فيما تصل قيمة الإنتاج الزراعي القطري الآن إلى 1.5 مليار ريال، من بينها 182 مليون ريال خضار. بينما تستورد قطر 375 ألف طن من الخضار تضاف للمنتج المحلي فيكون المتاح للاستهلاك سنويا من الخضار 440 ألف طن بنسبة اكتفاء ذاتي 15%.
وضاعفت بعض المزارع من إنتاجها بعد الحصار، مع حصول أصحابها على الدعم الكافي من قبل الجهات المعنية التي حرصت على توفير كافة المتطلبات لزراعة المنتجات المتنوعة لهذا الموسم الزراعي، بما في ذلك اطلاق مبادرة «اكتفاء» التي تبنتها «حصاد الغذائية» لتشجيع المزارع على الإنتاج وتعزيز الأمن الغذائي المحلي من خلال دعم أصحاب المزارع غير المنتجة، وذلك بالتعاقد لتوفير الدعم التقني وشراء إنتاجهم السنوي من الخضراوات والفاكهة، ثم تسويقها وبيعها في السوق المحلي لمدة عام واحد قابل للتجديد.
أسعار مناسبة
وفي سياق متصل وضعت وزارة البلدية والبيئة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة (قطاع حماية المستهلك)، العديد من الشروط والضوابط لتسويق الخضراوات القطرية المميزة والتي من أهمها أن تكون الخضراوات منتجة بالبيوت المحمية وبأساليب إنتاجية متطورة، وان يتم تسويق هذه الخضراوات في عبوات مصممة خصيصاً لتسويق الدرجة الفاخرة المحلية، وأن تحمل هذه العبوات «شعارا» خاصا بالمنتجات القطرية المميزة بحيث يسهل الرقابة عليها، فضلاً عن تحقيق هذه السلع للمواصفات القياسية التي تم وضعها من جانب إدارة الشؤون الزراعية بما يضمن حصول المستهلك على خضراوات مميزة وفاخرة تضاهي نظيرتها المستوردة من دول العالم المتقدمة زراعياً وبأسعار مناسبة للمستهلك.
ويأتي ذلك في إطار برنامج تسويق المنتجات الزراعية القطرية، في ظل الطلب المتزايد عليها وفي إطار اهتمام إدارة الشؤون الزراعية بالوزارة بتحسين التسويق المحلي للمنتجات القطرية، ما يساهم في تحفيز المزارع على استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة في مجال إنتاج الخضراوات.
كما ترجع فكرة برنامج تسويق الخضراوات القطرية المميزة إلى وجود إنتاج فاخر ومتميز من الخضراوات القطرية بالعديد من المزارع والتي تستخدم تكنولوجيا إنتاجية حديثة ومتطورة وتنتج خضراوات ذات صفات تسويقية متميزة.
copy short url   نسخ
11/09/2018
2422