+ A
A -
في إحدى محاضراته عن أسرار السعادة الزوجية، طلب الدكتور خالد المنيف من الرجال الحاضرين أن يخرجوا جوالاتهم، ويكتب كل منهم رسالة نصية لزوجته، على أن تكون الرسالة عبارة عن كلمة واحدة: أحبكِ!
بعد دقائق من إرسال الأزواج الرسائل إلى زوجاتهم بدأت تنهال الردود، وقد كان بعضها غاية في الغرابة...
إحداهن قالت لزوجها: سأحيا بكلمة أحبك ما تبقى من عمري!
إحداهن قالت: هل أنتَ في المستشفى وأصابك مكروه؟!
أما أطرف رد فكان: أبا محمد، هل سُرق جوالك؟!
إلى هذا الحد ثمة جفاف عاطفي في البيوت! وإنها لكارثة أن تعتقد زوجة أن زوجها قد أصابه مكروه ما لأنه أرسل لها رسالة يقول لها: أحبكِ!
أتدرون ما هي الترجمة الحرفية لهذه الحادثة؟!
إنها: أنتَ عندما تكون طبيعياً لا تقول لي أحبكِ!
لقد انقلبت الأدوار حتى صار الطبيعي مستغرباً، والغريب أمراً طبيعياً!
وإنها لكارثة أيضاً أن تعتقد زوجة أن جوال زوجها قد سُرق لأنه قد وصلها رسالة منه تقول: أحبكِ!
أتدرون ما الترجمة الحرفية لهذه الحادثة؟!
إنها: لم يحدث من قبل أن أرسلتَ إليّ تقول أحبكِ!
لقد صار الغريب مألوفاً والمألوف غريباً!
إننا نتحجر يا سادة!
طبعاً لستُ أقول أن الذي لا يُعبر عن مشاعره ليس لديه مشاعر، ولكني أقول كيف سيعرف الآخرون ما نكنه لهم من مشاعر إن لم نخبرهم بها؟
قد يقول قائل: ولكن المعاملة تخبر عن مشاعرنا!
وهذا صحيح ولكنه لا يكفي، إن اصطحاب زوجتك إلى المستشفى دليل اهتمام وحب ولكنه لا يتعارض مع فكرة أنها تحتاج أن تسمع منك كلمة أحبكِ!
يعتقدُ كثير من الأزواج أن البوح بمشاعرهم دليل ضعف، ونقص في الرجولة، وفي الحقيقة هذا أفسد ما يمكن أن يعتقده الرجال!
من قال أن المشاعر تقلل من قيمة أصحابها، وأن الاعتراف بالحب دليل ضعف، عندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وأصابه الخوف والبرد، لم يذهب إلى دار الندوة حيث فيها أشراف قريش، ولم يذهب إلى أي من أصدقائه الذين يحبونه وقد كانت مكة كلها تحبه، ولم يذهب إلى أحد من عائلته رغم أنهم باستثناء أبي لهب دافعوا عنه فيما بعد من آمن به ومن لم يُؤمن! ولكنه ترك كل هؤلاء وذهب إلى خديجة وقال لها دثريني! هرع إليها من دون الناس، سيد الرجال هو، وأراد أن يعلمنا أن نعيش مشاعرنا!
ولستُ أفهم من الذي أقنع بعض الأزواج أنه ليكون رجلاً عليه أن يكون قاسياً، وأن تهابه زوجته كما يهاب العبد سيده، ماذا عن الحب والاحترام يا سي السيد، هذا وحده الذي يجعلك تتملك المرأة وهي سعيدة وتشعر أنها تريد أن تعطيك أكثر!
قرأتُ مرةً عن نوع من الطيور اسمه طيور «النمنمة»، هذه الطيور إذا أراد الذكر أن يتزوج الأنثى بنى لها عدة بيوت، من فرط الدلال، ثم طلب منها أن تختار واحداً!
تنمنموا يرحمكم الله!
copy short url   نسخ
14/08/2018
2031