+ A
A -
ترجمة- هشام عبد الرءوف
قالت مجلة ذا بانكر التابعة لمؤسسة فاينانشال تايمز البريطانية إن بنك الريان- المملكة المتحدة، التابع لمصرف الريان، يبتكر أدوات مالية إسلامية جديدة فعندما احتاج «الريان- المملكة المتحدة» تمويلا من أجل تحقيق توسع مستدام في نشاطه كان ملتزما بأحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالفائدة، وهنا لجأ إلى حل مبتكر وهو إصدار صكوك إسلامية (سندات متوافقة مع الشريعة) باستخدام التوريق المدعوم بالرهن العقاري. وكانت فكرة ناجحة جذبت خليطا متنوعا من المستثمرين.
والمعروف أن بنك الريان المملكة المتحدة كان أول بنك إسلامى يتم تأسيسه خارج منطقة الشرق الأوسط حيث بدأ نشاطه في 2004، ويحقق نجاحا قياسيا حتى أنه انضم لقائمة بنوك التحدي في شارع البنوك البريطاني، وهي البنوك التي نزلت إلى السوق المصرفية في محاولة لمواجهة عدد محدود من البنوك العالمية الكبرى التي تسيطر على تلك السوق، وفي الوقت نفسه كان بنك الريان المملكة المتحدة يتنافس مع البنوك الأخرى مكبل اليدين لالتزامه بأحكام الشريعة الإسلامية.
وتقول ذا بانكر إن بنك الريان المملكة المتحدة يدير نشاطه وفق أحكام الشريعة الإسلامية مما يعني أنه لا يستطيع أن يدفع فوائد، وهذا يمنعه بالتالي من بعض مصادر السيولة النقدية مثل مشروع بنك انجلترا المعروف باسم التمويل بالأجل والذي انتهى في فبراير الماضي، والذي مكن بعض البنوك المتوسطة والصغيرة من منافسة البنوك الكبرى. ونقلت ذا بانكر عن أمير فردوس، أمين الخزانة في بنك الريان المملكة المتحدة قوله إن بنك الريان المملكة المتحدة بصفته أول مصرف بريطاني يعمل وفقا لأحكام الشريعة، وباعتباره مصرفا صغير الحجم نسبيا، كان لابد أن يتعامل مع الأمر بأسلوب مبتكر. ويمضي قائلا: «كان مصدر تمويلنا الرئيسي يأتي من أسواق التجزئة المصرفية في شكل ودائع، كما كان كبار حملة الأسهم يمولون المصرف بنظام التمويل بالأسهم».
وحصل بنك الريان المملكة المتحدة على تمويل في 2014 عندما أصبح فرعا يملك غالبية الأسهم فيه مصرف الريان القطري أكبر البنوك الإسلامية في قطر تحقيقا للأرباح، وجعله ذلك يغير اسمه من بنك بريطانيا الإسلامي إلى بنك الريان المملكة المتحدة، وتعاظم الطلب على خدمات هذا المصرف من الطائفة الإسلامية في بريطانيا التي يقدر عددها بثلاثة ملايين نسمة، وأدى ذلك بالتالي إلى نمو أصول المصرف بنسبة 49% سنويا بين عامي 2013 و2016.
وتابعت «ذا بانكر» قائلة إنه مع اتساع نطاق أعمال المصرف أدرك المسؤولون عنه حاجته إلى مصدر مستدام للتمويل، وكان أهم مصادر هذا التمويل بالطبع أسواق رأس المال، ولم يكن ذلك بالأمر السهل، كما أن إقدام بنك انجلترا على إلغاء خدمة التمويل بالأجل زاد من حدة المنافسة في أسواق رأس المال بسبب لجوء بنوك أخرى إليها.
وبروح التحدي، قرر مسؤولو بنك الريان المملكة المتحدة أنه لا بديل لديهم لاقتحام تلك السوق الواعدة، بل واعتبروا أن هذا هو الوقت المناسب لذلك، وفي نوفمبر 2017 حصل بنك الريان المملكة المتحدة على تقييم AA3 من وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني من حيث إدارة الودائع، وكان السبب وراء ذلك الدعم الذي يلقاه هذا المصرف من مصرف الريان في قطر.
وسعى المسؤولون في بنك الريان المملكة المتحدة إلى استغلال التقييم الإيجابي المرتفع في التحرك إلى الأمام والسعي لضمان أرخص تمويل ممكن لدعم القدرة التنافسية للبنك. ويمضي فردوس قائلا إن الرهن العقاري وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية يتجه إلى أن يكون أكثر تكلفة من الرهن العقاري التقليدي، وعندما نأخذ في الاعتبار ميزانية بنك الريان المملكة المتحدة التي يشكل الرهن العقاري المكون الرئيسى فيها، كان من المناسب اللجوء إلى إصدار صكوك باستخدام التوريق المدعوم بالرهن العقاري.
وقام بنك الريان المملكة المتحدة الذي يقع مقره في برمنجهام بتطبيق هذا المبدأ على حوالي 1700 عملية شراء لعقارات واستحدث صكوكا إسلامية اطلق عليها اسم TOLKIEN FUNDING SUKUK، ساهمت في تحقيق المعادلة الصعبة، وأكدت هذه الصكوك على أنها صكوك تضمنها عقارات وتلتزم بأحكام القانون البريطاني، على الرغم من التزامها بأحكام الشريعة الإسلامية.
وزاد الإقبال على صكوك بنك الريان المملكة المتحدة في الشهر التالى لإصدارها حتى باتت تباع بأسعار تزيد حوالي 70 نقطة أساسية عن سعر الليبور(سعر الفائدة السائد بين بنوك لندن)، وكان ذلك بمثابة إشارة إلى أن مصرف الريان المملكة المتحدة يتخذ القرارات السليمة ويسير في الطريق السليم ويتمتع بفرص إيجابية في سوق الصكوك الإسلامية الناشئة في بريطانيا.
copy short url   نسخ
28/05/2018
3461