+ A
A -
كتب– محمد الجعبري
تواصلت ردود أفعال المجتمع القطري، حول ما أثير على مواقع التــــواصل الاجـــــــتماعي تجاه بعض التعبيرات بأحد فصول منهـــــــج التربية الإســــــلامية بالصف الأول الإعدادي، حيث رأى تربويـــــون ومواطنون أن العـــــــبارات مناســـــبة ومقــــــبولة، فيما رأى البعض أنه جرى استخــــــدام بعض العــــــبارات الخادشة في المنهج، وهـــــــو أمر مـــــرفوض ولا يتوافق مع الثقـــــــافة العـــــربية والإســـــــلامية للشـــــــعب القطري، مؤكدين في ذات الوقت أن المنهج الدراسي لا غبـــــــار عليــــــه ولا يسيء للعملية التعليمية، ولكن يكمن الاعتراض على تلك الألفـــــاظ التي تثير حفيــــظة المجتمع أجمع.
وفي أحاديث لـ الوطن، قال مواطنون إن هذه الدروس موجودة في مناهج التعليم السابقة دون استخدام مثل هذه العبارات، ولكن كان يتم تدريس تلك المواد بشيء من الحذر وأخذ الحيطة في استخدام مثل هذه العبارات أثناء شرح المعلم لتلك المواد.
وأشار البعض إلى أنه توجد بعض الألفاظ غير المناسبة لثقافة وطبيعة المجتمع القطري، ويجب العمل على تغيير هذه الكلمات بأخرى لا تخدش الحياء العام.
على الجانب الآخر، أكد عدد من خبراء التعليم ومديري المدارس على أن المناهج الدراسية بالمدارس الحكومية تخاطب الطلاب حسب كل مرحلة دراسية، وتعمل على بناء شخصية الطالب حسب متطلبات المرحلة التي يعيشها الطالب، كما تقوم على تعريفه ببعض التغييرات الفسيولوجية التي تحدث للطالب أو الطالبة في هذه السن.
وأشاروا إلى أنه لا يمكن أن نقوم بطرح كل قضايانا على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشكل الذي أثير من قبل البعض، خاصة أنهم غير مختصين بشؤون التعليم والتربية، والكثير منهم غير متخصص في تلك الشؤون التي قام على وضعها خبراء من قبل الوزارة، لافتين إلى أن تعديل وتحديث المناهج الدراسية قام به خبراء في التربية من قبل وزارة التعليم وتمت مراجعته.
وأكد التربويون أن هذه الفقرات التي تم اقتطاعها من مناهج المرحلة الإعدادية، هي مواد قديمة وكانت موجودة في المناهج القديمة، وتم تحديثها فقط، مشيرين إلى أن الدين الإسلامي قد عمل على توضيح كل شيء في أمر المسلم، كذلك فإن هذه الأمور تتم مناقشتها في التلفاز بين المشاهدين والعلماء الذين يقومون بالرد عليهم حسب الشريعة الإسلامية.
ثقافة المجتمع العربي
وفي هذا الإطار قالت السيدة عائشة المناعي ناشطة اجتماعية، إن استخدام مثل هذه العبارات والألفاظ في المناهج التعليمية يعتبر أمرا غير جيد ولا يعبر عن ثقافة المجتمع العربي والإسلامي لدولة قطر، مشيرة إلى أن الاعتراض يكمن في صياغة العبارات واستخدام الألفاظ التي تتوافق مع ثقافة الشعب القطري.
وقالت إن هذا الجيل من الشباب والشابات يحصل على كل المعلومات بسهولة عن طريق الشبكة العنكبوتية التي جعلت العالم كقرية صغيرة، والتي تتيح له كل شيء بالتفصيل، لذلك نحن لسنا في حاجة لمثل هذه العبارات القاسية وغير الموفقة.
سقطة التعليم
من جانبه اعتبر الأستاذ سعيد المنصوري مدير مدرسة الجميلية الابتدائية الإعدادية الثانوية للبنين، أن هذا الموضوع المثار هو سقطة كبيرة لإدارة المناهج بوزارة التعليم، مؤكداً أنه من المفترض أن توجد مراجعات عدة قبل خروج المنهج وطباعته وتوزيعه على المدارس دون أي شوائب قد تعكر صفو العملية التعليمية.
