+ A
A -
كتب– محمد أبو حجر
للعام الثاني على التوالي يأتي شهر رمضان المبارك، والحصار الجائر مازال يشتّت الأسر ويقطع صلة الأرحام بين الاسر الخليجية، مع تواصل الحرمان من أداء شعائر العمرة في شهر العبادة.. هكذا تحدث عدد من المواطنين لـ «الوطن»، موضحين ان الأسر الخليجية كانت عائلة واحدة يتم التواصل بين أفرادها في جميع البلدان الخليجية دون قيد أو شرط، ليأتي الحصار الجائر ويقطع أي صلة ويجرم التعاطف أو التواصل. واضافوا لـ«الوطن» أن دول الحصار تسببت في تمزيق أواصر العائلات الخليجية، اضافة إلى عدم قدرتهم على تأدية العمرة هذا العام.
لافتين إلى انه على الرغم من التأثيرات السلبية للحصار على الاواصر الاجتماعية الخليجية، الا أنه زاد من ترابط وتكاتف الشعب القطري،لافتين إلى أنه كلما زادت مدة الحصار تمسك الشعب القطري بموقفه ودعمه للقيادة الرشيدة في مواقفها ووقوفه خلفها.
قطع الأرحام
في البداية قال خالد فخرو إنه: للعام الثاني يحل علينا شهر رمضان المبارك ونحن تحت الحصار، الذي بدأ خلال شهر رمضان من العام الماضي، متابعا: يمر علينا رمضان بدون أن نصل أرحامنا ونتواصل مع أشقائنا وإخواننا من مواطني دول الحصار، وأكثر ما يؤلمنا هو خسارة موسم العمرة في الشهر الفضيل، الذي تأثر جرّاء هذه الأزمة، بالإضافة لصعوبة صلة الأرحام.
وأضاف فخرو: اعتدنا على التواصل مع عائلاتنا وأقاربنا طيلة الوقت خاصة في المناسبات، وبحلول شهر رمضان المبارك نجد صعوبة في الوصول لأهالينا في دول الحصار وصلة أرحامنا وودهم حالياً.
وتابع: لكن من المهم ان نؤكد، انه كلما زادت مدة الحصار على قطر زاد ترابطنا وتماسكنا وقوتنا داخل وطننا، وهو ما يعطينا دافعاً أكبر للتوافق والترابط بشكل أكبر، فضلاً عن أن القيم الخاصة بالتكاتف الشعبي قد زادت وزاد التفاف الشعب حول قيادته وتأييد مواقفه، مشيرا إلى أن الشعب القطري يوماً بعد يوم يثبت ولاءه وتكاتفه مع قيادته الرشيدة ودعمه لها في مختلف المواقف التي تتخذها لمواجهة الحصار الجائر.
وأوضح فخرو ان العديد من القطريين بدأوا الاستعداد لشهر رمضان المبارك، كما اعتادوا كل عام عبر تحضير المجالس لاستقبال أقربائهم وأبناء عمومتهم وزوارهم من الجيران، في كل حي ومدينة، موضحاً أن استقبال الشهر الكريم بدأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم عبر التبريك بحلوله عند لقاء الأقارب والأصدقاء أسوةً بكل موسم رمضاني. وتابع بأن هذا الموسم الرمضاني اختلف عما سبقه من المواسم، ومنع المواطن والمقيم من زيارة بيت الله الحرام، وقطع الاواصر مع أقاربنا في دول الحصار هو الأثر الوحيد المتبقي من آثار الحصار الذي تجاوزنا آثاره الأخرى.
وقال إن جميع العادات التي تتعلق بوضع المجالس وتهيئتها لاستقبال الضيوف والمهنئين بالشهر الفضيل، واللقاءات الأسرية الكبيرة، التي تضم أكبر عدد ممكن من المواطنين، ما زالت حاضرة في التهيئة لاستقبال شهر رمضان المبارك، وأنه يفضل في هذا الشهر البقاء في قطر ولقاء جميع الأصدقاء والأقارب لأنه موسم لتحسين أواصر العلاقة مع الجميع دون الحاجة للسفر خارج البلاد.
لا تواصل
وفي نفس السياق يقول محمد ماجد الهاجرى: إن أبرز عادات المواطنين القطريين في الشهر الفضيل كانت تكمن في زيارة أقربائهم في الدول المجاورة، وهي عادة امتدت لعقود من الزمن، وأن تكرار هذه العادة جعلها ترسخ في نفوس المواطنين القطريين، وأصبحت زيارة الأقارب في رمضان عادة لا غنى عنها.
