+ A
A -
كتب- جليل العبودي
يدخل الدحيل منافسات كأس قطر وهو يطمح إلى لقب جديد بعد أن كان قد حصد لقب الدوري للموسم الثاني على التوالي حيث سيلتقي فريق الغرافة في نصف نهائي البطولة اليوم في استاد جاسم بن حمد بالسد، حيث يتطلع الاخير إلى البحث عن اللقب الأول في الموسم بعد ان حل رابعا في الدوري وودع دوري ابطال آسيا، ومع ان الدحيل الذي تصدر مجموعته الآسيوية بالعلامة الكاملة يملك مجموعة جيدة من اللاعبين لاسيما انه لم يشرك ستة منهم في مباراته الاخيرة أمام الوحدة الإماراتي الا ان المواجهة سوف لن تكون سهلة كون المنافس يعي جيدا قيمة الدحيل، وسيلعب من اجل ان يوقفه وبالتالي الوصول إلى النهائي والصعود على منصة التتويج، وبين طموح الدحيل وتطلع الغرافة سنشهد مواجهة كبيرة بين الفريقين والمدربين جمال بلماضي وبولنت وان الجانب التكتيكي سيكون حاضرا وان القول الفصل له، مع ان الدحيل عازم على ان يخطو بقوة صوب النهائي والبحث عن لقب جديد والمنافسة بقوة، والدليل ان المدرب اراح بعض اللاعبين الاساسيين ودفع ببعض الوجوه الشابة في آخر مباريات في الآسيوية.
ان الفريقين يملكان عناصر جيدة من المهاجمين وكل منهما يملك خبرة جيدة في التعامل مع المباراة ومع الدفاعات مهما كانت قوتها، حيث سيكون هجوم الدحيل مسلحا بما لديه من أسلحة يمكن أن تستغل في الوقت المناسب ويقف في المقدمة منهم المحترف المغربي يوسف العربي هداف الدوري والمعز علي رغم انه سيفتقد قائده المساكني، ومن يلعب بديلا للمساكني يسعى إلى ان يكون حضوره قويا في فريقه لاسيما انه قد يكون تحت المقارنة، لكن الأدوات موجودة في الدحيل ويمكن ان يلجأ بلماضي إلى الاقدام على بعض التغييرات المحدودة أو يعيد نام تاي للعب خلف المهاجمين كما ان اسماعيل محمد من اللاعبين الذين يمكن ان يمثلوا حضورا جيدا في المباراة اذا ما وظف قدراته التي يتمتع بها وهو لاعب يبحث عن مساحات والتي يحسن استغلالها بطريقة مناسبة ويسعى الهجوم في الدحيل إلى ترك بصمة قوية أمام الريان في بطولة مهمة ومواجهة يمكن ان تقود إلى اللقب، والدحيل يملك من المهاجمين الذين يمتازون بالقدرة على الاختراق مهما كان ضيق المسافة التي تحدد من قبل المدافعين فضلا عن الاختراقات التي يجيدها نام تاي سواء تواجد في الجانب الهجومي أو خلف المهاجمين من العمق تارة ومن الجانب تارة اخرى وايصال الكرات العرضية صوب المنطقة الخطرة وهو ما يضع دفاع الغرافة أمام تحد كبير لاسيما انه افتقد إلى الكثير من اللاعبين الجيدين ومنهم المهدي ودي سيلفا، وهو ما ترك اثره على الخط الخلفي وحاول بولنت ان يستفيد اماداو بالدفاع رغم ان إمكاناته رائعة في الوسط لكن الحاجة اضطرته، لذا فان عودة أي منهما يمكن ان تمثل تأمينا جيدا للفهود في الخط الخلفي مع منقذ محمد ويوسف مفتاح، وقد تكون هناك خيارات اخرى للمدرب بولنت تمليها ظروف الفريق.
هجوم الغرافة والتحدي الكبير
هجوم الغرافة هو الآخر لا يقل بشيء عن هجوم الدحيل حيث يتواجد فيه طارمي وشنايدر واحمد علاء وهو هجوم يملك الخبرة في التعامل مع المواقف الرقابية التي يمكن ان تفرض عليه من الدفاعات، وهو ما يمثل قوة ضاربة يمكن ان تربك دفاعات الدحيل، حيث ان طارمي من المهاجمين الهدافين الذي يمكن أن يوظف قوته وقدرته في صالح فريقه، فضلا عن مؤيد حسن كلاعب يؤدي ما هو مطلوب منه، فضلا عن شنايدر الذي دائما ما يسجل اهدافا اكثر من رائعة مما يجعل ذلك المهمة كبيرة أمام لاعبي الخط الخلفي للدحيل الذي يقوده لوكاس وتراوري ومحمد موسى وسلطان بريك أو نجد المتألق بسام هشام في مركز قلب الدفاع، وان خط دفاع الدحيل جيد ومتمرس ويملك الخبرة الكبيرة التي يمكن ان تسهم في توظيفها في التعامل مع المد الهجومي للفهود، المعزز بوسط جيد من خلال مادابو الورقة الرابحة للفريق، ويبقى لاعب الوسط امادو احد العناصر الفاعلة في منطقة العمليات ومعه عبد العزيز حاتم، وهناك اكثر من خيار في الوسط من قبل بولنت، وان الحسبة بين المدربين ستجعل من التعامل مع المباراة دقيقا، حيث لا يوجد تعويض فيها، ومن يقبض على النقاط يصل إلى النهائي.
