+ A
A -
الدوحة - الوطن
استضافت مؤسسة حمد الطبية مؤخراً مؤتمرها السنوي الرابع حول الرعاية الصحية النفسية المجتمعية والذي يبرز أهمية تكامل الصحة النفسية المجتمعية مع خدمات الرعاية الصحية العامة المقدمة للمرضى في دولة قطر.
وقد تم افتتاح المؤتمر الذي ضمّ ما يزيد على 200 من خبراء وكوادر مختصة في الرعاية الصحية النفسية من مختلف الجهات المعنية بهذا المجال في المنطقة برعاية سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة .
وأشارت سعادة الدكتورة الكواري إلى أن المؤتمر السنوي يعدّ فرصة ذهبية يلتقي من خلالها الكثير من المهتمّين بقطاع الرعاية الصحية النفسية المجتمعية لبحث عدد من المسائل الهامة ذات العلاقة والتي من بينها إيجاد التوازن بين خدمات الرعاية الصحية النفسية المقدّمة للمرضى في مرافق الرعاية ذات الاختصاص بالمستشفيات والخدمات التي تقدمها مراكز الرعاية الصحية النفسية المجتمعية، كما سلّطت سعادتها الضوء على الصحة النفسية كواحدة من المسائل التي تحظى بالأولوية ضمن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018 – 2022 مؤكدة على ضرورة تشجيع الجمهور على تبنى ثقافة الشفافية والانفتاح في تناول مشاكل واضطرابات الصحة النفسية وصولاً إلى التخلّص من الوصمة الاجتماعية المرتبطة بهذا النوع من الاضطرابات وبالتالي اتخاذ المسار الصحيح لعلاجها.
وقالت سعادة الدكتورة الكواري:« إن تزويد مرضانا بخدمات رعاية صحية نفسية متكاملة وإتاحة هذه الخدمات للمرضى في الزمان والمكان المناسبين يعدّ من أهمّ الدعائم التي تستند اليها استراتيجية الصحة العامة، وعلى الرغم من الموارد الضخمة التي استثمرت من أجل توفير رعاية صحية نفسية مجتمعية فعّالة وذات مستوى عال إلا أنه لا يزال أمامنا الكثير مما يتوجّب إنجازه لتحقيق الرفاه الصحّي لهؤلاء المرضى، ولقد سرّني ما لمست من جهد ومشاركة فاعلة من قبل كلّ من مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وسدرة للطب، ومركز نوفر، وغيرههم من مؤسسات الرعاية الصحية لإنجاح هذا الحدث الطبي المتميّز».
من جانبه أكّد السيد محمود الرئيسي، رئيس الخدمات الطبية المستمرة في مؤسسة حمد الطبية، على الدور الذي تؤدّيه مؤسسة حمد الطبية بصفتها المزوّد الرئيسي بخدمات الرعاية الصحية النفسية التخصصية في إتاحة منبر البحث والحوار لكافة المعنيين بتقديم خدمات الرعاية الصحية النفسية خاصة فيما يتعلّق بتطوير نمط متكامل من هذه الخدمات في الدولة، وقال:« تشهد خدمات الصحة النفسية في دولة قطر تحوّلاً هاماً يهدف إلى تلبية احتياجات وتطلّعات المجتمع، وقد قمنا بتنظيم هذا المؤتمر للعام الرابع على التوالي بهدف توحيد وتكثيف جهود الجهات المعنية والمهتمّة لتقديم خدمات رعاية صحية نفسية من خلال مسار علاجي متكامل يسهم فيه كافة مزوّدي الرعاية في هذا المضمار».
وأضاف السيد الرئيسي:« يمثل هذا المؤتمر فرصة ثمينة تجمع بين كافة أطياف المهتمّين بالرعاية الصحية النفسية لبحث التحدّيات والدروس المستفادة ومناقشة مختلف المسائل المتصلة بالصحة النفسية وسبل تطوير هذا القطاع مستقبلاً».
وقد حضر المؤتمر، الذي شارك فيه متحدثون من ايرلندا واستعرضوا تجربة تحديث خدمات الصحة النفسية في بلدهم، نخبة من كوادر الرعاية الصحية النفسية من القطاعين العام والخاص بالإضافة إلى عدد من المرضى وأفراد أسرهم، وعدد من الأخصائيين الاجتماعيين، وممثلين عن المؤسسات والهيئات المجتمعية، وقد تضمّن المؤتمر مجموعة العروض التقديمية حول الرعاية الصحية النفسية المجتمعية والمبادرات الخدمية التشاركية كمبادرة «معاً نعمل بشكل أفضل» والخدمات التي يقدمها مركز نوفر، وسدرة للطب.
وقد أكد الدكتور محمد صدّيق أحمد، استشاري أول الطب النفسي والمدير الطبي لخدمات الصحة النفسية المجتمعية بمؤسسة حمد الطبية، على أهمية هذا المؤتمر ودوره في تعزيز أواصر التعاون فيما بين المؤسسات المعنية في دولة قطر وتمهيد الطريق أمام تكامل خدمات الصحة النفسية المجتمعية مع الخدمات المماثلة التي يقدمها قطاع الرعاية الصحية الأولية والثانوية، وقال الدكتور محمد صدّيق، وهو أيضاً مسؤول اللجنة المنظمة للمؤتمر: «إن تقديم الرعاية الصحية النفسية مسألة غاية في التعقيد ولكن البراهين العلمية تؤكّد أن الرعاية الصحية النفسية المتكاملة من حيث التشخيص والمعالجة المبنية على التنسيق فيما بين جهات الإختصاص والمقدمة للمرضى على مقربة من أماكن سكناهم تعدّ من أهم مقوّمات النجاح».
يذكر أن الخدمات التي تقدمها مراكز الرعاية الصحية النفسية المجتمعية باتت الأسلوب المفضّل لدى الكثير من الناس مقارنة بالخدمات التقليدية التي تُقدّم في المستشفيات من حيث أن الأولى تتيح للمرضى البقاء على اتصال وتواصل دائمين مع أصدقائهم وذويهم ومقارّ عملهم في الوقت الذي يتلقون فيه العلاج، فضلاً عن سرعة العلاج وإعادة التأهيل في هذه المراكز.
تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن واحداً من بين كل أربعة أشخاص يعاني أو عانى من الإضطرابات النفسية، وأن واحداً من بين كل عشرة أشخاص بالغين قد عانى من هذه الإضطرابات في مرحلة ما من حياته، ومن أكثر هذه الإضطرابات شيوعاً الإكتئاب والقلق، وتؤثّر الإضطرابات النفسية عادة على شعور المريض وأسلوب تفكيره وتصرّفاته، وتعزى الإصابة بهذه الإضطرابات إلى العديد من الأسباب شأنها شأن الإصابة بالأمراض الجسدية ويعتبر كل شخص عرضة للإصابة بها بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو الجنس أو الفئة العمرية، وتنصح مؤسسة حمد الطبية الأشخاص الذين لديهم مخاوف حول صحتهم النفسية طلب الرعاية الطبية النفسية مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية التشخيص المبكر لعلاج أية اضطرابات قد يعانون منها.
copy short url   نسخ
22/04/2018
2022