+ A
A -
عواصم -وكالات - شهد مؤتمر بروكسل حول دعم سوريا والمنطقة الثاني، أمس، مساهمات دولية جديدة لدعم الشعب السوري، وعقد هذا المؤتمر بمشاركة فاعلة من دولة قطر، حيث أعلن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال مخاطبته المؤتمر، عن تعهد جديد لدولة قطر بمبلغ 100 مليون دولار أميركي لعام 2018 استمرارا لالتزامها بتخفيف وطأة الكارثة الإنسانية السورية.
والتأم المؤتمر بحضور دولي كبير حيث ناشدت الأمم المتحدة الدول المانحة بزيادة مساعداتها للشعب السوري الذي يعاني منذ حوالي ثماني سنوات من الحرب، وحذرت من كارثة إنسانية في إدلب على نحو الخصوص.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -في كلمة خلال المؤتمر- إن 13 مليون سوري يعيشون ظروفا مأساوية، ويواجهون انتهاكات للقانون الدولي.
ولفت غوتيريش إلى أن سبعمائة ألف شخص نزحوا خلال هذا العام فقط، بسبب أعمال العنف في الغوطة الشرقية بريف دمشق وعفرين وغيرها.
وأضاف أن هذا المؤتمر هو تعهد جديد وتأكيد «التزامنا» السياسي والإنساني والمالي بدعم الشعب السوري ودول المنطقة والمجتمعات المتضررة من هذا الصراع المأساوي، وفق تعبيره.من جهتها، قالت المسؤولة الأوروبية فيديريكا موغيريني إن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لوقف دوامة العنف بسوريا.
وطالبت موغيريني -في كلمة لها أمام المؤتمر- من وصفتهم باللاعبين الكبار (روسيا وإيران وتركيا) بالتحرك فورا لإحلال السلام في سوريا.
وقالت إن «الرسالة الرئيسية هي أن سوريا ليست رقعة شطرنج، وليست لعبة جيوسياسية».
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حذر الثلاثاء في مؤتمر صحفي مع مسؤولة السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، من كارثة إنسانية جديدة في إدلب التي تضم نحو 2.5 مليون نسمة من السكان والنازحين.
وأعرب دي ميستورا عن خشيته من أن تتحول إدلب إلى حلب جديدة أو الغوطة الشرقية الجديدة، في إشارة إلى عمليات قصف وحصار لسنوات، ومن ثم تهجير سكانها.
وفي وقت سابق قال المفوض السامي للاجئين فيليبو غراندي لدى افتتاح مؤتمر بروكسل الثلاثاء، «نشهد أكبر فشل سياسي في القرن الـ21»، مضيفا أن بعض المناطق أصبحت مصيدة موت للمدنيين».
في غضون ذلك أعلن مسؤول الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة أن الجهات المانحة لسوريا جمعت خلال مؤتمرها في بروكسل تعهدات بمستوى 4.4 مليارات دولار (3.6 مليار يورو) من المساعدات لعام 2018.
وقال مارك لوكوك خلال مؤتمر صحفي امس»أتوقع الحصول بنهاية النهار على تعهدات للعام 2018 بمستوى 4.4 مليارات دولار».
وتابع «إنها بداية جيدة، حتى لو أننا كنا نتمنى المزيد»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة التي تعد من كبار المانحين، لم تحدد بعد قيمة التزامها، محذرا «سيترتب علينا القيام بخيارات».
وكان منظمو المؤتمر يأملون في جمع تسعة مليارات دولار (7.3 مليار يورو) للعام 2018، وقدرت الأمم المتحدة حاجاتها بـ3.5 مليارات دولار (2.8 مليار يورو) للمساعدات الإنسانية في سوريا و5.6 مليار دولار (4.5 مليارات يورو) لمساعدة اللاجئين في دول الجوار.
وقال المسؤول «إن المبالغ التي قطعت وعود بها ليست ضئيلة وسنحصل على وعود إضافية بحلول نهاية السنة.
وقامت بلدان مثل ألمانيا وفرنسا بقطع تعهدات لعدة سنوات وأوضح لوكوك بهذا الصدد أن «الوعود للسنة 2019 وما يليها تبلغ 3.4 مليارات دولار».
من جانبه طالب يان إيغلاند، مستشار مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا والأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، جميع الدول الداعمة للأطراف المتنازعة إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري، مؤكدا الحاجة إلى الدعم المالي والدبلوماسي لوضع حد لهذه الأزمة.
وأشار إيغلاند في تصريحات إلى أن الدعم المالي لهذا العام كان قليلا، داعيا جميع المشاركين في المؤتمر (نحو 80 دولة) إلى عدم الاكتفاء بالوعود بل بتنفيذها.
من ناحية اخرى أعلن سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية أن لبنان يحتاج لـ2.7 مليار دولار لتأمين احتياجات النازحين السوريين خلال العام الجاري، داعيا المجتمع الدولي إلى مساعدة بلاده من خلال تأمين التمويل اللازم.
ولفت الحريري، في كلمته بمؤتمر بروكسل إلى ازدياد التوترات بين النازحين السوريين والمجتمعات اللبنانية المضيفة في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن ذلك يعود من جهة إلى التنافس على الموارد وفرص العمل الشحيحة، ولأن المجتمعات المضيفة قد رأت أن ظروفها الاقتصادية والاجتماعية قد ازدادت سوءا نتيجة الأزمة من جهة أخرى.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية إنه على الرغم من كل التقدم والإنجازات التي حصلت خلال السنوات الماضية، فإن لبنان مازال يواجه تحديات واحتياجات كبيرة في مقابل ندرة الموارد.
copy short url   نسخ
26/04/2018
5254