+ A
A -
تحقيق- نجوى إسماعيل
أكد خبراء بالقطاع السياحي بالسوق القطري أن شهادة «مرحباً بالصينيين» التي تم منحها لـ«15» فندقاً في قطر مؤخراً، والتي تحظى باعتماد وزارة الثقافة والسياحة الصينية وأكاديمية السياحة الصينية هي نقلة مهمة للتوسع في السوق الصيني والذي يعتبر من أكبر الأسواق المصدرة للسياح عالمياً حيث يصدر أكثر من مائة مليون سائح للخارج سنوياً. وتوقع المتحدثون في تحقيق لـ الوطن الاقتصادي أن ترتفع نسبة الزوار الصينيين إلى قطر في المواسم القادمة بنسبة عالية وبالتالي أن يسهموا في زيادة الدخل من القطاع السياحي وذلك عبر إنفاقهم خلال إقامتهم في البلاد موضحين أن السلوك الذي يمتاز به السائح الصيني خلال السفر هو بالإنفاق على المنتجات الباهظة الثمن مثل الساعات، المجوهرات والملابس من الماركات العالمية، كما أنه يقيم في فنادق فاخرة أو في فنادق من فئة الأربع نجوم، وهو ما سيؤدي إلى رفع العائدات من القطاع السياحي نتيجة لإنفاقهم المرتفع.
وأشاروا إلى استعداد القطاع الفندقي والسياحي في قطر التام لاستقبال وفود سياحية صينية في المواسم القادمة نظراً لتوفر كافة العوامل المشجعة لهم للقدوم إلى قطر ولقضاء إجازة متكاملة فيها في ظل الشروط المتوفرة والتي اعتمدتها الفنادق ومكاتب السياحة تجهيزاً لاستضافة هذه الوفود، لافتين إلى أن السائح الصيني لديه متطلبات خاصة واحتياجات معينة تقتضي ضرورة التجهيز لها وأهمها عامل اللغة والطعام ووسائل راحة خاصة.
تدفق متوقع
بداية، قال بلال القادري، مدير عام فندق ومنتجع فريج شرق: إن السوق الصيني يحتل أهمية كبيرة ليس فقط لقطر بل عالمياً حيث يعتبر من أكبر الأسواق المصدرة للسياح في العالم متوقعاً أن يتدفق السياح الصينيون كوفود بشكل خاص في المواسم المقبلة، علماً بأن الفندق استقبل العديد منهم خلال الموسم الحالي ومنذ إعلان دولة قطر لقرار إعفائهم من تأشيرات الدخول من بين 80 دولة، لافتاً إلى أن استقبال شركات سياحية من الصين تزور قطر بهدف الاطلاع على المرافق السياحية فيها من أجل الترويج لها أمام عملائهم في بلادهم.
وأكد «القادري» أن التدفق الصيني سوف يسهم في رفع مساهمة السياحة في الدخل الوطني من خلال ما سينفقه هؤلاء السياح، مشيراً إلى أنهم غالباً ما يختارون الفنادق من فئة الخمس نجوم ويحرصون على ممارسة الأنشطة السياحية كافة وزيارة أهم المرافق في البلاد، كما أن قيامهم بالرحلات كوفود يسهم في رفع العائدات بشكل أكبر مما ينعكس على أداء القطاع السياحي كافة كالفنادق، المطاعم، المواصلات، وكافة أماكن الزيارة.
ولفت مدير عام فندق ومنتجع فريج شرق إلى أهمية التركيز المكثف من قبل الهيئة العامة للسياحة على التوسع في السوق الصيني من خلال المشاركة في المعارض السياحية وعقد الشراكات مع الجانب الصيني، مشدداً على الدور الذي تلعبه الهيئة داخل البلاد، حيث تقوم بتجهيز الفنادق لاستقبال الصينيين من خلال برنامج «مرحبا بالصينيين» والذي كان فندق ومنتجع فريج الشرق من بين الفنادق التي حصلت على شهادة البرنامج، حيث قام بتوفير كافة الشروط اللازمة لاستقبالهم، كاللغة والطعام ووسائل الراحة وكذلك دفع الفواتير عن طريق بنك الصين «يونيون باي»، مضيفاً أن الفندق التزم بتوفير كافة الاحتياجات بأعلى المستويات حتى التفاصيل الصغيرة مثل إتاحة الصحف الصينية، وإعداد الشاي الصيني وبث قنوات تليفزيون الصين المركزي، وغيرها من الأمور التي تحتل أهمية مهمة للسائح الصيني حيث إن متطلباته تختلف عن أي سائح آخر، منوهاً إلى تقديم مزايا خاصة للصينيين مثل تخفيضات وعروض معينة وتقديم الإفطار الصيني.
