+ A
A -
حوار – أكرم الفرجابي
يلقبونها بـ «نبض قطر»، وتقول هي ان قطر نبض قلبها. امرأة نموذج للقدرة على اتخاذ المواقف والمواجهة.. تقول كلماتها دون تجميل أو مواربة، أعلنت عن انحيازها لقطر بلا خوف أو وجل، وعلى الرغم من أنها تحمل الهوية السعودية، إلا أنها ظلت تؤكد دوماً أنها قطرية الهوى، ليس قولاً فحسب وإنما فعلاً كذلك، إذ شاركت في مبادرة «ديوان شعراء الحصار»، بقصيدتها التي جاءت بعنوان: «يا قطرنا عيدي»، لتثبت بذلك أنها من اللاتي يؤمن ويستطعن ايضا جعل الشعر رسالة نوصل بها صوتنا ومواقفنا.. إنها الشاعرة والإعلامية ابتسام الحبيل المشهورة بـ «نبض قطر» على مواقع السوشيال ميديا جلست إليها الوطن في هذه المساحة وخرجت منها بالحصيلة التالية.
انطلاقاً من مقولة «وراء كل عظيم امراة» ما هو دورك في ديوان شعراء الحصار؟
- دور أساسي جنباً إلى جنب وصاحب المبادرة الشاعر حصين الخيارين الذي أعد ونفذ الديوان.
ماذا يمثل لك وجودك ضمن الشعراء المشاركين في الديوان؟
- أعتبر الديوان بمثابة وليدٍ لي لارتباطي بكل تفاصيله، منذ أن كان فكرة على ورق إلى أن خرج إلى النور.
كيف كان شعورك بعد خروج الديوان إلى النور؟
- فخورة بدوري المحوري في الديوان، وفخورة أكثر بثقة شاعر بحجم «بن علم» لأكون شريكة معه في هذه المبادرة الوطنية.
إضافة وفخر
هل تعتقدين أن ديوان شعراء الحصار يمكن أن يمثل إضافة لمسيرتك الشعرية...؟
- بالطبع أعتبر الديوان جزءا مُضافا لمسيرتي الشخصية والفخر الأول ارتباط هذا العمل بالوطن الذي مهما قدمنا له سيظل يستحق الأكثر.
قبل ديوان شعراء الحصار هل سبق لك المشاركة في مبادرات وطنية أخرى...؟
- نعم كنت متطوعا وشريكا في تقديم البوم تميم المجد الثاني الذي ضم عددا من القصائد الوطنية من ضمنها إحدى قصائدي.
بخلاف الشعر والشعراء هل لديك أي مشاركات في الأنشطة المجتمعية...؟
- بكل تأكيد كوني سفيرة لعدد من الجهات كالجمعية القطرية للسرطان والملتقى الشبابي بجامعة قطر وعضو فخري لفريق التوعية القطرية وغيرها.
بما أنك ناشطة في السوشيال ميديا هل توظفين حساباتك في دعم المبادرات؟
- نعم أسخر حساباتي الشخصية لدعم المبادرات الوطنية بعيداً عن الانزلاق والمتاجرة والتسويق الشخصي من بوابة المبادرات.
يقولون إن أزمة الحصار أنعشت الحركة الأدبية ما هو تقييمك لدور الشعراء فيها؟
- لا شك في ذلك، والدليل ظهور الكثير من الشعراء، الذين أخذوا على عاتقهم مهمة تقديم الأفضل حباً وولاء للوطن والقيادة.
ما هي القصائد التي جادت بها قريحتك في ظل أزمة الحصار المفروض على قطر؟
- قدمت قصيدة يا قطرنا عيدي إهداء من القلب للوطن في يومه الوطني لتجديد الولاء ومما لا شك فيه أن الوطن يستحق الأفضل من أبنائه.
ما الذي عكسته القصائد الوطنية التي قدمها الشعراء خلال أزمة الحصار...؟
- عكست المنتوج الشعري من جميع اخواني الشعراء والشاعرات في البلاد أخلاقنا، وتمسكنا بمبادئ الخلق الراقي الذي يتصف به كل قطري وقطرية.
هل بإمكان الشعر أن يضيء جوانب مظلمة غير مكترَث بها في أزمة الحصار؟
- طبعاً وهذا ما حدث بالضبط، الشعر منذ القدم يلهب المشاعر ويقدم قضية لا ينساها الموروث الشعري على مر التاريخ بل وتتغنى الاجيال بما نظمه الشعراء تذكيراً بالقيم الاخلاقية والتاريخ كما حفظ لنا كأجيال متعاقبة قصائد المؤسس رحمه الله فإن هذه الحقبة التاريخية التي تعيشها البلاد الآن أيضاً ستحفظها ذاكرة التاريخ.
