+ A
A -
كتب– منصور المطلق
في جمع رحماني بمجلس الوالد عبدالله بن احمد العبيدلي بمنطقة معيذر الجنوبي استمع الضيوف، إلى تلاوة عطرة بالمقامات السبعة وهي الرست والنهاود والبيات والسيكا والعجم والحجاز والصبا والكرد، وإلى شرح مفصل عن مقامات القراء في القرآن الكريم.
وقال السيد عبد الرحمن احمد اكبري، إن هناك فرقا بين كل التلاوات سواء في تلاوة القرآن الكريم أو الأذان، فمثلا مقام الرست، يمتاز هذا المقام بالفخامة والاستقامة، ويفضل استخدامه عند تلاوة الآيات التي بها تبجيل لله عز وجل وتعظيمه، والآيات ذات الطابع القصصي والتشريعي، ثم انتقل إلى مقام النهاود الذي يمتاز حسب ما قال بالعاطفة والحنان والرقة، ويبعث إلى الخشوع والتفكر.
اما عن مقام البيات فقد وصفه السيد عبدالرحمن أكبري أمام ضيوف مجلس الوالد عبدالله بن احمد العبيدلي، بالهادئ كالبحر العميق، يمتاز بالخشوع والرهبة والتدبر، وبه تُبدأ القراءة وبه تُنهى، وهو ذلك المقام الذي يستميل القلب ويجعله يتفكر في آيات الله البينات ومعانيها، ثم انتقل إلى مقام السيكا قائلا: هو مقام يمتاز بالبطء والترسل كما انه يمتاز بالفرح والسرور ويُقرأ في آيات البشارة، كما أن فيه شيئا من الندب والشجون، يساعد على التفكر والتأمل بآيات الله تبارك وتعالى، وعن العجم قال السيد أكبري يمتاز بالقوة والوضوح وتستشعره النفس لجماله، يميل إلى الدقة والسلاسة كذلك العاطفة الحنونة، يُقرأ في آيات الأوامر والتشريع ويمكن استخدامه في الآيات التي تحدد المصير، وتحدث عن مقام الحجاز قائلاً هو مقام يمتاز بالهيبة والاحترام وبه نبرة من الحزن ويُقرأ في آيات يوم القيامة ومناسب للأذان كما يمتاز بالشفافية والحنية وتستشعره النفس حيث يميل إلى الحزن والعاطفة، يمكن استخدامه في الآيات التي تتحدث عن الرقة والعطف والجنة وغير ذلك، ثم الصبا الذي يمتاز بالروحانية الجياشة والعاطفة، ويبعث على الحزن والشفافية، اذ يستطيع المقرئ أن يعبر من خلاله باحساس مع الآيات باستخدام قرار النغمات الصوتية وجوابها بطريقة تتابعية منتظمة، لذلك يحبذ للمقرئ أن يقرأ هذه الآيات الروحانية والآيات التي تتحدث عن أهوال يوم القيامة بهذا المقام، ثم الكرد الذي يعرف بميله الكبير إلى العاطفة، وهو مقام يمتاز بالشجن والعاطفة ويُقرأ به آيات التأمل ويمكن استعماله في مواضيع أخرى غير عاطفية، وهو مقام يمكن أن يعبّر عن كثير من الأحاسيس الداخلية للقارئ.
وبين السيد أكبري أن الاختلاف بين هذه المقامات هو في اخراج الصوت والتنفس، مشيراً إلى أنه في بعض الآيات يتنفس القارئ من البطن، وفي المقامات الأخرى يكون من الصدر وأخرى من الحنجرة، وهنا يعني بالتنفس هو تخزين الهواء واخراجه يكون بدءا من البطن، واخرى يكون في الصدر ثم الحنجرة.
