+ A
A -
كتب- حسام وهب الله
مع بداية شهر رمضان المبارك من كل عام تحرص وزارة التنمية الإدارية والعمل على مطالبة الشركات والمؤسسات التي تخضع لقانون العمل بضرورة الالتزام بساعات العمل الرمضانية التي حددها القانون بست ساعات فقط، وتحرص الوزارة ممثلةً في إدارة تفتيش العمل في مراقبة تلك التعليمات بدقة للتأكد من حصول العمالة على أقصى درجات الراحة خلال شهر الصيام.. الوطن قامت بجولة على مواقع العمل في مناطق الدوحة المختلفة لرصد مدى التزام الشركات بتطبيق القرار لنكتشف أن الشركات لم تكتف بالالتزام بتخفيض ساعات العمل فحسب، بل قامت بتخفيف العمل، خاصة الشاق منه للتخفيف عن العمال الصائمين وتوفير الرعاية المتكاملة لهم بالإضافة إلى أن الكثير من الشركات قامت بعمل بعض التعديلات في مواعيد العمل حتى لا يضطر العامل لممارسة عمله تحت أشعة الشمس نهاراً وهو صائم.. تفاصيل الجولة في السطور التالية..
رعاية وحماية
البداية كانت من أحد المشروعات في منطقة الهلال، حيث تقوم إحدى الشركات بإنشاء مجمع تجاري ضخم وكانت الساعة، قد قاربت العاشرة صباحاً عندما وصلنا الموقع وعندما سألنا أحد العمال ويدعي محمد الحسيني من بنجلاديش عن عدد ساعات العمل التي يقوم بها خلال شهر رمضان، قال إن الشركة خفضت عدد الساعات إلى خمس ساعات فحسب لتمنحنا فرصة للراحة وإعداد طعام الإفطار، كما صدرت قرارات للمشرفين علينا أن يراعوا صيامنا ولا يكلفونا بأعمال شاقة إلى نهاية شهر رمضان، والحقيقة فإن تسهيلات أصحاب العمل وتعاملهم الراقي جعلنا لا نشعر بتعب الصيام والحمدلله فأصحاب الشركة التي نعمل بها اجتمعوا بأصحاب قبل بداية شهر رمضان كل سنة ويشدد على موضوع تنظيم العمل وأخذ الاحتياطات اللازمة ليجد العامل المسلم راحته في نهار رمضان حتى لو أدى ذلك إلى توقف العمل نهاراً، وهذا ما جعلنا نؤمن أننا بالفعل في دولة تقدر العامل وتحترمه، ولهذا نتمنى من الله تعالى أن نستمر في العمل في دولة قطر إلى نهاية العمل أو نهاية القدرة على العمل.
في نفس المكان يقول المهندس أحمد مبارك، أحد المهندسين العاملين في المشروع إن هناك بالفعل تعليمات صدرت لنا من الشريك القطري في الشركة بضرورة العمل على راحة العمال وعدم تكليفهم بأي أعمال شاقة خلال شهر رمضان المبارك، ليس هذا فحسب، بل قامت الشركة بتوفير بعض الهدايا المتمثلة في المأكولات والتمور مع بداية شهر رمضان تم توزيعها على العمال للتخفيف عنهم من شعور الوحدة والابتعاد عن الأهل والأصدقاء، وقد حرصنا على تقسيم العمل بين الصباح والمساء حتى لا يتعرض العمال للإجهاد خلال فترة الظهيرة ونحاول قدر الإمكان أن يكون العمال غير المسلمين هم من يعملون في ساعات النهار على أن يعمل العمال المسلمون في فترة ما بعد الإفطار، والحمدلله فإن العمل يسير بدرجة متميزة للغاية، وكأننا مازلنا نعمل ثماني ساعات يومياً، فالمعدلات كما هي لم تقل، وهو ما يؤكد أن الله يبارك لنا في العمل في ظل إيمان قيادة الشركة بحق العامل في الراحة خلال شهر الصيام والحقيقة، فلا بد من الإشارة إلى حرص وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية على متابعة تطبيق القوانين الخاصة برعاية وحماية العمل بشكل عام وفى شهر رمضان بشكل خاص للتأكد من تطبيق القانون على الجميع، ولهذا فإن أوضاع العمالة في قطر جيدة، ومعظم الشركات تحرص على توفير كل ما هو ضروري من أجل راحة وسلامة عمالها.
تقسيم العمل
يعلق الداعية الشيخ هشام العياري، الداعية بوزارة الأوقاف، على ما تفعله الشركات القطرية قائلاً: إن الشعب القطري متدين بطبعه ويتميز بالحرص التام على تطبيق تعاليم الدين الإسلامي ولهذا يأتي الاهتمام القطري بالعمال أمراً طبيعياً، خاصة وقد دعا الإسلام أصحاب الأعمال إلى معاملة العامل معاملة إنسانية كريمة، وإلى الشفقة عليه والبر به وعدم تكليفه ما لا يطيق من الأعمال، فالإسلام دين عدل ورحمة ومساواة والنبي، صلى الله عليه وسلم، يقول في الحديث الشريف: «إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم»، والحق يقال فإن دولة قطر تجسد تلك الرؤية الإسلامية الرشيدة وتقوم بدور كبير في تصحيح صورة الإسلام من خلال حمايتها للعمالة البسيطة وتوفير كل أسس الاحترام والتقدير لهم والدليل أن شكاوى العمال في قطر تكاد لا تذكر بالمقارنة مع الكثير من الدول فقطر تنطلق من حمايتها للعمال من التجسيد الحي لكل أخلاقيات الإسلام الطيبة في سلوك المسلم خاصة مع الضعفاء والبسطاء من الناس وكلما حسن خلق المسلم مع هؤلاء كبرت قيمته في عيون كل الناس.. لذلك أتمنى أن تختفى كل مظاهر الإساءة للعمال والخدم والسائقين وكل من يعمل على خدمتنا ومساعدتنا على مواجهة أعباء الحياة.
copy short url   نسخ
21/05/2018
1906