+ A
A -
كتبت- نجوى إسماعيل
«مائة بلد في بلد واحد» هذا أقل ما يمكن أن تصف به تركيا، البلد الذي حطم الأرقام القياسية لأعداد السياح القادمين من مختلف العالم، ليس لأنه بلد حضاري، متطور، متقدم اقتصادياً، وحسب، بل لأنه بلد يسحرك لمجرد أن تطأ قدمك أرض مطار اسطنبول المزدحم، واذا كنت تعتقد أن إقامتك في الأحياء العريقة، أو تجولك في الشوارع المفعمة بالحياة حتى ساعات الصباح الأولى، أو دردشتك مع أحد الصيادين على كورنيش بحر اسطنبول، وتذوق الأطباق التركية الأصيلة، وعصير الرمان والشاي الطيب وغيرها الكثير.. اذا كنت تعتقد أن السحر الذي تسلل إلى روحك لحظة وصولك سببه كل ذلك، فأنت مخطئ، لأنك ستقيم وتستمتع بإجازتك هنا، وسترحل وأنت لم تكتشف بعد سر جمال هذا البلد.. الذي يجذب إليه السياح من الشرق إلى الغرب دون استثناء، ويقدم لزواره ما لا يمكن لأي بلد في العالم أن يقدمه، من تاريخ عريق، متاحف، مساجد، أسواق قديمة، حضارة عريقة، شوارع متطورة، بحار وجبال وطبيعة خلابة وأمور تبعث فيك الدهشة، ناهيك عن متعة التواصل مع السكان المحليين، واستكشاف ما في قلوبهم من طيبة، والتي لم تخفيها مظاهر العمران والتطور والتألق الحضاري.
وصولك إلى مطار إسطنبول ليس الخطوة الأولى في إجازتك، فسفرك عبر الناقلة الوطنية للبلاد، الخطوط الجوية التركية، يشكل بحد ذاته تجربة فريدة، حيث تعتبر هذه الناقلة واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في العالم، حيث تتطور بما يتلاءم مع الشهرة المتزايدة لتركيا كوجهة سياحية عالمياً، وبهدف استيعاب التدفق الكبير للزوار إلى البلاد، وتقديم الخدمات ذات المستوى العالي الذي يليق بوجهة متألقة كتركيا.
ووفقاً لمسؤولين في الخطوط الجوية التركية، فإن قطاع الطيران التركي يشهد نمواً سريعاً، حيث أعلن محمد فاتح دورماز، نائب رئيس المبيعات لمنطقة الشرق الأوسط في الخطوط الجوية التركية، أن قطاع الطيران التركي ينمو بشكل أسرع بـ3 مرات من الطيران العالمي، من حيث عدد المسافرين، والذين بلغ عددهم في عام 2017، حوالي 138 مليون مسافر مقارنة بـ 30 مليوناً خلال العام 2003، مشيراً إلى أن الخطوط التركية تخطط إلى تحقيق نمو في أعداد المسافرين يصل إلى 240 مليوناً بحلول عام 2023.
وأشار دورماز، خلال لقاء مع إعلاميين من الجرائد الرسمية القطرية، زاروا تركيا بدعوة من الخطوط الجوية التركية، ومن بينهم جريدة الوطن، إلى أن تركيا تحتل المرتبة الرابعة عشرة عالمياً من حيث أعداد المسافرين، ويتوقع أن تحل في المرتبة العاشرة عالمياً من حيث اعداد المسافرين في عام 2035، مؤكداً أن هذه الأرقام تعكس تطوراً كبيراً في الناقلة التركية وارتفاعاً في أرباحها، حيث بلغت الأرباح في عام 2016 حوالي 17.35 مليار دولار، ما يعني أنها شهدت نمواً هائلاً منذ 10 سنوات بـ23 ضعفاً.
واشار دورماز إلى أن عدد الطائرات في تركيا قد ارتفع إلى 517 طائرة في العام الحالي، مقارنة بـ162 طائرة في 2003، أي أنها ارتفعت بنحو 3 أضعاف، منوّها إلى أن أعداد المطارات ارتفعت لتصل إلى 55 مطاراً، مقارنة بـ26 مطاراً، وذلك ما بين عامي 2003 و2017.
مطار إسطنبول الجديد
كشف دورماز عن الموعد الأولي لافتتاح مطار اسطنبول الجديد، والذي يعد الأكبر في العالم بمساحة 76.5 كيلومتر، والذي من المرجح أن يستكمل في 29 أكتوبر من العام الحالي، ومن المتوقع أن يساهم بما نسبته 4.9% من الناتج المحلي بحلول عام 2025، وبتشغيل 225 ألف موظف في العام ذاته، مشيراً إلى أن المطار يتوقع أن يستقبل حوالي 200 مليون مسافر عند اكماله، موضحاً أنه مقسّم على أربعة أجزاء، يحتوي الجزء الأول على 3 مدارج إقلاع وهبوط تتسع لـ 90 مليون مسافر، و2.5 مليون طن شحن جوي، أما الجزء الثاني فتتم فيه إضافة مدرج واحد، والثالث مدرج واحد يتسع لـ 30 مليون مسافر، والجزء الرابع مدرج واحد يتسع لـ 30 مليون مسافر إضافي، و2.5 مليون طن شحن جوي إضافية.
