+ A
A -
مع قدوم شهر رمضان الفضيل، والذي يعتبر شهر العبادة، وليس شهرا للأكل والشرب، شهر رمضان يجب أن يكون الوازع الديني مرتفعا عند التجار، لأنهم مسلمون ويعبدون الله كما نعبده نحن عامة الشعب، لذلك يجب على التاجر مراعاة المستهلك في هذا الشهر، حتى لا نسلط عليه بالدعاء في هذا الشهر الفضيل، هناك تنزيلات في المجمعات الغذائية، وهناك عروض في أسعار السيارات بمناسبة هذا الشهر الفضيل، وهناك خصومات من شركات الطيران، وهناك تأجيل الأقساط عند البنوك لمراعاة عملائها في هذا الشهر الفضيل، لكن هل هناك جهات تدقيق لهذه التنزيلات أو الخصومات أو حتى تأجيل الأقساط، هل سوف نرى تحركا على مستوى الحكومة في الحفاظ على مصداقية جمعياتنا وشركاتنا؟ هل سوف نرى حماية المستهلك في رمضان فقط للدفاع عن المستهلك؟ هل سوف تعزز دور الحكومة في الحفاظ على توفير الغذاء في شهر رمضان بنسبة أكبر من الأشهر الماضية، وخاصة المواد التموينية؟
إن تعليمات معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفه آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الداخلية، يجب أن تكون بمثابة الضربة القاضية لهؤلاء التجار، والذين عملوا من أجل الربح السريع لمنتجاتهم وسلعهم ضاربين بعرض الحائط كل القوانين والتي تطالب بحماية المستهلك من هؤلاء التجار. ان اهتمام معالي رئيس الوزراء في الحفاظ على ثبات الأسعار في شهر رمضان سوف يكون في ميزان حسناته، وسوف يأخذ هذه المتقلبات في الاسعار مأخذ الجد من حيث عدم المزايدة في حقوق المستهلك، سواء المواطن أو المقيم، ولذلك الجميع يثمن دور الحكومة في الحفاظ على ثبات الأسعار، ومن خلاله سوف يكون المستفيد هو التاجر والمستهلك معا. إن دور الحكومة القطرية في تطبيق القوانين والتشريعات للحفاظ على ثبات الأسعار هو من صميم عملها، ولذلك يجب ان يكون هناك دور رئيسي من وزاراتنا المعنية، سواء وزارة الاقتصاد والتجارة أو غرفة التجارة أو رابطة رجال الأعمال في التصدي لظاهرة الغلاء الفاحش في شهر رمضان، والتعميم على جميع التجار والشركات بعدم تجاوز سقف الربح في هذا الشهر، وعدم التلاعب بنسب الربح.
لذلك لا نريد ان تكون إدارة حماية المستهلك موسمية مع شهر رمضان، نريد منها ان تجند طاقتها وافرادها في التصدي لضعفاء النفوس من التجار والشركات واستغلالهم لشهر رمضان في زيادة ايراداتهم وارباحهم، نريد قرارات تأديبية ونشرها في صحفنا المحلية حتى تكون عبرة لغيرهم، نريد من حماية المستهلك أن تستخدم أسلوب الحزم والشدة في التعامل مع أصحاب النفوس الضعيفة من التجار، نريد استجوابا لجمعياتنا الغذائية في حالة هناك شكاوى في زيادة أسعارها، نريد وقف اعلانات التخفيضات لشركات السيارات في شهر رمضان اذا كانت غير مطابقة للسعر الحقيقي أو هناك تلاعب فيها، نريد وقف اعلان الخطوط القطرية عن وجود 40% تخفيضات بمناسبة شهر رمضان وفي الواقع لا تستطيع ان تحجز خلال المدة وكأن الاعلان مجرد حبر على ورق، كيف تكون هناك تخفيضات ولا تستطيع الحجز لهذه التخفيضات. نريد زيادة التموين للأسر الكبيرة في العدد وألا نحددها فقط بعدد بسيط جدا، نريد وقف التسول في هذا الشهر الفضيل بحجة هناك من يحتاجون في بلدانهم ونحن نعلم جيدا دور قطر الكبير في رفع المعاناة عن أهلنا في العالم الإسلامي، نريد مراعاة طلابنا في هذا الشهر الفضيل وتقليل الواجبات والاختبارات عنهم.
في الختام، أتقدم بالتهنئة لقيادتنا الرشيدة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، كل التحية والتقدير لمعالي رئيس الوزراء ووزير الداخلية سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، على دوره في تطبيق القوانين والتشريعات، ووضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، إنني أعلم بأن التجار في قطر ليسوا بهذا الجشع وقلوبهم رحيمة في الشهر الفضيل وليس كل التجار هم من ضعفاء النفوس ولكن هناك القلة القليلة من هم يستغلون الشهر، وهناك تجار يشهد لهم قلمي المتواضع بالطيبة والخلق وحبهم لوطنهم، دعونا نستغل هذا الشهر الفضيل بعمل الخير.. وتقبلوا تحياتي
copy short url   نسخ
17/05/2018
1137