+ A
A -
سمير البرغوثي
رُزِق بولدين توأمين.. فذهب إلى السجل الصحي لتسجيل ولديه.. فسأله الموظف ماذا اخترت للمحروسين فقال: الأكبر: هتلر والأصغر: أسامة، فسقط القلم من يد الموظف وقال: يا صباح يا فتاح.. مش ناقصنا غير البغدادي والزرقاوي ولا يبقى أحد في الدنيا إلا ويوجه صواريخه إلينا ليستمر الدفع والقبض بحجة مواصلة الحرب ضد الإرهاب.. فاستغرب والد الطفلين احتجاج الموظف.. وقال له عندي الزرقاوي وعندي البغدادي.. وعندي كارلوس وأبو نضال.. ولدوا في دولة أوروبية ولم يحتجوا على تسميتهم بهذه الأسماء.. فتح الموظف مسجلة بجانبه وترك فيروز تغني «أسامينا»..
أسامينا شو تعبو أهالينا تلاقوها
وشو افتكرو فينا الأسامي
كلام شو خص الكلام
عينينا هني أسامينا
آخر جاء يسجل ولده.. سمع فيروز فقال: الله لا يسامح أهالينا على هالاسامي أي تعب وأي تفكير.. فسأله والد الطفلين لِمَ هو غاضب فقال: أنا جاي أسمي ابني عصفور على اسم أبي وأنا اسمي قط على اسم جدي وجد جدي اسمه شنفر يعني سيكون اسم ابني هو عصفور بن قط بن شنفر بن ملتاح الأسد..
فقال والد الطفلين: أنا تعبت حقا فقد اخترت هتلر لأنه بطل أوروبي ولا عليك بنازيته وهناك من حصل على دكتوراه في هتلر من إحدى جامعات الغرب.. نعم إنه قتل واحتل واعتبر الألمان فوق البشر وأشاع الدمار.. الخ والإنجليز فعلوا أكثر من ذلك وكذلك اليابانيين أيام الحكم الإمبراطوري فلماذا العالم ينقم على هتلر لحد اليوم ويسخر من النازية وكأنها موجودة لحد الآن بينما يتناسى الأحداث الأخرى؟!
جريمة هتلر أنه عادى اليهود وانتقم منهم بدافع ديني وصمم على تدمير المخططين لإقامة دولة في فلسطين والمحرقة اليهودية معروفة حيث قرر هتلر إبادة اليهود لأنهم خطر سيهدد العالم يوما ما، وموقفه من الإسلام فبعد دراسة هتلر للتاريخ القديم والأمم المسيطرة على العالم ركز على دور العرب حيث كما قال إن هناك ثلاث قوى متحضرة احتلت العالم هم الفرس والروم والعرب أما الفرس والروم فقد كونوا حضارة ثم قوة ثم استعملوها لغزو العالم عكس العرب الذين كانوا «عصابات همجية» احتلت العالم ثم بعدها كونوا حضارة ومميزات حضارتهم أنهم لم يفرضوا حضارتهم ويلغوا حضارة الآخرين بل أضافوها إلى غيرها من الحضارات فكانت الحضارة الإسلامية دليلا على تحضر أهلها.. ثم أعجب بها فطبع المطبوعات التي تعرف الناس بالإسلام ووزعها على جيشه ليطلعوا عليها وخصوصا غير المسلمين رغم ظروف الحرب المادية. وكان يستشهد بالقرآن في خطبه ويقال إنه أراد أن يلقي خطاباً للعالم يوم زحفت جيوشه إلى موسكو، يملأ به المكان والزمان، فأمر مستشاريه باختيار أقوى وأجمل وأفخم عبارة يبدأ بها خطابه الهائل للعالم.. سواء كانت من الكتب السماوية، أو من كلام الفلاسفة، أو من قصيد الشعراء، فدلهم أديب عراقي مقيم في ألمانيا على قوله تعالى:
»اقتربت الساعة وانشق القمر».. فأعجب (أدولف هتلر) بهذه الآية وبدأ بها كلمته وتوج بها خطابه، ولو تأملنا هذه الآية لوجدنا فخامة في إشراق.. وقوة في إقناع.. وأصالة في وضوح..
كلمة مباحة..
كاتبة تطوع الكلمات لإيصال رسالتها تستحق مقالاتها أن تدرس في كلية الإعلام.
copy short url   نسخ
10/09/2018
1078