وأشار إلى أن المطار الجديد يشتمل على أكثر من 500 نقطة تسجيل وصول، مدعومة بصالات المغادرين والقادمين بمساحة 22 ألف متر مربع، وأسواق حرة بمساحة 25.5 ألف متر مربع، و143 جسراً لصعود الطائرات بزيادة 80% عن المطار الحالي، و500 موقف للطائرات، فضلاً عن أن المطار يحتوي على أكبر مدينة شحن جوي بالعالم، والتي تبلغ مساحتها 1.4 مليون متر مربع، وسعتها ما يقارب 5.5 مليون طن، فضلاً عن أكبر مستودع صيانة للطائرات في العالم، بمساحة مقدارها 700 ألف متر مربع.
الشحن الجوي
وعلى صعيد آخر، يُعتبر مطار اسطنبول أتاتورك أكبر شبكة تحويل مسارات في العالم، ثم يأتي مطار فرانكفورت في المرتبة الثانية، والثالثة من نصيب مطار أمستردام. وتعتبر الميزة الجغرافية لمدينة اسطنبول وراء ذلك؛ إذ تغطي أكثر من 40% من الحركة الدولية على مستوى العالم، وأكثر من 60 عاصمة وطنية، وتغطي كلاً من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال وشرق إفريقيا.
أما فيما يخص الشحن الجوي، فقد اطلقت الخطوط التركية نحو 7 وجهات لكل من أجواديا في بورتو ريكو وبوجوتا في كولومبيا، وهيوستن وميامي في الولايات المتحدة الأميركية، وتايبيه في تايوان، وتورنتو في كندا، وسرقسطة في إسبانيا، فيما تستعد إلى إطلاق أحدث وجهاتها في هذا النطاق إلى مكسيكو. وقد بلغ مجموع الوجهات حتى 2017 نحو 73 وجهة، في حين كانت 55 فقط في 2015.
كما تتوقع «التركية» أن تحقق نمواً في أسطولها الجوي بأكثر من 500 طائرة، وارتفاع الإيرادات إلى 30 مليار دولار، وعدد الركاب إلى 120 مليوناً بحلول عام 2023.
مركز جديد للتدريب
افتتحت الخطوط الجوية التركية في إطار تعاونها مع شركة الصناعات الإلكترونية الجوية التركية هافيلسان، مركزاً جديداً للتدريب على الطيران، وقد أدخلت في مركزها التدريبي، أول جهاز لمحاكاة الطيران المدني محلي الصنع، لتلبية احتياجات الطيران الحديث، وبغية أن يصبح المركز التدريبي الأول في المنطقة.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة شركة «هافيلسان» في كلمته في حفل افتتاح المركز، إنه وبالإضافة إلى أجهزة المحاكاة التي تسهم في تدريب القوات المسلحة التركية، عملت الشركة على تصنيع جهاز جديد لمحاكاة طائرة بوينغ 737، «لتكون شركتنا واحدة من أهم الشركات في سلامة الطيران في العالم».
وقال رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية التركية، إيلكر آيجي، إن الخطوط التركية قدمت خدمات التدريب على الطيران منذ عام 1993 في مطار أتاتورك، وقامت بزيادة عدد أجهزة محاكاة الطيران إلى 14 جهازًا، ورفعت عدد قاعات التدريب من 58 إلى 90 قاعة، لتتيح التدريب لألفين و260 متدرباً.
وقد أصبح مركز تدريب الطيران التابع للخطوط التركية واحداً من أكبر مراكز المحاكاة في المنطقة، مما يدل على أن التركية مستمرة في الاستثمار بالعديد من المشاريع التي تؤهلها لتصبح علامة تجارية عالمية.
في الوقت الذي تقوم فيه «التركية» بتدريب موظفيها على أعلى المستويات القياسية والجودة، توفر أيضاً فرص التدريب لموظفي شركات الطيران الأخرى، في كل من الساحتين الوطنية والدولية.
وتوجد 10 أجهزة محاكاة طيران في مبنى مركز التدريب القديم، فيما توجد 4 أجهزة محاكاة في المبنى الجديد، وتخطط التركية لرفع عدد أجهزة المحاكاة إلى 22 جهاز محاكاة طيران، ثم إلى 30 جهاز محاكاة تعمل بكامل طاقتها، علماً بأن أجهزة المحاكاة التي يوفرها المركز هي النماذج: AIRBUS 330 340 737 777 320.
