+ A
A -
عواصم- وكالات- اعتبرت الحكومة الألمانية النقاش الذي تديره روسيا بشأن إعادة إعمار المناطق المدمرة بسوريا أمرا سابقا لأوانه. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتفن زايبر إنه يجب السعي أولا للتوصل «لاتفاق سلام سياسي في البداية» في سوريا. وأضاف: «لذلك ليس منطقيا الآن بالنسبة للحكومة الألمانية أن تنشغل بمسألة إعادة الإعمار التي ستكون ضرورية بعد ذلك». وقال: «صحيح أن المعارك هدأت في بعض المناطق، إلا أن هناك خطرا من حدوث كارثة إنسانية في إدلب».
وكانت عدة جولات للتفاوض بين النظام السوري والمعارضة برعاية المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عقدت في جنيف في عدة جلةوات قد اخفقت في تمهيد الطريق إلى التسوية السياسية المنشودة للازمة السوريا.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناشد دول الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدة في إعادة إعمار سوريا. وناقش بوتين إمكانات تحقيق استقرار سوريا خلال مباحثاته مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
يشار إلى أن موسكو تدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في الصراع الدموي المستمر منذ «7» أعوام.
وربما تعول روسيا على أن الأوروبيين سيشاركون أيضا في إعادة إعمار المدن المدمرة بالنظر إلى احتمالية عودة لاجئين سوريين إلى بلادهم، ولكن الأوروبيين يتريثون لأن كثيرا من اللاجئين ربما يرغبون في البقاء بالخارج، طالما لم يتم التوصل لاتفاق سلام، وذلك بدافع الخوف من اضطهاد نظام الاسد لهم.
وعلى الرغم من ذلك دعا جورج باتسدرسكي نائب رئيس حزب البديل لأجل ألمانيا «ايه اف دي» اليميني المعارض إلى وقف لم شمل الأسرة بالنسبة لأفراد ذوي لاجئين سوريين، وقال: «ليس من المجدي نقل مزيد من الأشخاص إلى ألمانيا، عندما نتحدث في الوقت ذاته عن دعم السوريين في العودة إلى بلدهم».
بموازاة ذلك أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، أن بلاده تسعى لإيجاد حل سريع لمشكلة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، وتعتبر في الوقت نفسه وجود أكثر من مليون منهم بلبنان «عبئا كبيرا» على اقتصاده.
وشدد لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل في ختام محادثات عقداها أمس في العاصمة الروسية موسكو، وفقا لقناة /روسيا اليوم/، على ضرورة ألا يصبح لبنان رهينة للتدخل الخارجي ومشكلة اللاجئين السوريين، مؤكدا أن موسكو تنظر إلى استقرار لبنان كأساس للتوازن في المنطقة.
وأضاف أن روسيا قدمت مبادرة لعودة اللاجئين وتتواصل في هذا الشأن مع الحكومة السوريا والدول التي تؤوي اللاجئين، منتقدا الموقف الأميركي من قضية عودة اللاجئين السوريين.
من جهته، أكد باسيل استعداد بيروت للتنسيق مع موسكو ودمشق والأمم المتحدة من أجل حل قضية اللاجئين السوريين، قائلا إن لبنان يقف مع العودة السريعة والآمنة للاجئين السوريين دون ربطها بالعملية السياسية.
وأضاف أن بلاده تدعم المبادرة الروسية للعودة لأنها المبادرة الدولية الأولى من نوعها وتشكل الغطاء السياسي للتشجيع على العودة ونجاحها.
وكانت موسكو توقعت في الرابع من أغسطس الجاري، عودة 890 ألف سوري إلى بلدهم خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ويأتي ذلك فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب /الأحد/ أن بلاده لن تسدد الدفعات السنوية، التي تعهدت بها سابقًا، وقدرها 230 مليون دولار، من أجل برنامج إعادة الاستقرار في سوريا.
وفي وقت سابق اشترطت واشنطن وأطراف دولية أن تكون عودة اللاجئين «طوعية» وتحت مظلة الأمم المتحدة.
الى ذلك أكدت الخارجية الإيرانية أن الجمهورية الإسلامية ستواصل دعم سوريا في مرحلة إعادة الإعمار، كما أشارت إلى مواصلة التحضير لقمة ثلاثية مع روسيا وتركيا حول سوريا بحيث تُعقد مطلع أيلول›سبتمبر القادم
ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن المتحدث باسم الوزارة بهرام قاسمي القول إن «تواجد إيران في سوريا استشاري الطابع وبطلب من النظام السوري، وستواصل إيران دعمها لسوريا سواء في هذه المرحلة أو في مرحلة إعادة البناء والإعمار».
وحول القمة التي من المقرر أن تضم قادة إيران وروسيا وتركيا حول سوريا الشهر القادم، أكد قاسمي أنها ستكون «قمة مهمة»، مضيفا أنه سيتم الإعلان عن موعد انعقادها لاحقا، دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل.
ويبدو أن قاسمي لم يستبعد انسحابا كاملا من سوريا، حيث قال: «حالما نشعر أن سوريا تقترب من تحقيق الاستقرار، يمكننا أيضا بالتأكيد تقليل مشاوراتنا العسكرية- أو الانسحاب تماما».
بموازاة ذلك عادت وحدة تضم 200 عنصر من الشرطة العسكرية من المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية إلى القاعدة في الشيشان بعد أن قامت بنجاح بمهام خاصة في سوريا، بحسب المتحدث باسم المنطقة العسكرية فاديم أستافاييف أمس
وقال استافييف ان «طائرات اليوشن ايل 76- العسكرية نقلت 200 من رجال الشرطة العسكرية إلى مطار موزدوك في اوسيتيا الشمالية من مطار حميميم في سوريا»، بحسب وكالة تاس الروسية.
copy short url   نسخ
21/08/2018
3378