+ A
A -
كتب- جليل العبودي




كنا قد تحدثنا من قبل عن ظاهرة «تغيير» المدربين في فرقنا المحلية وانعكاسها على نتائج بعض الأندية التي تكون ردة فعلها حاضرة ازاء المدرب وهو الحلقة «الاضعف» في عملية الإطاحة «التفنيش» وان اثرها لا يعكس تباين الأداء بل الكلفة المالية المرهقة للميزانية، وهذا يمكن أن يستثنى منه الأندية الكبيرة التي حافظت على مدربيها وهو ما اسهم في وجوده في دائرة المنافسة، واليوم نؤشر إلى ظاهرة استبدال المحترفين التي أصبحت ظاهر متكررة مع كل موسم مما يؤكد أن قرار اختيار المحترفين الأجانب لم يكن يعنيه وافتقر إلى الدقة والصواب، وان من يختار بطريقة مناسبة وحسب حاجة الفريق يمكن أن يراهن عليها يؤكد انه أصاب في عمله وانه دقيق في القرار إزاء هذا الموضوع الذي يرهق الميزانية التي لم تستطع بعض الأندية أن توفي بها وبادرت بعض الجهات المسؤولة إلى تبني الأمر حتى لا يصل إلى المحاكم وبالتالي يمثل ذلك إساءة للكرة القطرية التي ينتظرها الكثير في المستقبل على مستوى التنظيم والمنافسة.
كما استمرت بعض الأندية مع مدربيها وهي الدحيل والسد والريان، والسيلية رغم تراجعه في الأدوار الأخيرة من عمر الدوري، فإن الأندية الثلاثة قرنت ذلك الاستقرار الفني باستقرار المحترفين الأجانب وكانوا على قدر المهمة التي استقدموا لها، حيث ضم الدحيل المدافع لوكاس وأدى دورا مهما في مركزه، فيما في الوسط كان المحرك السريع الكوري الجنوبي نام تاي حاضرا مع فريقه بقوة، وتألق كثيرا لاسيما في عملية حسم الألقاب والبطولة الآسيوية لدوري الأبطال التي وصل اليها الدحيل إلى ربع النهائي، فضلا عن هداف الدوري المغربي يوسف العربي الذي توج للمرة الثانية هدافا لدوري نجوم «QNB» بكل جدارة رغم انه كان مطاردا من زميله التونسي يوسف المساكني الذي تخلف عنه بهدف وحيد، ولكنه فاز بلقب افضل لاعب برغم انه تعرض إلى اصابة موجعة تألم الجميع لها أمام السيلية في آخر مباراة لفريقه بالدوري وحرمت فريقه منه و منتخب بلاده بالمونديال الروسي، وان تواجد هؤلاء المحترفين مع نخبة من اللاعبين المميزين المحليين يؤكد صواب الرؤية للإدارة وصحة توجهها واختياراتها، أما الوصيف السد فقد كان طرفا منافسا على جميع البطولات وخسرها في الأمتار الأخيرة، وهو يضم اربعة محترفين مستمرين معه من اكثر من موسم، وهذا العمل الاحترافي السليم، وهم الجزائريان بغداد بونجاح وحمرون وهما كلمة السر في الهجوم السداوي، فضلا عن قائد الفريق النجم الاسباني العالمي الكبير تشافي الذي قدم ما لم يقدمه غيره من اللاعبين الذين يقلون عنه بعقد أو اكثر من السنين، وهو ما دفع إدارة الزعيم إلى التمسك به والتجديد معه لموسمين، وتشافي فاعل ومؤثر في الميدان فنيا ونفسيا، أما اللاعب الآخر فهو الإيراني مرتضى كنجي الذي توصل مع الزعيم من اكثر من موسمين، برغم أن السد يملك العديد من اللاعبين المدافعين الجيدين إلا أن اللاعب مرتضى كسب الرضا واقنع الإدارة كونه يعد صمام أمام الخط الخلفي، ويعد الزعيم في هذا الجانب عنوانا للاحترافية.
أما الريان فهو الآخر لا يختلف عن من سبقه من الكبار إلا اضطرارا حيث استبدل لاعبه المصاب حمد الله باللاعب الفرنسي يوهان مولو في الجولات الأخيرة ومن اجل كأس الامير ولم يكن حضوره كما كان حمد الله لأنه جاء متأخرا ومن الصعب أن يتكيف بسرعة من فريق يلعب لمدة عام مع بعض، فيما تواصل كل من الكوري الجنوبي مايونجين كلاعب وسط فاعل ومؤثر والمغربي محسن متولي الذي تألق بعد أن حصل على ثقة المدرب وان كان متأخرا، كما تواجد المدافع فيرا مع الرهيب لأكثر من موسم، وان ما اقدم عليه الريان من تغيير فهو اضطراري، وبلا شك يمكن أن يستعيد الريان لاعبه المهاجم عبدالرزاق حمد الله إذا ما شفي كونه من المهاجمين الهدافين النادرين وان اصابته جاءت في وقت صعب وعصيب على الرهيب ولكن هذه حال كرة القدم كل شيء فيها متوقع.
