+ A
A -
أكد سعادة علي بن حمد المري، سفير دولة قطر لدى الجمهورية اللبنانية، أن قطرنجحت بتخطي الحصار بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة، وبفضل قوة ومتانة اقتصادها كونها بين الدول الثلاث الأولى في مجال تصدير الغاز الطبيعي المسال، مشيرا إلى أن الاقتصاد القطري حقق نجاحا تلو الآخر باعتماد مبدأ تنويع الاقتصاد والتركيز على قطاع الخدمات والتجارة والتصدير وتحقيق الشراكة الاقتصادية الإقليمية والعالمية



وقال سعادته في لقاء مع الوطن: إن الحظر الجوي المفروض على قطر من قبل دول الحصار يعد انتهاكا سافرا، ومخالفة واضحة وصريحة لأحكام وقوانين المنظمة الدولية للطيران المدني «إيكاو»، وللاتحاد الدولي للنقل الجوي «آياتا» الذي يعتبر إغلاق الممرات الخاصة بالطيران المدني الدولي عملاً تعسفياً، ويشكل مخالفة فاضحة للقانون الدولي وخرقاً لميثاق الأمم المتحدة ونظام مجلس التعاون الخليجي، وميثاق جامعة الدول العربية.
وأكد أن الزيارات الدولية التي قام ويقوم بها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى ومباحثاته مع رؤساء وزعماء العالم، والحفاوة البالغة التي يلقاها سموه، ومواقف الدعم التي تحصدها دولة قطر لجهة ضرورة إنهاء الحصار وحلّ الخلافات بالجلوس إلى طاولة الحوار، ما هي إلا دليل واضح على فشل الحصار فشلاً ذريعاً، وعلى سوء نواياه المبيّتة تجاه دولة قطر التي لم تَحِد يوماً عن مواقفها الثابتة لجهة محاربة الإرهاب، والقضاء عليه من خلال الاتفاقيات التي وقعتها مع الدول المعنية بهذا الشأن وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وفرنسا.
وأضاف أن التحركات الدبلوماسية القطرية بقيادة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تميزت بقدرتها وتأثيرها الفاعل والقوي في نقل وتوضيح مواقف قطر بشأن الحصار في كل العالم، وفي مراكز القرار لتوضيح الصورة والموقف القطري الثابت من محاربة الإرهاب وتمويله ورفض الانصياع لشروط غير قابلة للتنفيذ من الدول المحاصرة.
بداية نود أن تحدثنا عن حصاد فترة عملكم كسفير لدولة قطر في الجمهورية اللبنانية؟
- إن السنوات الخمس التي أمضيتها كسفير لبلادي في الجمهورية اللبنانية كانت غنية ومميزة، أضافت الكثير إلى خبرتي في العمل الدبلوماسي. فلبنان بالرغم من صغر مساحته الجغرافية، فأنه كثير المفاجآت، ومميز بتنوعه الديني والطائفي المتعايش الذي يشكل نسيجاً خاصاً لا يشبه غيره من الدول.
وخلال فترة مهامي في لبنان، تواصلت مع مختلف مكوناته من سياسيين ومفكرين وأدباء ورجال دين وغيرهم، وكعادتها دولة قطر تقف دائما مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة نظرا للعلاقات الأخوية التاريخية بين بلدينا القائمة على التعاون المتبادل في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والتربوية والصحية وغيرها.
كيف كان الشارع اللبناني يتعاطى مع أزمة الحصار المفروضة على دولة قطر منذ 5 يونيو 2017؟
- اتخذ لبنان موقف الحياد من الحصار الجائر على قطر انطلاقا من حساسية موقعه، رغم الضغوط التي تعرض لها من باقي الأطراف، مع التشديد دائما على الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، والدعوة للحوار لحل الأزمة الخليجية، ودعم وساطة دولة الكويت الشقيقة.
ما الدور الذي كنتم تقومون به لمواجهة الإشاعات التي كانت تحاول دول الحصار ترويجها من مزاعم كاذبة حول دولة قطر؟
- منذ بدء الحصار على دولة قطر، والإشاعات مازالت مستمرة. ولهذا قمت بزيارات لجميع المسؤولين والرؤساء ورؤساء الأحزاب والسياسيين اللبنانيين والمرجعيات الدينية على كافة انتماءاتهم لتوضيح الصورة وشرح الواقع.
