+ A
A -
حاوره- جليل العبودي
تركت خسارة العربي صدى كبيراً ووجعاً في قلوب محبي كرة القدم وليس العرباوية فقط، وكشفت عما وصل إليه حال أحد أعرق الأندية وأكثرها عمقاً في أرض الكرة القطرية، وأن الخسارة لا تزعج إذا كانت خسارة عادية، إلا أن يصل عدد الأهداف التي تسجل في الشباك إلى 10 أهداف، فهذا أمر غريب وغريب جداً، فهو ناد كبير، وليس فريقاً من الهواة، أو أنه أحد فرق الفرجان، وحتى لو كان فريقاً من فرق الفرجان فلا نعتقد أن تصل النتيجة إلى هذا الزلزال المدمر ليس لكيان النادي، بل إلى نفوس الجماهير وكل من أحب الفريق وأخلص له.
بلا شك أن الكثير من العرباوية والنقاد والمتابعين لمجال كرة القدم قد تحدثوا وأدلوا بدلوهم، وهناك من تحدث بوجع ومرارة وألم، وهو يترحم على فريق سجل اسمه بأحرف من ذهب، لكن أصبح اليوم عرضة لهزات غير متوقعة، ولا غرابة إذا ما سمعت أن هذا العرباوي قد نقل إلى المستشفى على إثر ذلك أو مر بأزمة صحية وحتى قلبية، لأن النتيجة تخترق القلوب كالسهام القاتلة، ومن أجل الوقوف على أسباب هذه الهزيمة وتبعاتها، وما سيكون لها من انعكاس ليس على العربي فحسب، بل حتى على سمعة كرتنا ودورينا، آثرنا أن نلتقي أحد أركان البيت العرباوي وأمين عام النادي الدكتور أحمد العمادي الذي تحدث بحرقة وألم، وشخص الكثير من الأسباب التي أدت بالعربي إلى هذا الحال، وما المطلوب وكيف يمكن أن تتم معالجته، كما وجه كلاماً للإدارة العرباوية وما المطلوب أن تفعله بعد هذه النتيجة «الفضيحة».
وكان مدخل حوارنا مع الدكتور العمادي السؤال التالي..
ماذا بعد الزلزال الذي «دمر» العربي؟
- بصراحة اعتقد أن الأخوة في الإدارة الحالية غير قادرة من الناحية المادية، ولا من ناحية العلاقات أن يعيدوا العربي، ومنذ ثلاث سنوات لم يحصلوا على بعض اللاعبين المواطنين، وهناك أندية أقل من العربي لكنهم نجحوا في استقطاب ثلاثة أو أربعة لاعبين جيدين من أندية كبيرة، وأن الأمر لا يتعلق بالجانب المادي، بل أيضاً العلاقات لها دورها.
هزيمة مسيئة لتاريخنا!
هل هذا يعني أن الإدارة غير منفتحة على الآخرين؟
- يبدو كذلك، وأرى أنه من سنة إلى أخرى بوجود الإدارة من سيئ إلى أسوأ، وإن تعرض الفريق وهو في بداية الدوري إلى هذه الكارثة، فالأمر مؤلم، وأن مثل هذه الخسارة عبر كل تأريخ العربي لم يتعرض لها، ومنذ أن تم تأسيسه أو بعد الدمج لم يضرب العربي بالعشرة، وهي حقاً زلزال.
هل الهزيمة العريضة تسيء إلى تأريخ العربي؟
- بلا شك أنها تسيء للعربي، وأنا كنت بالإدارة السابقة أيضاً خسر العربي أمام السد بالسبعة، وأرى أن خسارة العربي بثلاثة وأكثر تعد نتيجة كبيرة، وليس عشرة أهداف.
سيطرة لناديين فقط!
ما الشيء الذي استنتجته من هذه الهزيمة لفريق عريق؟
- الاستنتاج هو أن وضع الكرة القطرية بحاجة إلى إعادة نظر لاسيما كرة الأندية، وأن المنافسة قد تنحصر بين ناديين أو ثلاثة بعد أن كانوا أربعة ومع مرور الوقت يقل عدد المنافسين، وربما السنة القادمة قد يبقى ناديان، لأن الريان برحيل تباتا وسبستيان سوف يصبح مثل الآخرين، وهذا الدم يضخ في ناديين، فإن الدوري سيموت، وإذا كان الدعم لبعض الأندية بقوة 2000 حصان، فأعطوا الأندية دعماً بقوة 200 حصان، وإذا يتواجد ثلاثة أو أربعة لاعبين سوبر، فيمكن أن يكون لاعب سوبر مع كل ناد من الأندية الأخرى، ونحن نعرف أن أنديتنا هي أندية الدولة، وأن الجمهور عزف عن الحضور إلى المدرجات، ويجب أن نعرف الأسباب وبعدها تتم معالجته، وأن النادي الوحيد الذي استمر جمهوره هو الريان وقد يتراجع.
لكن هناك من يقول إن بعض الأندية تولد بطلة؟
- الحقيقة أن النادي ولد ليكون بطلاً هذا شعار مزيف، ونادٍ في سبع سنوات يحصل على ست بطولات دوري، وهو ما يحصل مع أي ناد آخر.
لكن هناك أندية أخرى بسيطة اجتهدت وعملت ولم تتعرض لما تعرض إليه العربي؟
- اعتقد أن الفارق هذه السنة سيكون كبيرا وانتظر على مباريات الدوري الأخرى، والسد سوف كل الأندية ما يقل عن ثلاثة أهداف أو أربعة وربما باستثناء الريان والدحيل، والسد فيه كابتن منتخب قطر حسن الهيدوس يجلس على دكة البدلاء.
ويلات قادمة!
