+ A
A -
حاوره في شنغهاي- محمد حربي
أكد سعادة السفير سلطان بن سالمين المنصوري، سفير دولة قطر في بكين، أنه يوجد هناك تعاون قطري صيني مشترك في مجال علوم الفضاء، وصناعة الأقمار الصناعية.. موضحاً أن العلاقات القطرية الصينية آفاقها المستقبلية واعدة.. مشيراً إلى أن القطريين حريصون على زيادة نسبة الواردات من الغاز الطبيعي إلى الصينيين خلال المرحلة المقبلة، لتتخطى نسبتها الحالية «40 %»، خاصة في ظل ما تشهده الصين من نهضة، والتوسع في الاعتماد على الطاقة النظيفة، ودخول منافسين جدد مثل كندا واستراليا، وكذلك روسيا قريباً.
وقال سعادة السفير سلطان بن سالمين المنصوري، في حوار خاص لـ الوطن من مدينة شنغهاي الصينية، إن دولة قطر تحظى بثقة الجانب الصيني، وحريصون على تعزيز التعاون المشترك، كما أنهم استعدوا للاحتفال بذكرى مرور 30 عاماً على علاقات البلدين.. مشيراً إلى موقف الصينيين الداعم لمبادرات حل الأزمة الخليجية بالحوار، وتجنيب المنطقة التداعيات السلبية، التي جعلت الشعوب تدفع ثمن حصار جائر، ومفتعل.. هذه هي أبرز القضايا التي تناولها الحوار، وفي ما يلي نصه:
حدثنا عن دوركم في توضيح حقيقة الحصار الظالم المفروض على دولة قطر للمجتمعات التي توجدون فيها الآن؟
- منذ بدأت أزمة الحصار، وهناك تواصل وتنسيق قطري بشكل دائم ومستمر مع الجانب الصيني، نظراً لما تمثله جمهورية الصين من أهمية كبيرة على الصعيد الدولي، حيث حرصنا على شرح جميع ملابسات هذه الأزمة، وذاك الحصار المفتعل، بفبركاته غير الصحيحة، دون أن يكون لها أي أساس مقنع على الإطلاق، ومن ثم اطلعنا الأصدقاء الصينيين على كل الحيثيات المتعلقة بذلك منذ لحظة حدوثها، ومروراً بتطبيق الإجراءات التعسفية الجائرة على دولة قطر، سواء إغلاق الحدود البرية، أو الجوية، وما يمكن قوله، إن الصينيين تفهموا لهذا الشيء، وعلى الرغم من أن استراتيجيتهم قائمة على رفضهم لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، ولكنهم في الوقت ذاته لديهم وضوح قوي في رفضهم لأسلوب الحصار، ومن ثم فهم حريصون على الدعوة إلى حل كل هذه الأزمات عن طريق الحوار، لقناعتهم بأن الذي يدفع الثمن في النهاية هي الشعوب، وهي المتضرر الأول.
إذاً كيف تصفون هذا الموقف الصيني؟
- نحن نعتبره موقفاً حيادياً إيجابياً، والجانب القطري يتفهم ذلك تماماً، وإن كان هذا لا يمنع من الحديث عن الدعم الصيني لدولة قطر خلال هذه الأزمة، وترجمت ذلك عبر فتح موانئها، وأصبحت هناك خطوط اتصال بحري مباشر بين ميناء حمد التجاري، وعدد من الموانئ الصينية مثل شنغهاي أو غيرها، ومن ثم يصل جميع السلع والبضائع للقطريين بشكل مباشر.
وماذا عن الدور الآخر خصوصاً مع سياسة إعلام الحصار لمحاولة تزييف الحقائق وبث الأخبار المغلوطة لتضليل الرأي العام بشأن أزمة الحصار؟
- جهودنا لم تتوقف مع الدول المعتمدين بها، في شرح الملابسات الحقيقية لأزمة الحصار منذ وقوعه، وكنا الأكثر إقناعاً ومصداقية عند الآخرين، ونحن نكشف لهم الحقائق، ونطلعهم على جميع المستجدات، وما ترتب من تداعيات سلبية، جراء ما وقع على القطريين، وأيضاً المقيمين على حد سواء، بسبب قرارات غلق الحدود، براً وجواً.