وأشار إلى أنه من المفترض أن يتم تدريس مثل هذه المواد والمناهج لطلاب المرحلة الثانوية، حيث يكون الطالب في تلك المرحلة على درجة عالية من الوعي ويستطيع تقبل مثل هذه الأشياء دون حياء، وطالب وزارة التعليم بضرورة العمل على علاج هذا الموضوع بشكل سريع.
وقال مدير مدرسة الجميلية إن الأخطاء واردة في كل عمل ولكن يجب الرجوع والعمل على تصحيح الخطأ، مشيراً إلى أن وزارة التعليم لديها خبراء على درجة عالية من الاحترافية، ولكن الوصول إلى إرضاء كل الناس هو عملية في غاية الصعوبة.
من جانبه قال الناشط الاجتماعي السيد إبراهيم العجلان إن ما أثير على مواقع التواصل تجاه مناهج التربية الإسلامية أمر كان صعبا، حيث إن الكثيرين من الناشطين والمغردين أدلوا بدلوهم في العملية التعليمية مع أنهم غير خبراء بهذا الشأن وهو ما أثار الأزمة أكثر.
ورأى أن العبارات المستخدمة غير خادشة، لافتاً إلى أن القاعدة تقوم على أنه «لا حياء في العلم»، فتدريس هذه المواد إلى الطلاب يجعلهم على دراية بكل مجريات حياتهم، وإذا لم تقم المدرسة بتعريف الطالب بهذه الأشياء فسيقوم هو باللجوء للإنترنت للتعرف عليها، لذلك من المستحسن أن يتم تدريسها بطريقة جيدة وعقلانية للطلاب.
عبارات مسيئة
من جانبه أكد السيد عبدالله شمس مدير مدرسة قطر التقنية، أن الموضوع الذي تمت إثارته مناسب لهذه الفئة العمرية للطلاب، ولكن يجب العمل على تعديل بعض الألفاظ التي قد يساء فهمها من غير المتخصصين في الشأن التعليمي، مؤكداً أن الطلاب في هذه السن تحدث معهم بعض التغييرات الجسدية، كما يكون هناك تحرج في التحدث مع الأسرة في تلك الأشياء لذلك لا بد من أن تقوم المدرسة بدورها كمؤسسة تعليمية وتوضيح تلك الأشياء للطلاب بطريقة علمية، مطالباً أن يقوم المعلمون بشرح هذه المسائل للطلاب بصورة جدية مع انتقاء الألفاظ في الحديث دون خدش للحياء.
وحذر السيد عبدالله شمس من تناول مثل هذه الأمور في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحدث بلبلة في المجتمع وتشكك في تعليمه، حيث إن هذه الأشياء يجب أن تناقش في قنواتها الرسمية، لافتاً إلى أنه قد ينتقل الشخص من دور الناصح إلى دور الفاضح كما قال الإمام الشافعي إن النصح بين الناس افتضاح، حيث إن الهجوم العنيف على التعليم غير مبرر في الفترة الحالية.
ثقافة عامة
وفي هذا السياق قال الدكتور صالح الإبراهيم مدير مدرسة الدوحة الثانوية إن المدرسة هي مؤسسة تربوية وتقوم على بناء شخصية الطالب ومن هذا المنطلق لا بد من تعريف الطلاب بالثقافة الجنسية، خاصة أن الطالب في تلك المرحلة تحدث تغييرات في جسده مع دخول الطالب في مرحلة المراهقة والبلوغ، فلابد من أن يكون ملما بكل تلك الأشياء، حتى لا يقوم الطالب بالبحث عنها من مصادر أخرى والتي من الممكن أن تمده بمعلومات خاطئة.
وانتقد الدكتور صالح الإبراهيم مواقع التواصل الاجتماعي في إثارتهم لمثل تلك القضايا على الرأي العام، خاصة أن أغلبهم غير مختصين في الشأن التربوي والتعليمي، مؤكداً أن هذه الأمور يتم دراستها داخل أروقة وزارة التعليم بين المختصين والخبراء وليس على الملأ، حتى لا يتم استخدام مثل هذه الأشياء في الإساءة إلى الوطن.