كيف ترى انعكاسات الهزيمة بالعشرة؟
- اعتقد أن هذا الأمر سيجر الويلات على الكرة القطرية، وهي اللعبة الشعبية الأولى لدينا وفي العالم، ومن هنا أقول آن الأوان، ويجب أن نلقي نظرة صريحة على كرة القدم والدوري لدينا، بعد أن أصبحت الألقاب حكراً على ناد معين وآخر ينافسه.
التباين بين الفرق معادلة ظالمة!
ولكن هل أنت مقتنع بخيارات العربي الموجودة بالفريق؟
- إدارة العربي مثل أي إدارة من إدارات الأندية التي تفتقد إلى الإمكانيات، ويجب أن يتم منح المكافآت على المراكز الثلاثة الأولى، ولكن يجب أن يكون الدعم متساوياً من المركز الأول إلى الثاني عشر، ويجب ألا يكون هناك تباين بين الفرق، لأن في تلك الحالة الفقير يزداد فقراً والغني يزداد غنى، وهذه معادلة ظالمة بصراحة.
المغادرة ليس عيباً!
هل وصلت إدارة العربي إلى نهاية المطاف وعليها المغادرة؟
- أقول للإدارة الحالية إذا لم تكن لديكم القدرة على جلب اللاعبين الجيدين، وليس لديكم القدرة على توفير الدعم، فاتركوا المجال للآخرين، وليس ذلك عيباً، لأن مصلحة العربي فوق كل الاعتبار، وأنا أقول هذه الكلام ولم نؤد عندما كنت بالمجلس السابق للإدارة بالشكل المطلوب، ولكن مع ذلك رئيس النادي هتمي الهتمي دفع من حسابه الخاص 18 مليون ريال، لكن الإدارة الحالية لم تدفع ريالاً واحداً، لذا أقول إن الإدارة إذا لم تقدر أن تقوم بعملها كما يجب ليس عيباً أن يغادروا، والعربي هو ناد جماهيري، ولا أحد يقبل ما وصل إليه حاله وأنه من عام 1952 لم يتعرض إلى مثل هذا النتيجة الكارثية.
يبدو التأثر باين عليك.. كيف عشت لحظات الهزيمة الثقيلة؟
- الحقيقة طول الليل وأنا متألم، بل ومتوجع ولم أعرف طعم النوم، ولم أتخيل هذه النتيجة مع معرفتي أن وضعنا شيء، ولكن الحقيقة قبل المباراة بثلاثة أيام كنت بالنادي ومن خلال مشاهداتي للفريق قلت «الله يستر» أخشى أن يعطونا ثمانية أهداف وأحد الأخوان قال لا سوف نتعادل وقلت له لو خسرنا بالأربعة لاعتبرت ذلك فوزاً.
لا ألوم الجماهير!
ماذا عن الجماهير؟
- الحقيقة الجمهور لا ألومه، وهناك أسباب لعزوفه، وأن أبناء النادي غادروه، وأن العربي حله الوحيد أن يخلق جيلاً من اللاعبين في الفئات السنية، وهذا كلامي منذ سنين، وكان العربي من أكثر الأندية حضوراً بالفئات السنية وأكثر نسبة قطرية توجد بالعربي، ولكن أكون أكثر صراحة معك، أنه لا أحد قادر أن يقارع السد والدحيل، ومعظم لاعبي المنتخب من النادي وبالتالي لا أحد يمكن أن ينافسهم ولا حتى بعد خمس سنوات، وإذا تريد أن تعيد الحياة للدوري القطري يجب أن يوزع اللاعبون على الأندية، وكان سابقاً، يتواجد لاعبون كبار ويزعون على الأندية، ونحن الآن مقبلون على كأس العالم 2022، ويجب أن نعيد تجربة جلب النجوم الكبار ويوزعون على الأندية، حيث تعرف العالم سابقاً على دورينا وكان لدينا باتستوتا وافينبرغ، وغيرها بالأندية، وأصبحت منافسة قوية بين الجميع، والآن بعد إصابة أبرز لاعبي الدحيل، فأنا أتوقع أن السد سيفرض نفسه على كل البطولات، وسبق أن ناديت بتغيير نظام البطولات ومنها بطولات الكؤوس، التي تعطي للكبار ميزة برغم من أن الإثارة تحصل عندما تكون المباريات متاحة للجميع ولا توجد أفضلية لهذا الفريق أو ذاك.
لكن يا دكتور العربي لم يكن فقيراً!
- أقول إن العربي أمره صعب، ولا يمكن أن يرجع حتى بعد خمس سنوات، ونحن لا نريد المنافسة، بل نريد حفظ ماء الوجه ولكن أقول العربي سوف يضرب من الدحيل والسد والريان كالعادة، وهذا أمر كبير على العربي وجماهير العربي.
من يتحمل المسؤولية؟
- هناك أشياء كثيرة ومنها أن اللاعب القطري يصل إلى مرحلة الشباب، ومن ثم يترك الكرة أو يغادرها، والسبب أنه لا يجد فرصته وهناك من يأخذه منه، وهذا شيء حقيقي.
كيف ترى مستقبل العربي؟
- أرى أن العربي سوف يصارع على الهبوط والله يستر، والموسم الماضي هبت الجماهير ورجالات العربي وساهموا ببقاء النادي بالأضواء، ولكن الموسم الحالي وفي ظل العشرة صعب جداً أن يستمر العربي، نعم صعب، وأن الدوري سيكون على أندية أخرى، حيث سبق للريان أن هبط وقطر هبط والأهلي وكذلك الوكرة، ويجب أن يهتموا بالأندية الكبيرة وإعادة الحياة لها.
copy short url   نسخ
14/08/2018
1562