+ A
A -
عواصم- وكالات- تسببت الاحتجاجات التي تشهدها محافظات العراق الجنوبية، منذ أكثر من أسبوع، وما رافقها من توترات أمنية، بتراجع حراك تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى، الممهدة لانبثاق الحكومة العراقية الجديدة. وأكد مصدر مقرب من «تحالف النصر»، الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن رئيس التحالف منشغل بالسيطرة على التظاهرات التي اجتاحت جنوب العراق منذ أيام، مبيناً أن مفاوضات تشكيل الكتلة الكبرى توقفت إلى حين استقرار الأوضاع الأمنية. وأشار المصدر إلى أن «الوضع الحالي لا يسمح بتشكيل أي كتلة برلمانية، في ظل الغليان الشعبي الذي يشهده الشارع العراقي»، موضحاً أن الحديث عن التحالفات قد يتسبب في تأجيج الأوضاع في الوقت الذي تبدو فيه الحكومة بأمس الحاجة لخطاب يسهم في تخفيف حدة التوترات». بموازاة ذلك أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم استعداده لبذل الجهود اللازمة لدعم مصالح سكان محافظة «البصرة» جنوب العراق لا سيما في المجالات الاقتصادية والوظيفية والبيئية، مشدداً على أهمية تعزيز روابط المجتمع من خلال تقوية الجبهة الداخلية والتماسك المجتمعي الذي يرسخ سلطة الدولة والقانون ويحفظ حقوق الجميع.
وأشار بيان صادر عن الرئاسة العراقية، إلى تأكيد معصوم على ضرورة توفير النقص الحاصل في الخدمات التي تعاني منها محافظة «البصرة» والمتمثلة بالكهرباء، والمياه، والصحة مع إيجاد فرص عمل للعاطلين.
من جهته قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس: إن «من حق شعبنا أن يطالب بحقوقه وتحسين الخدمات، ومن واجبنا تلبيتها والاستجابة للمطالب التي تتم بطريقة سلمية وعزل المسيئين».
وقال العبادي، خلال زيارته لمقر هيئة الحشد الشعبي: «إننا لم نقاتل عصابة داعش الإرهابية التي احتلت مدننا وهددت كل العراق إلا من أجل دفع الضرر عن شعبنا، وتوفير حياة آمنة مستقرة وخدمات لائقة لجميع العراقيين».. وأضاف: «من حق شعبنا أن يطالب بحقوقه وتحسين الخدمات ومن واجبنا تلبيتها، والاستجابة للمطالب التي تتم بطريقة سلمية وعزل المسيئين».
في غضون ذلك قال عضو البرلمان العراقي السابق، جاسم محمد جعفر: إن التظاهرات التي تشهدها البلاد قد تؤخر إعلان التحالفات السياسية، وتشكيل الحكومة الجديدة، مبيناً خلال تصريح صحفي، أن هذا الأمر قد يتسبب أيضاً في تأخر إعلان نتائج الانتخابات.
وتوقع جعفر حدوث صراعات جديدة بين الكتل السياسية على خلفية الحديث عن تورط بعض الأطراف في حرق مقار سياسية تابعة لخصومها، مرجحاً أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التأزم السياسي. وشدد المتحدث ذاته على «ضرورة الاستماع للمتظاهرين، وتنفيذ مطالبهم بشكل عاجل، وعدم ترك الأمور على ما هي عليه»، مؤكداً أن «تلبية المطالب ستؤدي إلى حلحلة الأوضاع، وامتصاص غضب الشارع». وفي السياق، قال أحد منظمي تظاهرات البصرة، ويدعى حميد المنصوري: إن حرق مقار الأحزاب والجماعات المسلحة في المحافظة لم يتم بتحريض من أي جهات أو أحزاب، مؤكداً أن «الجماهير الغاضبة هي التي اقتحمت هذه المقار».
copy short url   نسخ
17/07/2018
2301