+ A
A -
نظم الملتقى القطري للمؤلفين صباح أمس الأربعاء ندوة نقدية بعنوان «الأنساق الثقافية في السرد الروائي، شمة الكواري أنموذجا» وذلك بالتعاون مع إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والرياضة في قاعة بيت الحكمة بالوزارة.
وتحدثت الناقدة القطرية كلثم عبدالرحمن رئيس وحدة التواصل البيني في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والرياضة خلال الندوة التي أدارها الكاتب والإعلامي صالح غريب، إنها تركز في كلمتها على جانب النقد الثقافي دون الوقوف كثيراً على أدبية النصوص وجمالياتها لدى الكاتبة شمة الكواري، موضحة أن الكاتبة تأثرت بالتراث القطري، ما أضفى على أعمالها مزيداً من الواقعية فهي تستخدم ألفاظاً تراثية مثل البراحة والبخنق، وهو ما يظهر في روايتها الأخيرة «الظل والضوء»، وتستخدم تقنية الارتباط بالذاكرة وترتكز عليها حتى يصعب التفريق عندها بين الحقيقة والخيال لدرجة أن القارئ يتوهم أن النصوص جزء من التاريخ كما تعتمد أسماء أماكن حقيقية في قطر مما يعزز هذا ومن ذلك حديثها عن سنة الطبعة (غرق السفن) 1925 والكساد العالمي 1929 في نفس الرواية. وأضافت الناقدة كلثم عبدالرحمن أن الروائية شمة الكواري تعتمد الترتيب الزمني في أعمالها من البداية وحتى النهاية، مشيرة إلى أنها استخدمت العتبات العناوين بشكل مباشر وموجه في معظم الأعمال، كما أن العتبات المحازية الموجودة خلف الأغلفة تقدم معلومات جوهرية عن النص الأساسي، حيث تقدم إجابات جاهزة للقارئ وتلغي التأويل والتساؤل لديه مثل رواية هتون.. نور العيون، وشاهين.. مجرة الحجر الأزرق، النورهان روضة أزهار الياسمين. وعن أبطال أعمال شمة الكواري قالت الناقدة «إن الشخصيات المحورية لديها واضحة ومرتبطة بالعتبات، محذرة من أن هذا النمط في الكتابة يمكن أن يساعد في تأصيل مفهوم المركزية، ومفهوم البطل الأحادي ومن ثم الصوت الواحد، في حين أنه من الأفضل وجود شخصيات كلهم على نفس الدرجة من الأهمية لأنه ليس لوجود البطل معنى إلا بوجود الآخرين، وهو جوهر الفلسفة التوصلية البينية الحوارية التي تؤمن بتعدد الأصوات الحوارية، والكاتبة تنزع نحو القيم وربطها بالأصالة والقيم الدينية كالعبادات. والاجتماعية كالتسامح، ولكن هناك أنساقا ظاهرة لديها أهمها إقصاء صوت المرأة وإعلاء صوت الرجل، فالمرأة لديها كيان مهدد خاضع وليس لها دور اجتماعي مؤثر، على الرغم من أنها استخدمت التعبير عن الذات الأنثوية في رواية «ألقاك بعد عشرين عاما». بدورها عقبت الكاتبة شمة الكواري بأنها سعيدة بوجود تفاعل نقدي مع أعمالها الأمر الذي يضيف إضاءات جديدة ليس للمتلقي فحسب بل والكاتب أيضا، كما أن هذه القراءة فيها إظهار لكثير من مكنون الكاتب، مؤكدة أن الرواية لديها تعبر عن انساق ثقافية متعددة جاءت حصيلة التفاعل المجتمعي. وشهدت الندوة مداخلات ونقاشات موسعة حول أعمال الكاتبة وحول مشهد الإبداع القطري بشكل عام.
copy short url   نسخ
26/04/2018
3185