+ A
A -
بغداد- وكالات- «العربي الجديد»- أعرب محللون عن اعتقادهم بصعوبة التكهن بمآلات المفاوضات السياسية الجارية بين الأحزاب العراقية لتشكيل الحكومة بعد ظهور النتيجة الرسمية للاستحقاق الانتخابي. مشيرين إلى أن ترشيحات المراقبين حول اسم الشخص الذي سيعهد إليه بمنصب رئيس الوزراء في العراق للمرحلة المقبلة مستمرة.
في هذا السياق قالت تقارير إن ائتلاف «النصر» الذي يتزعمه رئيس الحكومة العراقية الحالي حيدر العبادي، يشترط على المتفاوضين معه من أجل إنشاء تحالفات سياسية لتشكيل الحكومة الجديدة، أن يكون رئيساً للحكومة العراقية مجدداً.
وقال قيادي في ائتلاف العبادي إن «النصر يُجري حوارات مكثفة مع تحالفات مختلفة، شيعية وسنية، من أجل ضمان منصب رئاسة الوزراء لدورة حكومية مقبلة، والجهة السياسية التي تعطي للعبادي ولاية ثانية، ستفوز بالتحالف مع النصر».
وأضاف القيادي في ائتلاف العبادي أن الأخير وائتلافه ما زال الأقرب من «سائرون» الذي يضم التيارين المدني والصدري... «لكن تمسك العبادي برئاسة الوزراء حال دون حسم العلاقة بين الجانبين إلى تحالف نهائي ورسمي»، كاشفاً أن أوساطاً داخل تحالف «سائرون» تطرح منذ يومين أسماء، من بينها محافظ ميسان علي دواي، وأيضاً جعفر الصدر، ابن عم مقتدى الصدر، ويقيم منذ سنوات طويلة في بيروت».
ولفت إلى أن «المفاوضات التي تحصل حالياً بين العبادي وكتل أخرى مختلفة تحمل عروضاً سياسية وسيادية كثيرة، وأبرزها ما يتعلق بعدد الوزارات لكل حزب رابح في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي».
وقال إن «كل التحالفات رشحت أسماء بمواصفات تراعي الرأيين الأميركي والإيراني بالدرجة الأولى كونه الشرط الذي به تسلم عملية الترشيح وتستمر حتى النهاية».
وكانت مفوضية الانتخابات العراقية قد أعلنت النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التي جرت في الثاني عشر من الشهر الحالي. ووفقاً لهذه النتائج، فقد حصل تحالف «سائرون» التابع لـ«التيار الصدري» على 54 مقعداً، يليه تحالف «الفتح» التابع لمليشيا «الحشد الشعبي» بـ47 مقعداً، ثم تحالف «النصر» الذي يتزعمه العبادي، بـ42 مقعداً.
واجتمع في ساعة متأخرة من ليلة السبت، كل من العبادي وزعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر في لقاء هو الأول لهما منذ إعلان النتائج الانتخابية رسمياً.
وذكر بيان لمكتب العبادي أن الجانبين بحثا «تشكيل الحكومة المقبلة خلال اللقاء»، مشيراً إلى «أهمية التحرك بسرعة ليمارس من فازوا بالانتخابات دورهم ومهامهم في مجلس النواب».
وقال البيان إن «اللقاء مع الصدر هو للعمل سوية من أجل الإسراع بتشكيل حكومة تكون قوية وتوفر الخدمات وفرص العمل وتحسين المستوى المعيشي ومحاربة الفساد»، وإن اللقاء «شهد تطابقاً في وجهات النظر بضرورة استيعاب الجميع».
من جهته، يسعى تحالف «الفتح»، وهو الممثل السياسي لمليشيات «الحشد الشعبي»، للتحالف مع ائتلاف العبادي من أجل تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي الجديد، يشترك فيه أيضاً رئيس الحكومة السابق نوري المالكي بقائمته التي حصلت على 25 مقعداً، بتراجٍع لافتٍ بعدما كان قد حصل على 92 مقعداً في انتخابات 2014.
وقال القيادي في «الفتح» عامر الفايز إنه «ليس لدينا خط أحمر لرئيس الحكومة المقبل، وهذا الكلام ينطبق على العبادي، فنحن لا نعترض على بقاء العبادي لولاية ثانية شرط عدم العمل مجدداً بنظام المحاصصة الطائفية والحزبية».
وقال إن «الحوارات التي يجريها تحالف النصر وغيره، مع تحالفات وأحزاب فائزة بالانتخابات، كلها لا تصب في خانة الجانب العملي للمرحلة المقبلة، إنما تكون للحديث والحوار وعرض الرؤى السياسية للمرحلة الجديدة»، مبيناً أن «الساحة السياسية العراقية مفتوحة للجميع وتستقبل الجميع.. ومن يفكر بالتحالف مع «سائرون» والتيار الصدري من الأحزاب، يفكر أيضاً بالتحالف مع غير «سائرون» إذا خدمت أهدافه ورؤاه».
على الجانب الكردي، تؤكد القيادية في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» أشواق الجاف، أن «الأحزاب الكردية حتى الآن لم تتحاور أو تتواصل مع أي جهة أو حزب عراقي»، مشيرة إلى أن «الأحزاب الكردية تريد أن تضمن توحد صفوفها الداخلية أولاً، ومن ثم الاتجاه إلى بغداد كتحالف كردي يضم جميع الأكراد».
وترفض الجاف التعليق بشأن علاقة الحزب بالعبادي أو موقفه من تجديد الولاية الثانية لرئيس الحكومة الحالي.
copy short url   نسخ
21/05/2018
3705