+ A
A -
كتب- العروسي العتروس
لكل بطولة رجالها ولكل كأس نجومها.. ورجال كأس الأمير ونجومها كثر ونجوم الدور قبل النهائي ورجاله الذين سيكونون تحت المجهر أربعة من أبرز صانعي القرار في الكرة القطرية سواء بدوري نجوم QNB أو بكأس قطر أو بكأس الأمير.. أسماء ارتبطت بالانتصارات والتألق والإبداع والأهداف.. أسماء اعتادت آذان رواد ملاعب كرة القدم القطرية على الارتياح لسماعها واعتادت أبصارهم على التمعن في صورهم على صحف الجرائد ومنصات التواصل الاجتماعي..
تشافي هرنانديز ورودرجو تباتا بربوسا وويسلي شنايدر ونام تاي هي.. الأول من برشلونة برشلوني النشأة والتركيبة والطبع والثاني خلطة سحرية ومزيج برازيلي ياباني والثالث مشبع بالطابع الهولندي والرابع كوري قادم من فرنسا وكبر في الدحيل...
حضور متواصل في المواعيد الكبرى
أعطوا للكرة كل شيء ولايزالون يمتعوننا في كل مباراة وفي كل موعد من مواعيد الكؤوس وفي كل مرة يظهرون فيها على مسرح الأحداث، يحتكرون حديث المجالس ويشغلون بال المحللين والنقاد.. واليوم ونحن على أبواب مباراتي الدور قبل النهائي لكأس الأمير نفسح المجال لهم للظهور من جديد باعتبارهم أبرز لاعبي الفرق الأربعة التي ستوجه لهم الأنظار علاوة على أن ثلاثة منهم سيحملون شارة القيادة في مباريات فرقهم وهم: تشافي وتباتا وشنايدر.
وإذا سبق لبعضهم أن حظي بالتتويج الفردي أو بتتويج فريقه مثل تباتا ونام تاي هي إلى جانب تشافي توجوا بلقب أفضل لاعب وصعدوا على منصة التتويج بالفوز بالدوري أو بكأس قطر أو بكأس الأمير، فإن شنايدر الذي التحق بفريق الغرافة هذا الموسم خلال فترة الانتقالات الشتوية لن يكون بإمكانه أن ينافس هذا الموسم على جائزة الأفضل إلا أنه حاز على جانب كبير جدا من إعجاب المحللين والنقاد والمتابعين للدوري وبطولتي كأس قطر وكأس الأمير.
بصمات واضحة
يعتبر كل من اللاعبين الأربعة الأبرز في تشكيلة فريقه كصانع ألعاب وكمنفذ للضربات الثابتة وكصانع للأهداف والفرص الثمينة إلى جانب القدرة على تشكيل الخطورة الهجومية المباشرة على المرمى والتسجيل وصنع القرار وإحداث الفارق، وبالتالي يعتبر كل منهما مفتاح اللعب الذي تتمحور حوله استراتيجية أداء الفريق والأهم من ذلك أنهم يلعبون أدوارا مهمة في قيادة زملائهم في الفترات الصعبة والحرجة من المواجهات.. وهذا الدور القيادي يكتسي أهمية بالغة في قرق كرة القدم التي تتكون من عدد كبير من اللاعبين.
وفي ضوء ما سبق فأنه من الطبيعي جدا أن تتصدر أخبار هؤلاء اللاعبين عناوين الصحف المحلية والأجنبية ومنصات التواصل الاجتماعي المعنية بتغطية فعاليات بطولة كأس الأمير ومبارياتها علاوة على أن الاهتمام بهم وبمسيرتهم يتجاوز حدود الصحافة المحلية للصحافة الأجنبية القادمة من بلدان هؤلاء اللاعبين.
عطاء بلا حدود وشباب دائم
تقول الحكمة الشعبية إن عطاء الرجال لا يقاس بعدد السنين وعطاء كبار النجوم لا يقاس بعدد المواسم وهذا يقودنا للقول إنه على الرغم من تقدم بعضهم في السن وتجاوز كل من تشافي وتباتا وشنايدر حاجز الثلاثين، فأننا اعتدنا على مشاهدتهم في كثير من المباريات يحققون أرقاما تتجاوز في الركض 12 ألف متر في المباراة هذا رقم يتجاوز ما يقوم به لاعبو فرق دوري أبطال آسيا مثلا وإذا أردتم التأكد من ذلك فاطلبوا أرقام تباتا وتشافي وشنايدر.. كل ذلك التألق يجعل منهما نجوما تحت المجهر ولكن أيضا تحت الضغط انطلاقا من الحمل الكبير الذي يحمله كل منهم على عاتقه قي هذه المباراة على مستوى الأداء وعلى مستوى قيادة الفريق من الجوانب المعنوية والنفسية.
