+ A
A -
عواصم- وكالات- حذر مارك لوكوك. منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة أمس من أن شن عملية عسكرية واسعة النطاق على محافظة ادلب السورية يمكن أن يؤدي إلى «أسوأ كارثة إنسانية» في القرن الحادي والعشرين.
وصرح للصحفيين في جنيف «يجب أن تكون هناك سبل للتعامل مع هذه المشكلة بحيث لا تتحول الأشهر القليلة المقبلة في إدلب إلى أسوأ كارثة إنسانية مع أكبر خسائر للأرواح في القرن الحادي والعشرين».
بموازاة ذلك نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريرا للكاتب ديون نيسباوم، يذكر فيه أن الولايات المتحدة تقول إن هناك خططا للهجوم على مدينة إدلب بغاز الكلور. ويشير التقرير إلى أن هذا الهجوم بغاز الكلور، الذي يستهدف مدينة إدلب في المعركة التي ستكون حاسمة، قد يؤدي إلى عمل انتقامي ومخاوف من رحيل جماعي.
ويقول نيسباوم إن رئيس النظام السوري بشار الأسد وافق على استخدام السلاح الكيماوي في العملية الهجومية على آخر معاقل المعارضة السورية، ما قد يقود إلى رد انتقامي أميركي جديد، مشيرا إلى أن مطلعين على النقاشات الأخيرة حول سوريا، قالوا إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدد بالهجوم على الأسد لو قام بمذبحة في إدلب، التي يعيش فيها حوالي 3 ملايين نسمة وأكثر من 70 ألف مقاتل من المعارضة.
وتذكر الصحيفة أن الجهود الدولية لمنع سوريا وروسيا وإيران من القيام بضربة ضد المعارضة، التي تبدو على حافة الهزيمة، فشلت كلها، لافتة إلى أن كلا من روسيا والنظام شددا من الغارات على مواقع المعارضة، حيث هرب الآلاف إلى المناطق الخاضعة للنظام السوري، فيما تجاهل الأسد دعوات من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا، للتوقف عن هجوم قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، وقال السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتير: «تقف سوريا مرة أخرى على حافة الهاوية».
ويفيد التقرير بأن «البنتاغون تقوم بإعداد خطة تتضمن خيارات، لكن الرئيس ترامب لم يقرر بعد ما يمكن أن يؤدي إلى تدخل عسكري، وفيما إن كانت الولايات المتحدة ستستهدف القوات الروسية والإيرانية التي تدعم الأسد في سوريا، وربما استخدمت الولايات المتحدة وسائل أخرى، مثل فرض العقوبات الاقتصادية على سوريا بدلا من الضربات العسكرية».
وينقل الكاتب عن مسؤول بارز في الإدارة، قوله: «لم نقل إن الولايات المتحدة ستستخدم الرد العسكري ضد الهجوم.. لدينا أدوات سياسية متوفرة، ولدينا أدوات اقتصادية، وهناك عدة طرق يمكن من خلالها الرد لو قام الأسد بخطوة متهورة وخطيرة». وقالت «وول ستريت جورنال» في تقريرها بالقول إن «الرد الأميركي، على خلاف الأول والثاني في أبريل 2017 و2018، قد يكون موسعا، ويجب أن يفكر ترامب فيما إن كان سيضرب مواقع عسكرية روسية أم لا».
وبينت الصحيفة أن المخاوف من حصول مذبحة جاءت بعد تقارير استخباراتية تقول إن الأسد أعطى الضوء الأخضر لجيشه ليستخدم غاز الكلور في الهجوم على المدينة، مشيرة إلى أنه من غير المعلوم من المعلومات الاستخباراتية عما إذا كان الأسد قد أعطى إذنا باستخدام غاز الأعصاب الذي استخدم أكثر من مرة ضد مناطق المعارضة.
ويلفت التقرير إلى أن المسؤولين الأميركيين لم يقولوا إن كان استخدام الكلور مرة أخرى سيؤدي إلى غارات أميركية ضد الأسد، وقالت المتحدثة باسم البنتاغون دانا وايت: «لن أعلق على خطط الجيش الأميركي، إلا أن استخدام الأسد للسلاح الكيماوي، غاز الكلور أو السارين، وعدم احترامه لحياة المدنيين معروف، ولا يتوافق مع استقرار المنطقة».
وينوه نيسباوم إلى أن ترامب استخدم القوة العسكرية مرتين ضد الأسد، بعدما اتهم رئيس النظام السوري باستخدام الغاز السام الذي قتل عددا من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، مشيرا إلى أن الإدارة وضعت خطا أحمر هذه المرة، من خلال تحذيره مقدما بأن الولايات المتحدة سترد لو استخدم الأسلحة الكيماوية، فيما تشدد موقف الإدارة في الأيام الأخيرة، حيث حذر ترامب الأسد علنا بأنه قد يواجه عملية عسكرية جديدة لو حاول استعادة إدلب.
وتورد الصحيفة نقلا عن الرئيس الأميركي، قوله في تصريحات للموقع الإخباري المحافظ «ديلي كولر» الأسبوع الماضي: «من خلال إرسال هذه الرسالة فإنها قد ترسل إشارة له.. أقول إننا سنرى، لكن الأمر رهيب».
وبحسب التقرير، فإن المسؤولين الكبار، من مستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو، حاولوا التواصل مع المسؤولين الروس، والتأكد من عدم استخدام أسلحة كيماوية في إدلب.
copy short url   نسخ
11/09/2018
3322