نقلة نوعية
باعتقادك هل يمكن أن تتمخض عن الحصار منتوجات أدبية وفكرية ترتبط باسمه؟
- هذا ما حدث على ارض الواقع فعلاً، فهناك قصائد وكتابات ومقالات ومسرحيات واسكتشات وفنون متنوعة، سخر أصحابها طاقاتهم للذود عن الوطن بما يبرعون فيه، وعني شخصياً أعد حالياً لكتاب أعتبره نقله نوعية من مجمل مؤلفاتي السابقة، ويُعنى بتأريخ هذه الفترة من منظوري كامرأة طال الحصار حياتها وترك أثراً.
هل تتفقين مع مبدأ توظيف الشعر في الخلافات السياسية بين الدول؟
- إذا كان توظيفه إيجابياً فأنا أتفق مع الأمر، والدليل أننا كشعراء في قطر نوظف الشعر للذود عن الوطن، وتجديد الولاء لسيدي صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وهناك كم هائل من القصائد والأغاني والشلات والعرضات جميعها تثبت صحة ما أقول، متمسكين باخلاقنا وقيمنا، ولعل ديوان شعراء الحصار جاء بقصائده متماشياً مع طرحنا، فهو يحمل بين دفتيه قصائد لم تتناول الهجاء والشتم، وهذا ما يميز الديوان وكانت فكرة الشاعر حصين الخيارين، أن الشعر شريك في هذه الأزمة السياسية وعاكساً لأخلاق القطريين التي لم تنزلق لما انزلقت إليه دول الحصار، وهذه إحدى مميزات ديوان شعراء الحصار دون غيره.
ما هو سر توقفك عن الكتابة بعد آخر كتاب لك «عود ثقاب أحرق البحار»؟
- لم أتوقف من باب أني لا أملك الفكرة أو المادة التي أطرحها، وقد ظهر لي مؤلف أواخر العام 2016م، وكان عبارة عن مجموعة من التغريدات، جاءت في كتاب حمل عنوان «قلم رصاص» لكن فترة الحصار جعلتني أتخذ مساراً في الكتابة بعيداً عن الوجدانيات التي كنت أتميز بطرحها في مؤلفاتي السابقة.
ما هو الهدف من وراء اتخاذك لمسار جديد في الكتابة...؟
-لأني فرد من هذا النسيج كان لا بد أن تتخذ كتاباتي ما نعيشه حالياً، بل والفترة نفسها تفرض على الكاتب ما يمكن ان يتناوله من طرح، فأنا وإن غردت مرات خارج السرب إلا أني ككاتبة تقع على عاتقي مسؤولية توظيف قلمي وإحساسي نحو ما يتملكني من شعور وطني.
كتبت في إحدى مقالاتك أن حصارهم مات وليداً كيف تختارين أفكار موضوعاتك؟
- منذ بدء ارتباطي بالكتابة وأنا أعبّر عما يجول في الخاطر وأتناوله من منطلق تأثيره النفسي والاجتماعي، ومعظم مقالاتي جاءت توثيقاً لهذه الفترة وقبلها لما يحدث حولنا ويلامسني ويلامس أي قارئ، أما عن فترة الحصار فأستقي الأفكار من الحصار ذاته ولا بد أن يكون العنوان حقيقياً يعبر عن المقال وفكرتي ككاتبة.
يلاحظ من خلال كتاباتك أنك بارعة في اللغة العربية ما هو سر تفوقك فيها؟
- جميل سؤالك هذا، أنا إعلامية وكاتبة وتكاد تكون اللغة جزءا من حياتي لا عملي فقط، لدرجة أني اسهو أحيانا في الحديث مع أي شخص وأتحول لا شعوريا للحديث بالفصحى لا العامية، أعيد السبب في ذلك إلى قراءاتي وإطلاعي اللا محدود، فتجدني اكافئ نفسي كثيراً بكتاب جديد، وهذا أمر كبُر معي منذ الصغر، فمكتبة والدي حفظه الله غنية بأنواع متعددة من الكتب، وهو شخصياً كان مشجعاً لي للدخول في عالم التأليف وبعده الإعلام ويكفي أنه أول قرائي ونقادي والمشجعين لي.