ونبه إلى أن هذه المعلومات كانت موجودة في المناهج القديمة ومواد الشرعية وكان يتم تدريسها طبقاً للدين الإسلامى الذي شرح كل شيء، لافتاً إلى أن زوجات الرسول كن يعلمن الصحابيات الطرق الصحيحة في العلاقات الزوجية وأمور الدنيا.
التعليم القطرى مستهدف
وحذر الدكتور صالح الإبراهيم من أن التعليم في دولة قطر محارب وتتم مهاجمته بشكل منتظم وبغير وجه حق، وذلك من خلال تدخل غير المعنيين في الشأن التعليمي، كما حذر من تداول بعض الرسايل الكاذبة وغير معروفة المصدر التي يتم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعى والتي تضر بأبنائنا.
لا حياء في العلم
من جهته قال السيد حمد العذبة مدير مدرسة السيلية الثانوية، إن هذه المواضيع دائماً تتم إثارتها على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وفي البرامج التليفزيونية ولا يوجد بها أي شيء، لأنها أمور حياتية ولا بد للشخص من الاطلاع عليها، مشيراً إلى أن الطالب في هذه السن في مرحلة النضوج والبلوغ، ولا بد للمدرسة من تعريفه بهذه التغييرات وكيفية الطهارة، وهذا ينطبق عليه مقولة لا حياء في العلم والدين.
وأشار إلى أن المدرسة هي المنوط بها القيام بهذا الواجب حتى لا يقوم بالبحث عنها في مصادر أخرى، قد تمده بمعلومات خاطئة، وأضاف أن هذه المعلومات كان يتم تدريسها لنا في مادة الأحياء دون أي شبهة، فالغرض من المادة هو تنوير الطالب وتعريفه بمجريات حياته وليس أي شبهة أو إيحاءات أخرى.
خبراء تربويون
وأوضح العذبة أن المناهج الدراسية يقوم عليها خبراء في العملية التعليمية ولديهم إلمام كامل بالعلوم التربوية، ويتم وضع المناهج التي تراعي المراحل العمرية لكل طالب، وهذا من أسس علوم التربية التي لا يفقهها البعض.
من جانبه قال السيد صندح النعيمي مدير مدرسة علي بن أبي طالب إن الطالب يمكنه الحصول على تلك المعلومات من جهات عديدة خاصة مع انتشار التكنولوجيا والشبكة العنكبوتية التي تربط العالم أجمع، مؤكداً أنه في حالة عدم قيام وزارة التعليم بدورها، فمن الوارد أن يحصل الطالب على معلومات خاطئة قد تشوهه سلوكياً وأخلاقياً.
وأضاف النعيمي أن رجال التعليم يقومون بدورهم في بناء أهم موارد الدولة وهي القوى البشرية التي تقوم عليها تنمية الوطن، لذلك لا بد من العمل بعيداً عن تصيد الأخطاء وترك رجال التعليم والخبراء يعملون بتركيز، مشيراً إلى أن الطالب يكتسب المعلومة من المدرسة أحسن من الحصول عليها من مصادر أخرى.
دراسات كبيرة للمناهج
وفي هذا الإطار قال السيد مرشد الشعر إن المناهج الحديثة هي تجريبية وقابلة للتعديل وهذا معروف لدى الجميع، لافتاً إلى أن المناهج قام بها خبراء تربويون، حيث إن المناهج يتم وضعها على دراسات صحية وجسدية وعقلية لكل فئة عمرية بما يتناسب معها.
وأوضح الشعر أنه لا يمكن أن نقوم بطرح كل قضايا التعليم على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشكل الذي أثير من قبل البعض، خاصة أنهم غير مختصين بشؤون التعليم والتربية، والكثير منهم غير متخصص في تلك الشؤون، مشيراً إلى أن تلك المواضيع قديمة ويتم تدريسها منذ زمن ولكن تم تحديثها مع المناهج المطبقة العام الحالي.
copy short url   نسخ
10/09/2018
3906