الزواج وتربية الأبناء
وسط هذه الاجواء الرحمانية والانصات انتقل المنبر إلى المأذون الشرعي فضيلة الشيخ ناصر مبارك الهاجري الذي تناول قضية الزواج واهميته على الشباب وبناء الأمم، والطرق الصحيحة في التعامل مع أهل البيت وتنشئة الاطفال التنشئة الصالحة وتربيتهم على حب المعرفة والخلق النبيل، وبدأ فضيلة الشيخ بالتعامل مع الأبناء وتنشئتهم حيث قال يجب ان يتسم الآباء بالديمقراطية والتسامح وعدم التسلط والتشدد ومعاملة الاطفال بطريقة تساعدهم على اظهار شخصيتهم والتعبير عن استقلاليتهم وعدم استخدام الشدة في المعاملة، كل ذلك يساعد على تنشئة أبناء قادرين على التعبير عن آرائهم دون خوف من العقاب، وهذا لا يتم الا اذا استقام الاب واظهر الصدق والاخلاص ومكارم الاخلاق، ويتم ذلك بتقربه من الله عز وجل حيث أنه حينما تتصل بالله أيها الأب اتصالاً حقيقياً، حينما تستقيم على أمره، وتتقرب إليه، وتتصل به، يمتلئ قلبك رحمة، فإذا امتلأ القلب رحمة، انعكست الرحمة ليناً، فإذا ظهر اللين منك التف الناس من حولك، هذا القانون يحتاجه المدرس، تحتاجه الأم، يحتاجه المعلم، يحتاجه الداعية، يحتاجه مدير المؤسسة، يحتاجه مدير الجامعة، مدير الشركة. وأضاف هذا اللين يدعو من حولك ليلتفوا حولك، ويحبوك، ويتعلموا منك، ويجهدوا في إرضائك، نبدأ بتربية الأولاد في الإسلام من هذا القانون.
وبين فضيلة الشيخ الهاجري أنه بهذا يتحول البيت إلى جنه من التراحم والتربية والاخلاق وتصبح الشكليات غير مهمة مثل المأكولات والمشروبات، أو مساحة البيت وفخامته، حينما يشعر الابن أن أباه يرحمه رحمة لا حدود لها حريص على سلامته.
وقال فضيلة الشيخ إذا أراد الوالدان لأطفالهم تنشئةً صحيحةً قويمةً فإنّ عليهما أن يسعيا إلى تربيتهم في جميع مراحل حياتهم تربيةً حميدةً يكون أساسها تقوى الله سبحانه وتعالى وإطاعته في كلّ حينٍ وفي كل حال، والنّاظر في آداب الإسلام في التّعامل مع الأبناء من قبل الآباء يجد أنّه وضع قواعدَ أساسيّةً لتربية الأبناء من أولى مراحلها وحتّى قبل أن يولد ذلك الطّفل وقبل أن يتزوّج والداه.
ثم يأتي دور تسمية الأبناء والبنات تسميةً حسنةً. وتعليم الأبناء القيم والأخلاق الحسنة في بداية نشوئهم وابتداء عمر الإدراك عندهم. وتعليمهم الصّلاة عند بلوغم سن السّابعة من العمر، مع استمرار تعليمهم أحكام الدّين وآدابه وشعائره، حتّى يصلوا فيه إلى مرحلة العلم المُطلَق من حيث الحلال والحرام، وما هو واجبٌ وما هو محظور. وأردف قائلا: هناك ايضا تعليمهم شيئاً من كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصّلاة والسّلام- وسيرة أصحابه، وعلماء الأمّة وقادتها. استغلال البرامج الثقافيّة المُتطوّرة، والتّقنيات الحديثة، كالفيديو والكمبيوتر ونحوهما، في التّربية، وذلك بشرط أن يكون الآباء رُقَباء على تصرُّفات أبنائهم خشية استخدامها بطريقة تُؤدّي إلى نتائجَ عكسيّةٍ. اختيار الرّفقة الصّالحة لهم، والتأكّد من أنّ جميع رُفقائهم من الذين لا يُخشى عليهم من رفقتهم. إشغالهم في وقت المُراهقة بالنّافع؛ لأنّ الفراغ في هذه المرحلة أساس تدمير الأخلاق. إشعار الطّفل إذا بلغ مرحلة المُراهقة أنه قد صار رجلاً يُعتمد عليه؛ لأنه يشعر ذلك بنفسه من خلال التغيُّرات الفسيولوجيّة التي يمرّ بها، فإذا لم يجد في البيت من يُشبِع له ذلك الإحساس بإعطائه الثّقة بالنّفس، طلبه خارج المنزل.
copy short url   نسخ
21/05/2018
1580