ثلاثية الأبعاد
ما هي المجالات التي تستهويك في القراءة والإطلاع؟
- السير الذاتية تستهويني بالدرجة الأولى، والكتب التي تقدم دعما نفسيا من خبرات كتابها تثير ذائقتي الثقافية كثيراً، وحالياً أصبحت أكثف من إطلاعي على القصائد والموروث الشعري لأتطور في هذا المجال وأقدم الأفضل.
يصفونك بأنك امراة ثلاثية الأبعاد أين تجدين الوقت للتليفزيون والإذاعة والكتابة...؟
- أضع نصب عيني هدفا، وأسعى إلى تحقيقه وقد يطول الزمن واُكسر مرات وأحبط مرات أخرى، لكني أعود للحياة وكم من المرات التي كسرتني لكنها قوتني، هو سري الصغير وثقتي بالله أولاً، وأجد نفسي في كل ما ذكرت، وأقوم به فالحمد لله ارتبط اسمي منذ بدء عملي الاعلامي قبل ثلاثة عشر عاماً بمجالات إعلامية موجهة للعقل والفكر، حتى تجربتي الإذاعية التي ما تزال وليدة، أجدها إضافة لي كإعلامية مع صعوبة العمل الاذاعي، أما الكتابة فهي نصفي الثاني ومتنفسي الأكبر، ولعل شخصيتي الهادئة التي تجعلني قليلة الكلام تفسح المجال لولعي بالتعبير كتابياً أكثر.
عملت في مجالات متعددة اجتماعية واقتصادية ورياضية كيف أجدتِ ذلك التنوع؟
- التحدي جزء من شخصيتي، والاتكال على نفسي بعد الله هو الأساس، لا انتظر من يخدمني أو يفتح لي أبواباً مغلقة أو يُعبد لي الطرق، أعترف أن طريقي لم يكن يوماً مفروشاً بالورد، لذلك أتلذذ في العمل والتنفيذ وإثبات ما يعتقد الجميع أني قد افشل فيه، وأفخر اني اشعر بقيمة ما أعمله، وإن وجده البعض بسيطاً، لاني سعيت وتعبت ولم اتكل على اكتاف من حولي، وبالتالي ملامستي لنجاحي تأتي مختلفة ومستمرة ومعروفة، باختصار أنا أعلم اني استثنائية وهذا يكفيني.
هل لديك الرغبة في تكرار تجربة التمثيل التي كانت بمسرحية «قطري 60 %»؟
- كانت تجربة جميلة ودوري فيها لا يختلف عن دوري المهني في الحياة فقد ظهرت كمذيعة أيضاً في دور صغير لكن التجربة كانت جيدة كتجربة ثانية بعد مسرحية كنت فيها عنصراً أساسياً وكانت موجهة للاطفال، أما عن المستقبل فالعلم عند الله في هذا الموضوع وهو لا يشغلني كثيراً، خاصة مع قناعاتي بأن اسمي الذي عملت على ربطه بكل ماهو راق ومحترم وذو فائدة ووطني هو الأهم لدي، وإن كان هناك طرح لموضوع التمثيل فلن يكون إلا عملاً هادفاً ووطنياً.
ما هو سر ارتباطك بلقب «نبض قطر» الذي يطلقونه عليك في السوشيال ميديا؟
- لطالما كنت أكتب في وسائل التواصل الخاصة بي، أن قطر نبض قلبي وهذا من عدة سنوات، مع الحصار وتركيزي على الكتابة شعراً ونثراً عن البلاد، وجدت أنه من الأفضل أن يكون لي لقب يمثل ما للبلاد في داخلي وكان «نبض قطر ابتسام» كالوسم أعرّف به نفسي وأضيفه لما أكتب كهاشتاق، وهو لم يأت من فراغ بل استشرت فيه أخي الشاعر حصين الخيارين لخبرته في هذا الأمر، وأشار علي بأنه فعلاً من الأفضل أن أختار لنفسي وسما يعكس حبي للوطن وولائي له، دون التركيز كثيراً على شخصي كإعلامية أو كاتبة وجاء معبراً فعلا وبلا شك أنا فخورة بأن نبضي هي قطر.
البعض يسعى للظهور وإدراج اسمه في أي عمل من باب الظهور ما رأيك؟
- أرفض ذلك طبعاً ولا أظهر إلا بالشكل الذي يناسب اسمي كفرد يهمه أن يرتبط اسمه بعمل ذي قيمة بعيداً عن المتاجرة وحب الظهور على أكتاف الغير.
copy short url   نسخ
09/05/2018
4532