تابع: أما الآن فالمشكلة التي يعاني منها الجميع هي عدم القدرة على التواصل وصلة الأرحام مع أشقائهم وأقاربهم من دول الحصار، فقد جرت العادة أنه في هذه المناسبات نقوم بالسفر وزيارة أهلنا وإخواننا، وبسبب الحصار الجائر على قطر أصبحت هناك صعوبة بالغة في زيارة وود الأقارب والأشقاء.
وأضاف: جاء الحصار ليقطع أواصر العلاقات والأخوة بين الشعوب، فضلاً عن اتخاذ إجراءات تعسّفية لمنع مواطني هذه الدول من زيارة آبائهم أو أقاربهم في الدوحة، والعكس، وهي مشكلة يعاني منها الكثيرون ونرى المعاناة التي أصيبت بها الأسر، فكم من أم تريد أن تزور أبناءها في إحدى الدول المحاصرة وتم منعها من السفر.
وأضاف: رغم كل شيء يظل الشعب القطري متماسكاً ملتفاً حول قيادته، وهو ما أثبتته الأيام ويظهر جلياً في المناسبات. وتابع: إن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بصلة الرحم ولكن رغبت هذه الدول بقطعها، ولكن في النهاية الشعوب ليس لها علاقة بالعلاقات السياسية، ومن المفترض عدم إقحامهم باللعبة السياسية بين الدول.
عادات خليجية
من جانبه قال عيسى السليطي إن زيارة الأقارب، هي إحدى أهم العادات الرمضانية بين دول الخليج والتي تأثرت بشكل رئيسي بالحصار للعام الثاني، كما أن العديد من المواطنين اعتادوا أخذ إجازة لأداء العمرة في شهر رمضان مع قضاء وقت مع الأقارب هناك، ولكن ذلك لن يحدث، للعام الثاني على التوالي، بسبب قيام السعودية والإمارات والبحرين بفرض حصارها الجائر على قطر واتباعه بقرارات لقطع الأواصر الاجتماعية بين شعوب الخليج.
وأوضح أن عادات «هل قطر» ثابتة وراسخة وشهر رمضان له طابعه الخاص في العادات والتقاليد القطرية، حيث يهيئ الجميع مجالسهم لاستقبال المهنئين، ويضعون فيها أدوات ضيافة ومستلزمات الضيافة، مؤكدا أن العادات القطرية المتأصلة من أعمال الخير واستضافة الزائر والمهنئ والأخ والصديق، والاحتفال بليلة القرنقعوه من قبل الأسر والأطفال وسواها من العادات الرمضانية ستستمر. وحول التحضيرات المختلفة لشهر الصيام قال السليطي: كان العديد من المواطنين يلجأون لاسواق دول الحصار لشراء مستلزمات رمضان ولكننا الآن اصبحنا نعتمد على السوق المحلي الغني بالمنتجات وبأسعار جيدة، لافتا إلى أن اسواق دول الحصار كانت تشهد ازدهاراً قبل رمضان بفعل إقبال المواطنين القطريين عليها، لكنها الآن تضررت. وأوضح أن المواطنين القطريين اعتادوا زيارة بيت الله الحرام في شهر رمضان المبارك ولكن الحصار الجائر منعنا من ذلك، مؤكدا أن أداء العمرة حق من حقوق القطريين أسوةً بكل المسلمين في العالم.
«عادات الشهر الكريم»
من جهته يقول محمد الشمري: إن العادات الرمضانية في المجتمع القطري لن تتغير تحت أي ظروف كان، ولن تتغير بالحصار، وأن استقبال الضيوف من أقرباء وأصدقاء في المجالس طوال أيام الشهر الكريم عادة توارثها القطريون ولا غنى لهم عنها.
وتابع بأن ما ينقص في هذا الشهر هو العمرة وزيارة الأهل والأقارب في دول الحصار، مؤكدا على فشل الحصار في جميع مناحيه الاقتصادية والسياسية وغيرها، مشيرا إلى ثقته في القيادة الحكيمة التي تزيل كل العقبات أمام مواطنيها والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، وتوفر لهم كل ما يحتاجونه.
وتابع: القطريون سيظلون متمسكين بعاداتهم وأبرزها التواصل مع الأهل والأقارب ولن ننسى اهالينا في دول الحصار، مؤكداً على استمرارية هذه العادة باعتبارها تشكل أحد أعمال البر والخير في شهر رمضان، مؤكدا أن العوائل الخليجية هي عائلة واحدة، والحصار قطع تلك العلاقات وتشتتت.
copy short url   نسخ
17/05/2018
2084