هل اكتشفتم أن صورة أزمة الحصار غير واضحة عند المجتمعات التي تقيمون بها؟
- مطلقاً، لأن هذه الشعوب، عندها وعي كبير، وليس من الهين اليسير أن تضللها بأكاذيب، لأنها تستطيع أن تتبين ألوان الخداع، وتكتشف الحقائق من الأباطيل بذاتها، ونظراً لسياستها القائمة على مبادئ خاصة بها، ورسمتها لنفسها، فهي تحاول أن تقف على مسافة واحدة من الجميع، وكذلك لا يعطي إعلامها أي توصيفات يفهم منها الانحياز إلى هذا أو ذاك، ومن ثم تعتمد دعوة الحوار رسالتها، لحث جميع الأطراف عليه، واللجوء إليه من أجل نزع فتيل الأزمة، بما يجنب الشعوب ويلاتها.
هذا العام يكون قد مضى على العلاقات القطرية الصينية ثلاثون عاماً.. ما أبرز ملامحها وسماتها؟
- هذه العلاقات مفعمة بالتعاون والزخم المتبادل على مختلف الأصعدة، وفي جميع المجالات، ويمكننا في هذا الإطار رصد ثلاثة مراحل أساسية مرت بها العلاقة بين دولة قطر، وجمهورية الصين، كانت بدايتها، هي مرحلة التأسيس في عام 1988؛ حيث جرى توقيع بعض الاتفاقيات، والتعاون المشترك بين الجانبين، ولكنها ظلت محدودة بعض الشيء، إلى أن انطلقت مرحلتها الثانية عام 1999، ومع زيارة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله، توطدت العلاقات بشكل أكبر، وتم تأسيس اتفاقية تعاون مشترك، وبموجبها بدأت عملية تصدير الغاز الطبيعي القطري للجمهورية الصينية، التي تعد سوقاً واسعة وواعدة للطاقة النظيفة.
ثم جاءت الزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، لتعلن عن بداية مرحلة ثالثة جديدة بين الجانبين، وتأسست بموجبها شراكة استراتيجية، قطرية صينية، وبعدها جرى توقيع العديد من الاتفاقيات، الاقتصادية، والثقافية، والرياضية، وتعزيزاً لهذه العلاقات ذات الخصوصية للبلدين، كانت دولة قطر من أولى الدول، وفي مقدمة الذين دعموا مبادرة «الحزام والطريق»، التي اطلقها الرئيس الصيني عام 2013، لإحياء طريق الحرير القديم، وتدفق التجارة بشكل أكثر سهولة ويسراً بين الدول، فضلاً عن الاستثمار في البنك الآسيوي، للاستثمار في البنية التحتية، اضف إلى ذلك ما حدث 2015، من فتح مركز مقاصة للعملة الصينية بالدوحة، لا يخدم القطريين فقط، بل منطقة الشرق الأوسط، مع جزء من الدول الإفريقية.
ما الشيء الذي تتطلعون لتحقيقه خلال فترة عملكم كرئيس للبعثة الدبلوماسية القطرية في الصين؟
- بالتأكيد، هو حلم كل مواطن قطري، يسعى لخدمة وطنه، والقطريون يعتزون بوطنهم، ويفتخرون بقيادتهم، لمنحهم الثقة لهم، وهذا هو شعور موحد بين جميع القطريين، وفي مختلف مواقعهم، من أجل أن يكونوا سباقين لبذل كل غالٍ ونفيس لرفعة الوطن.
ماذا في أجندتكم وما الذي تحتاجه دولة قطر من الصين خلال هذه الفترة ومستقبلاً؟
- نحن نتطلع لزيادة نسبة الصادرات القطرية من الغاز الطبيعي إلى الجمهورية الصينية؛ حيث تستورد الصين من دولة قطر نحو 40 بالمائة من استهلاكها للغاز الطبيعي، لاسيما أن السوق الصينية واعدة في مجال الاعتماد على استهلاك واستخدام الطاقة النظيفة، مع حرصه بالمحافظة على معدلات مؤشرات النمو لتظل ثابتة عنده.