الجمع بين الاستمتاع باللعب والانضباط التكتيكي
لا يمكن أن يخرج هؤلاء النجوم من أرضية ملعب أي مباراة دون أن يتركوا بصمة من بصماتهم الإبداعية وكثيرا ما نشاهدهم وهم يستمتعون باللعب ويؤدون بدرجة عالية من الانضباط التكتيكي كما يوظفون خبراتهم العالية في قيادة زملائهم ويواصلون التألق من مباراة لأخرى سواء بمباريات الدوري أو بمباريات كأس الأمير، ويحصدون جائزة أفضل لاعب أكثر من مرة في بطولة دوري QNB أو في مباريات كأس الأمير.. وهناك الكثير من الأرقام التي تعكس الدور الكبير الذي يقوم به كل منهم في فريقه في المساعدة على تحويل توجيهات المدرب إلى واقع ملموس على أرضية الملعب بما يجعل منهم مدربين مساعدين على ارض الواقع.
تباتا رجل المهام الصعبة
تباتا على سبيل المثال لم يتغيب عن تشكيلة فريقه بالدوري إلا في مباراة واحدة وسجل 15 هدفا وهو ثاني هدافي فريقه وخامس هدافي الدوري وحقق أعلى عدد من التمريرات هذا الموسم كرقم قياسي برصيد 96 تمريرة أثناء مباراة فريقه أمام الأهلي بالأسبوع الثامن عشر.. وفي المقابل فإن الأرقام لا تساعدنا على مقارنة اللاعبين بالدوري باعتبار أن شنايدر انضم للغرافة خلال فترة الانتقالات الشتوية ولم يشارك إلا بمباريات الفريق بالقسم الثاني من الدوري التي سجل فيها 7 أهداف جعلت منه أفضل هداف للفريق متقدما على أحمد علاء برصيد 6 أهداف وفلاديمير وايس ومهدي تارمي برصيد 5 أهداف لكل منهما، علما بأن كل منهما لعب قسما واحدا هذا الموسم.
نام تاي هي مخلص الفريق من الأزمات الهجومية
نام تاي هي يحسب في رصيده أنه يتقمص دور المخلص للفريق من أي أزمة تهديفية حيث تخصص في إحراز الأهداف الحاسمة في الوقت القاتل من زمن المباريات وقد لعب دورا بارزا في تتويج فريقه ببطولة الدوري في الموسم الماضي بإحرازه عددا كبيرا من تلك الأهداف التي رجحت كفة فريقه الدحيل كما يعتبر من أكثر اللاعبين قدرة على تغيير الوضع القائم لصالح فريقه كلما انضم للتشكيلة كما يبقى واحدا من أكثر اللاعبين قدرة على تحويل الضربات الثابتة إلى أهداف.
تشافي ..لاعب برتبة مهندس
لم يترك تشافي هرنانديز ملعبا من ملاعب الكرة الأرضية إلا وتألق على أرضيته سواء بسلوكه الأخلاقي العالي أو بأدائه المتميز والمؤثر.. هذا الأداء الذي يتميز به يستمد قوته من البساطة في الإنجاز والتنويع في التعامل مع عاملي الزمان والمكان ومع العنصر البشري، ولديه القدرة على جعل عملية التواصل بين الكرة كأداة وزملائه كعنصر بشري على درجة عالية من السهولة والتأثير.. وعلى أرضية الملعب يعتبر تشافي من أكثر اللاعبين بالدوري تعاملا مع الكرة حيث إن معظم الكرات تمر عبره في فريق السد ويتولى الربط بين خطي الدفاع والهجوم وبدأ أداؤه بداية من الموسم الماضي يتسم بطابع حيث يلعب خلف المهاجمين بات يشكل خطورة مباشرة على مرمى المنافس وللتذكير فقط نسير إلى أنه قدم في مباراته الأولى مع السد 103 تمريرات وهو رقم قياسي آنذاك قدم به نفسه لجمهور الكرة القطرية.
شنايدر فنان الكرة الهولندية
استعانت إدارة نادي الغرافة خلال فترة الانتقالات الشتوية بهذا النجم الهولندي العالمي الكبير لمساعدة الفريق على الابتعاد عن المراكز المتأخرة بالترتيب وكان في نهاية القسم الأول بالمركز السابع، وتجهيزه للمشاركة بمباريات دوري أبطال آسيا. وتبين أن إدارة النادي أصابت في اختيارها لهذا النجم الكبير الذي قاد الفريق انطلاقا من البساط الأخضر لخوض مباريات قوية جدا أمام أعتى الفرق الآسيوية بدوري أبطال آسيا إلا أن ذلك لم يكن للأسف كافيا لجعل الفريق يتأهل للدور الثاني، كما قاد الفريق للصعود من المركز السابع إلى المركز الرابع وحسم الصراع مع فريقي أم صلال والسيلية على الانضمام للمربع الذهبي لصالحه وبذلك يمكن القول إن الفريق أنقذ موسمه.. الغرافة صحيح أنقذ موسمه ولكن إلى حد ما لأن طموحاته لا تتوقف عن حاجز المربع وإنما للصعود على منصة تتويج أغلى الكؤوس وهذا ما يدركه شنايدر جيدا.
copy short url   نسخ
09/05/2018
12719