أبرز الملامح الهجومية
ان الهجوم من الاطراف سيخلق تحديا كبيرا في اللقاء وهو ما يجعل التحسب قائما من قبل المدربين والدخول في حسبة تكتيكية للتعامل مع مجريات المباريات وايجاد الحلول من خلال القراءة الجيدة، وكل طرف يملك من هو جيد بالاطراف، الا ان اللعب من الجانب بأداء سريع يوفر كرات مهمة صوب المنطقة الخطرة والتي ينتظرها طارمي كونه يجيد التعامل مع الكرات الرأسية، بما ان اسلوب المدرب بولنت عادة ما يعتمد على العمق والاطراف فإنه اليوم أمام عملية البحث عن ايجاد حلول تعزز من ذلك واكيد انه يمكن ان يوظف أي لاعب تتوافر فيه امكانية اجادة اللعب الجيد على الاطراف والقدرة على التوغل السريع والتمرير صوب المنطقة الخطرة، والدحيل ايضا لديه قدرة عالية في اللعب على الجانب ويملك بعض اللاعبين الذين يمكن ان يكونوا قوة فاعلة وتتمثل بصعود سلطان بريك اسماعيل محمد وحتى نام تاي بما لديه من سرعة ومهارة، الا ان رهانه لا يرتكز على الاطراف وحدها بقدر ما يملك من يجيد اللعب من العمق ايضا، من دون شك ان قوة المهاجمين تفرض على المدربين ان يلجؤوا إلى فرض الرقابة المنظمة على مصادر الخطورة خلال مديات محددة للاعبين والانقضاض على الهجوم في الوقت المناسب قبل بلوغ الخطر للمرمى، وهذا ما يجعل بلماضي وبولنت من ضمن رهانهما على التنظيم الدفاعي لاسيما ان ادوات الرقابة المنضبطة موجودة في صفوف المدافعين حيث تحدثنا عن دفاع الدحيل الذي سيقوده لوكاس، وهذا الخط يمتز بالقوة البدنية والقدرة الفنية وهو ما يجعل المهاجمين أمام تحد كبير ويفرض عليه ايجاد الحلول المناسبة، وهذا يعني ان هجوم الغرافة سيبحث عن اقصر الطرق للوصول إلى مرمى كلود امين، كما ان ذلك ينطبق على هجوم الدحيل بوجود العربي والمعز ونام تاي واسماعيل محمد.
الوسط.. المرجح الأهم!
ومن دون شك ان الوسط سيكون كلمة السر في المواجهة لما له من أهمية في ترجيح الكفة في هذا الجانب أو ذاك، حيث من يمسك بمفاتيح اللعب سيكون الأقرب إلى الفوز في المواجهة الكبيرة اليوم، حيث سيكون في وسط الدحيل كل من كريم بوضيف ونام تاي ولويز مارتن وهي اسماء لامعة في منطقة العمليات وتجيد الدفاعات بذات القدرة الهجومية وتمويل المهاجمين بالكرات الخطرة والمشاركة الفاعلة في التواجد بالامام، وهذا ربما يجعل مهمة وسط الغرافة كبيرة مع التسليم بان وسط الفهود يملك عناصر متمكنة امثال عاصم مادابو وعبد العزيز حاتم واذا ما تقدم امادو للوسط أو اشترك خالد عبد الرؤوف، وبما ان المواجهة تبدأ من الوسط فان كل فريق سيرمي بثقله فيها وصولا إلى النتيجة الإيجابية، مع التأكيد ان لعبة التكتيك ستكون حاضرة بقوة من قبل المدربين بولنت وبلماضي وهما يعرفان بعضا جيدا وسبق ان تواجها في الموسم الأخير فضلا عن معرفتهما ايضا بمصادر القوة ونقاط الضعف، ومعرفة قدرات اللاعبين وأسلوب اللعب وان بعض الجزئيات البسيطة قد تكون الكلمة الفصل في المواجهة الكبيرة، ومن يمسك بمجريات الأمور في منطقة العمليات سيكون الأقرب للوصول إلى منصة التتويج في كأس قطر.
copy short url   نسخ
22/04/2018
1545