ما السبب في بقاء نسبة الصادرات القطرية من الغاز الطبيعي للصين عند هذا المستوى للآن؟
- لأن جمهورية الصين، دولة تهتم بعملية التوازن في الحصول على مواردها من الغاز الطبيعي، والطاقة النظيفة، وتجنب الاعتماد على مورد واحد بعينه، فضلاً عن وجود منافسة في دولتي كندا، واستراليا، وأيضاً دخول روسيا سوق التصدير بشكل مباشر قريباً.
لا شك أن ضمان الحصول على مساحة أكبر من السوق الصينية لصادرات الغاز الطبيعي القطري بحاجة لتعزيز وتوطيد العلاقات القطرية– الصينية.. فما المسارات التي اتخذتموها من أجل تحقيق ذلك؟
- عندنا خريطة بالمقترحات، التي نسعى لتحقيقها، تشمل المجالات الثقافية، والتربوية والتعليمية، والرياضية، وغيرها، يوجد فيها تنسيق قطري صيني، على مختلف الأصعدة، ولا سيما في المنظمات الدولية، وأياً كان ما تحقق، فإن الطموحات تظل أعلى من الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع.
بمناسبة الحديث عن الطموحات.. ما الشيء الذي يمكن أن تبشر به المواطن في دولة قطر؟
- منذ شهر تقريباً، تم الإعلان بين البلدين، عن إعفاء لمواطنيهما من شرط الحصول على تأشيرة الدخول سواء للقطريين أو الصينيين، وأنه خلال يوليو المقبل 2010، سيتم الإعلان عن دخول هذه الاتفاقية حيز النفاذ، مما سيشجع مواطني البلدين على التنقل بين دولتي قطر، والصين، التي تحتل مكانة كبيرة في اقتصادات السياحة العالمية؛ حيث تساهم بنحو نصف مليار سائح سنوياً، ويتسم معظم سائحيها بارتفاع مستوى ثقافتهم.
إلى حد ما كيف يمكنكم تحقيق التوازن في مؤشرات الصادرات والواردات وحجم التبادل التجاري المتبادلة بين قطر والصين؟
- هي في الحقيقة، جهود مشتركة بين وزارة التجارة والاقتصاد القطرية وغرفة تجارة قطر، وكذلك الاستراتيجية الشعبية، وكذلك الاستراتيجية الخاصة بالتجارة مع جمهورية الصين الشعبية، التي تعتبر سوقها من الأسواق المهمة في التجارة، وتخدمها الخطوط والمسارات البحرية بين الدوحة والموانئ الصينية المباشرة حتى ميناء حمد التجاري، وهذا يساهم في زيادة تدفق السلع ووصولها إلى السوق القطرية.
إلى أي مدى هذا الانفتاح القطري على الصين يسهم في كسر طوق الحصار الجائر على دولة قطر؟
- في حقيقة الأمر، إن دولة قطر، تخطت حواجز الحصار، ونجحت في إيجاد البدائل المخلقة، والطرق البديلة، والموانئ البحرية الجديدة، واستطاع الشعب القطري، أن يحوِّل الأزمة من محنة إلى منحة، ويعلن عن طاقاته، وقدراته الكامنة.
هل هناك في الخارج من يستمع إلى ما يبثه إعلام الحصار عن الأزمة الراهنة من خلال وجودكم بالصين؟
- إعلام الحصار، يغرق في الوهم، وفشل في ما حاول الترويج له من ادعاءات غير مقنعة بشأن أزمة الحصار الراهنة، واكتشف العالم كذبه، وفقد مصداقيته.
في مقابلة صحفية لـ الوطن مع رئيس قسم اللغة العربية بجامعة بكين حدثنا عن وجود فكرة لإنشاء مركز للدراسات الصينية بالدوحة.. فما أهمية هذه المراكز؟
- الآن، الصين بدأت تنفتح على العالم، وكانت أهم مخرجات الدورة الثالثة عشرة لمجلس البرلمان الصيني، هي الدعوة لضرورة انفتاح الجمهورية الصينية عالمياً، ويجب أن تنسجم مع حولها من الإجراءات العالمية، ومن ثم فهي تحاول الانتقال من موقعها الجغرافي السابق، والانتقال إلى موقع عالمي آخر، عبر أدوات مختلفة، ومنها إنشاء مراكز ثقافية، أو إبرام الاتفاقيات، وبروتوكولات التعاون بين الدول وبعضها البعض.