من وجهة نظركم، كيف استطاع الاقتصاد القطري الصمود في مواجهة هذه الأزمة؟
- حولت القيادة الرشيدة ممثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، الأزمة إلى قدرة للاكتفاء الذاتي عبر دعم المنتجات المحلية وإقامة المزارع الخاصة للاستغناء عن الاستيراد. ونجحت بتخطي الحصار بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة، وبفضل قوة ومتانة اقتصادها كونها بين الدول الثلاث الأولى في مجال تصدير الغاز الطبيعي المسال. وحقق الاقتصاد القطري نجاحا تلو الآخر باعتماد مبدأ تنويع الاقتصاد والتركيز على قطاع الخدمات والتجارة والتصدير وتحقيق الشراكة الاقتصادية الإقليمية والعالمية، كما حافظ الوضع المالي والريال القطري على سلامته وعلى التصنيف الائتماني بين أفضل 25 دولة في العالم مستنداً على قوة الاقتصاد والمصارف القطرية. وشكل افتتاح ميناء حمد الجديد حدثاً تاريخياً واقتصادياً حيوياً إضافة لتدشين مشروع مصفاة (لفان 2) كواحدة من أكبر مواقع تكرير المكثفات في العالم، في إطار تحقيق «رؤية قطر الوطنية 2030» في التنمية. وكان لمطار حمد الدولي الدور الريادي في دعم الحيوية الاقتصادية، وفي مواجهة الحصار، حيث نال المرتبة الخامسة بين أفضل مطارات العالم.
ما أثر هذا الحصار وتداعيات الأزمة الخليجية، على سمعة منطقة الخليج مستقبلا، كبيئة آمنة للاستقرار الاقتصادي، وللاستثمار؟
- أساء الحصار المفروض على دولة قطر من الدول الخليجية لصورة دول الخليج بشكل عام، وأثر سلبا على اعتبار الخليج بيئة آمنة للاستقرار الاقتصادي وللاستثمار.
وفي المقابل فإن المشهد في قطر يتسم بالحيوية والقدرة على مواجهة تحديات الحصار وأبسط مثال على ذلك المشاريع الإنمائية والبنى التحتية والاستثمارات التي مازالت مستمرة في قطر بانتظار الحدث العالمي لمونديال 2022، الذي سيكون مونديال كل العرب كما قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، عندما تسلم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنظيم كأس العالم والأيام المقبلة ستبرهن للعالم أجمع أن قطر أقوى من الحصار والمؤامرات والفبركات والاتهامات الكاذبة التي تحاول دول الحصار نشرها وتفشل في كل مرة.
ما المطلوب من المجتمع الدولي القيام به ضد الدول التي قامت بالحصار الاقتصادي على دولة قطر، بما يخالف المبادئ الأساسية للنظام التجاري والاقتصادي العالمي؟
- المطلوب من المجتمع الدولي الضغط على دول الحصار لوضع حد لتماديها وفبركاتها التي تضر بالجميع، وحثها على الجلوس إلى طاولة الحوار، لحل المشاكل التي افتعلتها مع دولة قطر.
إلى أي مدى تعتقدون أن دول الحصار، قد انتهكت قواعد المنظمة الدولية للطيران المدني «إيكاو»، بحظر الطيران من وإلى دولة قطر عبر أجوائها؟
- يعدّ الحظر الجوي انتهاكا سافرا، ومخالفة واضحة وصريحة لأحكام وقوانين المنظمة الدولية للطيران المدني «إيكاو»، وللاتحاد الدولي للنقل الجوي «آياتا» الذي يعتبر إغلاق الممرات الخاصة بالطيران المدني الدولي عملاً تعسفياً، ويشكل مخالفة فاضحة للقانون الدولي وخرقاً لميثاق الأمم المتحدة ونظام مجلس التعاون الخليجي، وميثاق جامعة الدول العربية.
كيف تقيمون تحركات دولة قطر، من أجل مزيد من الانفتاح مع العالم، عقب الحصار؟
- تميزت التحركات الدبلوماسية القطرية بقيادة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، بقدرتها وتأثيرها الفاعل والقوي في نقل وتوضيح مواقف قطر بشأن الحصار في كل العالم، وفي مراكز القرار لتوضيح الصورة والموقف القطري الثابت من محاربة الإرهاب وتمويله ورفض الانصياع لشروط غير قابلة للتنفيذ من الدول المحاصرة.
أما الزيارات الدولية التي قام ويقوم بها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى ومباحثاته مع رؤساء وزعماء العالم، والحفاوة البالغة التي يلقاها سموه، ومواقف الدعم التي تحصدها دولة قطر لجهة ضرورة إنهاء الحصار وحلّ الخلافات بالجلوس إلى طاولة الحوار، ما هي إلا دليل واضح على فشل الحصار فشلاً ذريعاً، وعلى سوء نواياه المبيّتة تجاه دولة قطر التي لم تَحِد يوماً عن مواقفها الثابتة لجهة محاربة الإرهاب، والقضاء عليه من خلال الاتفاقيات التي وقعتها مع الدول المعنية بهذا الشأن وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وفرنسا.
