+ A
A -
كتب - أنس عبد الرحمن
كشف ناصر بن حسن النعيمي المدير العام لشركة برزان القابضة المملوكة لوزارة الدفاع القطرية، أن الشركة بصدد إنشاء منطقة برزان العسكرية الصناعية التي تحتوي على مجموعة من المصانع الخاصة بالإنتاج والتجميع لمختلف المعدات العسكرية، بإجمالي مساحة تبلغ 26 كيلومترا مربعا.
مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الشركة تعمل على إنشاء مبنى البحوث والتطوير الواقع في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وتم اختيار هذا الموقع لقربه من الطلاب في الجامعات المختلفة، علاوة على توافر الأدوات واللوازم الخاصة بالبحوث.
وقال في حوار مطول نشر في العدد الثامن من مجلة الطلائع التي تصدر عن هيئة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة القطرية، إن الاستثمار في الإنسان، من الأدبيات الرائجة في شركة برزان، وهو من أهم الأهداف التي تسعى لتحقيقها من خلال جميع المشاريع والبرامج التابعة لها من خلال تدريب الكوادر القطرية على مختلف أنواع الصناعات العسكرية، للاعتماد عليها وتمكينها من العمل فعلياً في المصانع النوعية التابعة لبرزان القابضة. لافتاً إلى الدور المهم للركيزة الثانية لبرزان القابضة وهي البحوث والتطوير، حيث يتم حالياً إجراء مجموعة كبيرة من البحوث من قبل مجموعة من الكفاءات القطرية للخروج بمنتجات أو تقنيات جديدة في مجال الدفاع والأمن، ونسعى من خلال هذه البحوث لتسجيل براءات اختراع بأسماء كوادر قطرية متخصصة في مختلف المجالات.
وأوضح النعميمي أن برزان القابضة تقوم على ثلاثة محاور وهي: تعزيز الاستثمار في شركات الدفاع والأمن، والقيام بعدد من البحوث والتطوير مع المؤسسات الرائدة، بالإضافة إلى تقديم المشورة للمشتريات الاستراتيجية لوزارة الدفاع والجهات الأمنية الأخرى.
وتعمل هذه المنظومة لتصبح شركة عالمية رائدة في مجال الدفاع والأمن، وذلك من خلال الاستثمار والشراكة مع المؤسسات الدولية الرائدة لبناء قدرات تكنولوجية ورأس مال بشري متخصص في دولة قطر.
وحول مدى انسجام الشركة مع الأهداف الاستراتيجية لرؤية قطر 2030، قال النعيمي إنه، وخلال فترة الإعداد لمشروع برزان القابضة، قام فريق متخصص بدراسة الاحتياجات اللازمة في الدولة من مختلف القطاعات، بالإضافة إلى الاطلاع على تجارب الدول العالمية في إنشاء مثل هذا النوع من الشركات للاستفادة منها، وبعد الانتهاء من هذه الدراسة، تم تحديد مجموعة كبيرة من الأهداف التي تنسجم مع جميع ركائز استراتيجية قطر الوطنية 2030. وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما تقوم برزان القابضة بإعداد وتنفيذ مجموعة هائلة من المشاريع التي تساهم بشكل مباشر في إعداد جيل من الكوادر البشرية المتخصصة في مجال الدفاع والأمن، سواء كان في مجال التصنيع أو التكنولوجيات أو غيرهما، فإننا شريك رئيسي في هذه الاستراتيجية فيما يخص تعزيز قواعد التنمية البشرية المستدامة.
وأضاف: مما لا شك فيه وكما أكد سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه أن «قطر تستحق الأفضل من أبنائها»، فإننا نولي أهمية قصوى في بناء رأس مال بشري قطري على دراية كاملة بمختلف العلوم الخاصة بمجال الدفاع والأمن.
وسيكون ذلك عن طريق استقطاب الكوادر البشرية واعطائها المجال للعمل من خلال الركائز الثلاث لبرزان القابضة، سواء كانت على مجال الاستثمار، أو البحوث والتطوير، أو المشتريات الاستراتيجية، ونهتم كثيرا بالاستثمار في الإنسان، ولدينا في هذا الشأن خطط متوسطة وبعيدة المدى حتى تتحقق الرؤية التي على أساسها تم إنشاء هذه الشركة الوطنية التي تسعى في النهاية إلى خدمة المصالح العليا للبلاد.
وأشار النعيمي إلى أن برزان القابضة استطاعت خلال هذه الفترة (بين الإنشاء والإعلان) من عقد مجموعة كبيرة من الاتفاقيات مع الشركات الدولية الرائدة، وتم الإعلان عن توقيع أكثر من 20 اتفاقية منها خلال معرض الدوحة للدفاع البحري (ديمدكس 2018).