إذا كانت الصين بدأت مرحلة جديدة من الانفتاح على العالم.. فكيف يمكن أن تستثمر قطر أو تستفيد من هذا الانفتاح الصيني لا سيما في ما يتعلق بالتكنولوجيا الصينية؟
- الصين هي دولة متطورة، وتمتلك تكنولوجيا عالية في التصنيع، والصينيون قادمون في مجال غزو الفضاء، ودخول عالم الأقمار الصناعية وكذلك الاتصالات، وهذا إنجاز كبير بكل تأكيد، وبإمكان دولة قطر أن تتعاون مع الصين في هذا الجانب، خاصة أنه يوجد حالياً تعاون قطري جيد مع وكالة الفضاء الصينية، ويتم تدريب عدد من المتدربين القطريين.
ما تقييمكم لتجربة للأعوام الثقافية بين قطر والصين وماذا أعددتم لهذا العام؟
- في عام 2016، كانت سنة ثقافية متكاملة؛ حيث تنوعت فيها المجالات والأنشطة الثقافية المختلفة، وأيضاً في العام التالي 2017، شهد بعض الأنشطة في المجال الثقافي، أما هذا العام فإن 2018 لها خصوصيتها، نظراً لأنها توافق ذكرى مرور ثلاثة عقود على نشأة العلاقات القطرية الصينية، وكلا الجانبيين لديه اهتمام وحرص كبير على أن تكون احتفالات هذه السنة فريدة من نوعها، وقد أعد الجانب القطري العدة، من اجل إقامة أسبوع ثقافي لتعريف الصين بثقافة القطريين.
هل وضعتم تصوراً مبدئياً للأسبوع الثقافي القطري بالصين لهذا العام؟
- هذا الموضوع يجري الإعداد له من خلال التنسيق المشترك مع وزارة الثقافة القطرية، والحقيقة المسؤولون لا يدخرون جهداً في أن يجعلوا من هذا الأسبوع الثقافي حدثاً يعكس صورة قطر، ويقدمها إلى الآخرين ليتعرفوا على أصالة الشعب القطري.
من وجهة نظركم وبحكم معايشتكم للحياة الصينية ما هو الشيء الذي يمكن أن نقدمه للصينيين عن ثقافة دولة قطر والقطريين؟
- إذا كان الصينيون بدأوا مرحلة الانفتاح على العالم، وتطلعهم نحو معرفة ثقافات الشعوب العالمية من حوله، فإننا سنحمل إليهم ثقافتنا القطرية ليتعرفوا عليها بشكل أكبر، ويكتشفوا ما فيها من قواسم مشتركة، وخاصة بالنسبة للعادات الاجتماعية المتقاربة، والمتشابهة إلى حد ما، وأبرزها مسألة الترابط الأسري عند الشعبين القطري والصيني، بداية من الأب والأم، والأبناء، وحتى محيط العائلة بالكامل، ثم الحضارة، والعمران، فضلاً عن قصة التنمية، التي كانت بدورها من أبرز التحديات التي نجحت فيها دولة قطر، منذ انطلقت مسيرتها بداية التسعينيات من القرن الماضي، على يد صاحب السمو الأمير الوالد– حفظه الله-، وحتى ازدهارها في يومنا هذا بتوجيهات كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله.