السيلاوي.. لا تغيير!
قد يكون السيلية الوحيد أو الاستثناء بين أندية الوسط أو الطامحة إلى المواقع الجيدة الذي لم يغير محترفيه واكتفى بهم بالموسم الماضي وهم الرومانيان دراجون وفالنتين والاوزبكي تيمور والجزائري نذير بلحاج، وقد ادى بعضهم دوره بإجادة، فيما تفاوت دوري البعض الآخر والأكثر ثباتا هو نذير بلحاج وشغل اكثر من مركز، ومن بعده المدافع دراجون الذي غاب عن المباريات الأخيرة إلا أن دوري فلنتين وتيمور لم يرتقيا إلى ما كان متوقعا أو ما يطمح إليه السيلية، لذا وجد المدرب الطرابلسي نفسه مضطرا إلى إجلاس هذا اللاعب أو ذاك في بعض المباريات، ومع أن الفريق كان بحاجة إلى تعزيز ولو فعل ذلك لربما حافظ على موقعه الذي كان فيه بالمربع الذي غادره بطريقة دارماتيكية في الجولات المتأخرة بالقسم الثاني بعد تواجد ليس بالقصير، ولكن لعب بما لديه ولم يلجأ إلى التغيير لقناعته انه قد لا يكون ذات جدوى في فترة قصيرة!
أندية حاولت ولكن بلا جدوى!
الأندية الأخرى حاولت وغيرت بعض المحترفين الذين منهم من أدى ما مطلوب، ومنهم من لم يكن على قدر الاحلام والطموحات، وفي المقدمة منهم كان فريق الغرافة الذي استنجد بالهولندي شنايدر وقد نجح الفريق في أن يختزل المسافات التي كان عليها بعد أن عاش فترة تجديد لم تكون ذات نتائج بالميدان، ولكنها ربما على المدى المنظور ستؤتي ثمارها، وايضا مهدي طارمي الذي قدم بعد ان عانى من الغياب الاجباري، لذا فهو لم يقدم صورته المعهودة وفي المباريات استعاد بعض بريقه، وهو لاعب فاعل وكبير لو كان في وضعه الطبيعي، تواجد اللاعب المدافع ديسيلفا والآخر دييجو امادو، والاخير خدم الفريق الغرفاوي كونه لاعبا في اكثر من مركز بعد أن احتاج اليه وهو لاعب الوسط المميز وتراجع للدفاع بعد ان افتقد الفريق إلى من يكون هناك بداعي الإصابات، ويأتي بعد ام صلال الذي استقدم التونسي اسامة الدرجي، فيما استمر المواس وساجبو والمدافع التونسي عادل الرحيلي، ويكون ام صلال اقل الأندية تغييرا في المحترفين واحتل المركز الخامس وكان قريبا من الرابع وهو يحسب الإدارة، ولكن الأندية الاخرى تفاوتت في عملية التغيير بل منها تخبط كثيرا، لاسيما تلك التي كانت تعاني من الخطر المحدق بها، وهي العربي والخور والأهلي وقطر والمرخية، وربما أن الخريطيات هو الوحيد بين الأندية التي كانت تكافح من اجل البقاء تمسكا بما لديه من محترفين واكمل بهم الدوري وهم رشيد وديبا وموي، والاوزبكي سانجار، ولم يغير من محترفيه ليس لأنه بحاجة إلى التغيير ولكن الضرورات المالية هي من حكم عليه بذلك، وبالتالي نجا من الهبوط وحتى الآن لديه لاعب متواصل معه هو ديبا بعد أن رحل رشيد للسيلية والتخلي عن موي وعدم التجديد لسنجار، ولا نريد ان نستعرض الأندية الاخرى التي استبدلت اكثر من محترف أو محترفين وفي أوقات قصيرة ومنهم من يلعب أو لعب مباراة واحدة.
هواة التغيير والخيار السليم!
تعي الأندية ان وضعها محدد بسقف مالي معين من الميزانية والدعم وحسب ما حصلت عليه من مركز في الدوري، لذا عليها أن تكون اكثر دقة في عملية جلب المحترفين ولأسماء معروفة يمكن أن تمثل أو مثلت منتخبات بلدانها، حتى لا تقع ضحية الاضطرار إلى استقدام هذا المحترف وتغير ذاك وان دقة الاختيار يجعلها اكثر تجانسا وقدرة في المباريات فضلا عن الحفاظ على ميزانياتها.
copy short url   نسخ
28/05/2018
1268