وأوضح أن ما يميز برزان القابضة هو التنوع الفريد في مجال عملها، فنجد مثلاً مجموعة من المشاريع المتخصصة في إنتاج العتاد العسكري من آليات أو أسلحة مختلفة، ومن جانب آخر توجد مشاريع معنية بجانب التكنولوجيا والبرمجيات، كما لا ننسى الدور المهم لمجال البحوث والتطوير والذي يعتبر من أهم الجوانب الحيوية لعمل برزان القابضة.
وحول جهود برزان القابضة فيما يخص مجال الأمن السيبراني أشار النعيمي إلى أن مجال الأمن السيبراني هو من أهم المجالات التي تركز عليها الدول في هذا العصر، لما له من أهمية بالغة في الحفاظ على البيانات المختلفة من جرائم القرصنة الإلكترونية، وبالتالي أنشأت برزان القابضة «أكاديمية قطر للأمن السيبراني» والتي تهتم بتصميم برامج تدريبية متخصصة لعرض أهم المعلومات الخاصة بهذا المجال، وأحدث الطرق والأساليب المتبعة للتصدي لهذا النوع من الهجمات.
وكشف عن تدشين أول برنامج على هذا المستوى لأول مرة في الدولة، وذلك بالتعاون مع هيئة الخدمة الوطنية كجزء من التعاون المشترك في المجالات المختلفة، كما نتطلّع لتقديم هذا النوع من التدريب مع الجهات الأخرى سواء كانت من الجهات العسكرية أو المدنية. وقد تم تصميم هذا البرنامج التدريبي بالتعاون مع شركة رايثون الأميركية (الشريك الاستراتيجي لبرزان القابضة) والتي تعتبر من أهم الشركات الرائدة في مجال البرمجيات والأمن السيبراني.
واشار إلى أن برزان القابضة ترتبط وبشكل وثيق بنخبة من الشركات الدولية الرائدة، وذلك بهدف الاطلاع على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية في مجال الدفاع والأمن، علاوة على ممارسة أفضل الطرق والأساليب العالمية بما يتناسب مع احتياجات الدولة، بالإضافة إلى بناء علاقات استراتيجية قوية بين برزان القابضة والأسواق العالمية.
ومن خلال الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها نجد أنها تتناول جوانب مختلفة من الأعمال، فمنها ما كان على شكل الإعلان عن كيانات مشتركة بين برزان القابضة وشركائها العالميين، ومنها ما كان على شكل صفقات أسلحة مختلفة، بالإضافة إلى جانب التطوير والبحوث في مجال الدفاع والأمن.
وأضاف: نحن في برزان القابضة نهدف إلى الاستثمارات الاستراتيجية في الوقت الحالي، وبعيداً بعض الشيء عن الاستثمارات بطابعها الربحي، وذلك بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي لدولة قطر في كل ما يتعلق بالجوانب العسكرية والأمنية.
ويمكننا القول إنه وعلى المدى الطويل، وبعد تحقيق الاكتفاء الذاتي ستكون هناك خطط للتوسع على المستوى العالمي، وذلك وفق القوانين الدولية المتعارف عليها لتنظيم مثل هذه التجارة.
وفي ختام حدثيه قال المدير العم لبرزان القابضة «نحن فخورون بما وصلت إليه برزان القابضة من إنجازات على مختلف الأصعدة منذ إنشائها إلى الآن، حيث أثبتت قدرتها على تعزيز الاستقرار في الدولة، وذلك من خلال الركائز الثلاث التي تعتمدها، ونحن على ثقة بأننا نسير على الطريق الصحيح لتحقيق رؤية الشركة بأن تصبح شركة عالمية رائدة في مجالي الدفاع والأمن.
كما نتقدم بالشكر الجزيل لكل الداعمين للشركة وفي مقدمتهم سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع على دعمه الدائم واللامحدود، وتوجيهاته الكريمة، في جميع ما يخص شركة برزان القابضة، وكذلك العناية والدعم الذي نتلقاه من سعادة الفريق الركن (طيار) غانم بن شاهين الغانم رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، كما نشكر جميع قادة وضباط القوات المسلحة القطرية على ثقتهم في برزان القابضة من خلال التعاون الدائم في مختلف المشاريع الحالية والمستقبلية، ولا يفوتني أيضاً شكر فريق العمل في مجلة الطلائع على هذا اللقاء، ونتمنى لكم التوفيق».
copy short url   نسخ
07/06/2018
3509