في شهر يوليو المقبل سوف تسلمون الصين راية الدورة الثامنة لمنتدى التعاون العربي الصيني.. حدثنا عما قدمته دولة قطر خلال رئاستها للدورة السابعة السابقة؟
- في عام 2016، يتذكر الجميع اجتماع المنتدى على مستوى وزراء الخارجية العرب في الدوحة، وكان من نتائجه ما عرف باسم «بيان الدوحة»، وكان بمثابة الإعلام التاريخي؛ حيث تم آنذاك تحديد الملامح العامة للتعاون العربي الصيني، ووضع رؤية ونظرة مستقبلية للعلاقات البينية خلال الفترة القادمة، هذا بجانب وضع خطة لبرامج وأنشطة مختلفة يتم تنفيذها بين الجانبين، برئاسة دولة قطر، وبالفعل شهد الجميع بالنجاح القطري لإدارة الدورة الحالية.
كم كانت النسبة المئوية لتنفيذ ما تم وضعه من خطط وبرامج للدورة السابعة لمنتدى التعاون العربي الصيني برئاسة قطر؟
- نعتقد أن جميع ما تم التخطيط له من برامج وأنشطة، تم تنفيذه ، وبنجاح كبير، وإن كان هذا لا يجعلنا ننكر حقيقة واقعية، تتمثل في أنك حينما تقوم بالتنسيق مع دولة كالصين، من خلال منتدى التعاون العربي الصيني، ينبغي عليك أن تأخذ بعين الاعتبار، أنك تتحدث من «22» دولة، وهذا يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد للتوافق على إعداد إعلان أو بيان توافقي.
يظل شهر يونيو 2017 محفوراً في ذاكرة القطريين وكثير من العرب لأنه شهد إعلان الحصار على دولة قطر وكذلك كان قد مضى عام على رئاستكم للدورة السابعة للمنتدى العربي الصيني.. فماذا عن أسلوب تعاون دول الحصار مع الرئاسة القطرية للمنتدى لتنفيذ ما تبقى من «إعلان الدوحة»، وهل حاول البعض عرقلة المسيرة؟
- للأمانة، لم نلحظ أي تغيير في تعاون أي من الدول العربية، وبما فيها دول الحصار مع الرئاسة القطرية للمنتدى العربي الصيني، لتنفيذ ما جاء في «إعلان الدوحة»، والسبب يرجع إلى أن الصين بمفردها هي نصف هذا المنتدى، وهي لن تسمح لأي من الأعضاء بعرقلة المسيرة.
بعد هذه الدورات السبعة لمنتدى التعاون العربي الصيني.. ماذا قطفنا من الثمار وكيفية استثمار هذه العلاقات مع الصين لا سيما وهي من أصحاب العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولي؟
- بادئ ذي بدء، نحن نسعى لاستثمار لا استغلال ما تتمتع به الصين من عضوية دائمة بمجلس الأمن الدولي، كما أن للصينيين مواقفهم التاريخية الداعمة لقضايانا العربية، ولا سيما القضية الفلسطينية، والجمهورية الصينية، هي من أسست لمبدأ حل الدولتين، وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وهذا موقف صيني شجاع، وأستمر عليه الصينيون حتى الآن، والجانب الصيني يعرف ماذا يريد من العرب، بينما علينا كعرب أن نقف وقفة مع الذات، لنعرف ماذا نريد من الصين، هذا العملاق الاقتصادي العالمي، وهذا يحتاج تنسيق مواقفنا بشكل أكثر انسجاماً.
أخيراً ماذا استفدت من تجربة وجودكم كسفير قطري في جمهورية الصين؟
- تجربتي فريدة من نوعها في جمهورية الصين؛ حيث أشاهد مرحلة الإصلاح والانفتاح، والمرء بحاجة للوقوف أمام هذه التجربة، ودروسها المستفادة، حيث نقطة التحول من دولة تعاني مستوى اقتصادياً منخفضاً، ودولة نامية، قبل أربعين عاماً، إلا أنها نجحت بعد العقود الأربعة أن تتخطى هذا الحاجز، وتبني نهضة اقتصادية عملاقة، واستطاعت أن تتبنى الخطط، التي تتغلب بها على كثيرا من التحديات، أياً كانت هي، سواء على مستوى القوة البشرية، أو نقص الموارد المختلفة، وبالتالي نحتاج لدراسة مثل هذه التجارب، واستخلاص الدروس المستفادة منها، وأخذ ما يتناسب والخصوصيات المجتمعية.
copy short url   نسخ
09/05/2018
14812