وتزور العديد من شركات الطيران في جميع أنحاء العالم مركز تدريب الخطوط التركية للتدريب، والتي تقدم نفس المستوى الذي تقدمه شركات الطيران العالمية، ويوفر المركز نوعان من التدريب، النوع الأول حيث تستخدم الخطوط الجوية الزائرة أجهزة المحاكاة المتوافرة في المركز فقط بدون الاستعانة بمدربين من الخطوط التركية، والنوع الثاني، حيث تستخدم شركات الطيران الزائرة مواد تدريب الخطوط الجوية التركية ومدربيها وأجهزة المحاكاة.
خدمات سياحية
وتوفر الخطوط التركية خدمة «تجول في إسطنبول» والتي تتيح لكافة المسافرين الدوليين «الترانزيت» الذين يمضون من 6 إلى 24 ساعة في مطار إسطنبول الاستفادة منها. ومنذ إطلاقها في عام 2009، وصل عدد المسافرين المستفيدين من هذه الخدمة حوالي ربع مليون مسافر أتيحت لهم الفرصة باختبار نبض الحياة في إسطنبول.. وتوفر هذه الخدمة المواصلات وزيارة المواقع التاريخية في المدينة، فضلاً عن تجربة المأكولات التركية الشهيرة. ويمكن للمسافرين المستفيدين من هذه الخدمة استكشاف التاريخ المتنوع والانصهار الثقافي الذي جعل من اسطنبول مدينة نابضة بالحياة وساحرة لزوارها.
تركيا.. وجهة عالمية
أشار تقرير صدر حديثاً عن مؤسسة الاحصاء التركية إلى أن تركيا تحقق نمواً سياحياً هائلاً في السنوات الأخيرة، حيث باتت الوجهة المفضلة لملايين السياح حول العالم، والذين بلغ عددهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري حوالي 5 ملايين و138 ألف سائح، بزيادة قدرتها 35-36% مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2017، وقد ارتفعت بذلك عائدات السياحة في الفترة ذاتها إلى 4 مليارات و425 مليون دولار.
وأضاف التقرير أن عائدات السياحة، جاءت من السياح الأجانب بنسبة 76.1%، ومن المواطنين الأتراك المقيمين في الخارج بنسبة 23.9 %، موضحاً أن متوسط إنفاق السائح في تركيا، بلغ خلال الفترة المذكورة 723 دولاراً، وتعتبر هذه الأرقام قياسية.
وجهة مفضلة للقطريين
باتت تركيا ولعوامل عديدة من أبرز الوجهات التي يقبل عليها القطريون خلال الإجازات الطويلة والقصيرة، ولا يقتصر هذا التوجه على مدينة اسطنبول، بل باتت مدن تركية أخرى تستقطب السياح القطريين مثل بودروم، انطاليا، بورصة، هذا بالاضافة إلى القرى التي تقدم تجارب سياحية ذات طابع ثقافي تراثي.
وتشير الأرقام إلى أن اعداد السياح القطريين إلى تركيا ارتفع بحوالي 77 ضعفاً خلال الـ 15 سنة الماضية، وقد وصل عددهم إلى 46 الفاً في العام 2017 الماضي،حيث توفر تركيا خيارات متعددة للأفراد والأسر القطرية بفضل أجوائها وطبيعتها الخلابة، كما يحظى المسافر القطري بمزايا عديدة من ناحية التأشيرات وإجراءات السفر وصولاً إلى الراحة والشعور بالانتماء الذي بات يلازمه فور الوصول لتركيا، وذلك بفضل متانة وقوة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية التي باتت تربط بين قطر وتركيا، مما انعكس بشكل إيجابي على التبادل السياحي بين البلدين.
وتقدم «التركية» خيارات متعددة للسياح من قطر حيث تنطلق في رحلات يومية مباشرة وفي مواسم الاجازات تطلق رحلتان يومياً، وتوفر أرقى الخدمات على متن طائراتها الحديثة، ولذلك فهي تشهد إقبالاً مرتفعاً من المسافرين القطريين، وتستوعب تدفقهم المستمر حيث تتميز بأسطولها الكبير وقدراتها التشغيلية العالية، وسمعتها الراقية عالمياً، حيث صنفت على مدى 6 أعوام كأفضل شركة طيران في أوروبا، كما حازت على جوائز عديدة أهمها جائزة «أفضل خدمة طعام على متن الدرجة السياحية»، وجائزة «أفضل خدمة طعام على متن درجة رجال الأعمال»، كما حازت على جائزتي «أفضل خدمة طعام على متن درجة رجال الأعمال» و«أفضل خدمة طعام في صالة سفر درجة رجال الأعمال»، وجوائز أخرى عديدة، وذلك وفقاً لاستطلاعات سكاي تراكس.
copy short url   نسخ
17/05/2018
12711