كيف تنظرون إلى المشاكل الإنسانية التي خلفها الحصار، بما يخالف مخرجات المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان بفيينا عام 1993؟
- مزّق الحصار شمل الأسر الخليجية من خلال منع القطريين من دخول دول الحصار التي سنّت قوانين تمنع مواطنيها من التعاطف مع الأسر القطرية، ما انعكس على مئات الأسر وآلاف المقيمين والطلاب من جنسيات عدة، إلى جانب الخسائر الفادحة معنوية ومادية فضلاً عن تشريد الطلاب القطريين ومنعهم من إكمال دراستهم في دول الحصار بما يخالف مخرجات المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان بـ«فيينا» عام 1993 وميثاق الأمم المتحدة.
فشل دول الحصار
في تصوركم، ما الصورة التي أخذها الغرب عن المسلمين، من عدم السماح للقطريين بأداء المناسك الدينية كفريضة الحج والعمرة؟
- منع المملكة العربية السعودية القطريين من أداء العمرة، والحج إلى بيت الله أول خطوة من نوعها في تاريخ العلاقات بين دول وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي، سمح للغرب بتكوين صورة مغلوطة عن العرب والمسلمين الذين يمنعون أشقاءهم المسلمين أيضا من تأدية فريضة الحج أو العمرة لمجرد أنهم قطريون.. هذه الإجراءات تشوّه صورة المسلمين في الغرب وهم في غنى عن هذه التوصيفات، في ظل نظرة سلبية تتنامى عنهم وتتهمهم بأبشع الاتهامات.
كيف تصفون الذين يتحدثون من أنظمة دول الحصار بخطاب إعلامي عن حلول، في الظاهر، بينما هم في الحقيقة يقوضون، كافة جهود ومساعي الوساطة، التي تقودها دولة الكويت؟
- دول الحصار كانت تتوقع وتتمنى أن تخضع دولة قطر لمطالبها الجائرة، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في تطويع الإرادة القطرية الصلبة، فنحن لم ولن نغيّر مواقفنا، ولن نحيد عن خط قائدنا حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، وسنبقى مع سموه صفاً واحداً ويداً واحدة وقلباً واحداً لما فيه الخير العام والاكتفاء الذاتي والاستقلالية.
ودولة قطر ثمنت الوساطة الكويتية التي يقودها حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، كما أعربت دوله قطر عن تقديرها للموقف العماني الذي اتسم بروح الأخوة الصادقة والنبيلة. إن موقف دولة قطر المبدئي كان ومازال يدعو إلى الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات لإيجاد الحلول لأي خلافات بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي.
ما الدروس المستفادة من هذه الأزمة؟
- لكل الأزمات وجهان أحدهما سلبي والآخر إيجابي، ومن يتقن فنّ تحويل السلبية إلى إيجابية ظفر ظفراً عظيماً. ونحن كنا ممن أتقن هذا الفن. صحيح أن الهدف من الحصار كان إخضاع دولة قطر للمطالب غير العقلانية، لكن الشعب القطري تخطى الحصار بقوة اتحاده خلف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله»، قائد المسيرة الرائدة.
المحطة القادمة
محطتكم القادمة في مسيرتكم الدبلوماسية، سوف تكون ألبانيا، ما آمالكم وأحلامكم، في هذه المحطة الجديدة؟، وهل مهمة الدبلوماسي في دولة أوروبية، تختلف عنها في دولة عربية؟
- لا شك أنني أترك لبنان بعد خمس سنوات من مهامي الدبلوماسية وأنا احتفظ في قلبي بمكانة خاصة لكل من عرفتهم من الأشقاء اللبنانيين على كافة المستويات، وأتمنى أن أكون قد تركت انطباعا جيدا لديهم وأن أكون نقلت صورة بلادي الناصعة للجميع دون استثناء، وسأحمل معي ذكريات طيبة.
أما بالنسبة لمحطتي القادمة (ألبانيا)، أتمنى أن أوفق في مهامي وسأعمل ما في وسعي لتحقيق الأفضل، وأعتقد أن المهام الدبلوماسية واحدة سواء كانت في دولة عربية أو أوروبية غير أنه يبقى للتجربة أن تقرر.
copy short url   نسخ
13/08/2018
2922