وشدد على أهمية التواصل مع الوفود الصينية بلغتهم الأم حيث يعتبر هذا العامل أساسياً في جذبهم ولذلك فإن الفندق سيخصص الموظفين الصينيين لديه لتقديم الخدمة لهؤلاء السياح بما يوفر لهم إمكانية التواصل باللغة الأم مما يتيح لهم الحصول على خدمات افضل.
وأشار إلى أن تواجد الفندق في الصين لا ينقطع، حيث يتعاون مع الهيئة العامة للسياحة ليشارك في المعارض السياحية الكبرى التي تقام هناك، بهدف الترويج لدولة قطر كوجهة سياحية في السوق الصيني وكذلك للتعريف بالقطاع الفندقي والخدمات التي يقدمها.
دخل عالٍ
بدوره، قال خالد لقموش، مدير عام سفريات المفتاح إن قطر باتت مستعدة لاستقبال الوفود الصينيين بفضل الإنجازات المهمة التي تحققت في الفترة الأخيرة وخصوصاً قرار إعفاء المواطنين الصينيين من تأشيرات الدخول إلى البلاد مما رفع من نسبة إقبالهم لافتاً إلى أن سفريات المفتاح تستقبل بشكل مستمر العديد من طلبات الحجوزات في مواسم مختلفة وذلك منذ إعفائهم من التأشيرة.
وأشار لقموش إلى أن السائح الصيني يتميز بإنفاقه العالي حيث يتوقع أن يسهم في رفع الدخل من القطاع السياحي في قطر وذلك يظهر من خلال الرغبة في الحجز في فنادق من فئة خمس نجوم وبعضهم يحجزون في الأربع نجوم، والإقامة في البلاد لمدة لا تقل عن 7 أيام، وبكونه يسافر ضمن مجموعات سياحية فإن حجم الإنفاق يكون أعلى، ويعود بالفائدة على كافة المرافق السياحية في البلاد.
ولفت إلى أن السائح الصيني معروف بأنه يرغب في اقتناء منتجات باهظة الثمن من أفخم الماركات العالمية مثل الساعات، المجوهرات، الألبسة، الحقائب وغيرها، لذلك فإن حجم إنفاقهم غالباً ما يكون مرتفعاً، حيث بلغ في العام 2016 حوالي 261 مليارا في الدول التي زارها 135 مليون مواطن صيني حول العالم، وذلك وفقاً لإحصائيات نشرت مؤخراً، وبالتالي فإن التوقعات حول حجم الدخل الذي سيسهمون به من خلال زيارتهم لقطر عالية.
ووصف مدير عام سفريات المفتاح، توجه الهيئة العامة للسياحة إلى التركيز على السوق الصيني بشتى الطرق، بالخطوة الذكية والتي بدأنا نشهد نتائجها في الموسم الحالي، ونتوقع أن تشهد السنوات المقبلة إقبالاً متزايداً حيث أصبح قرار المواطنين الصينيين بالسفر إلى قطر قراراً سهلاً، بسبب عدم وجود أي عوائق أمامهم.
وأضاف أن استعداد القطاع السياحي في قطر لاستقبال الوفود الصينية يعتبر خطوة نوعية بدأت تتحقق نتائجها على الأرض، وذلك من خلال تسليم 15 فندقاً شهادة «مرحباً بالصينيين» والتي تترجم جاهزيتهم لتقديم كافة الخدمات التي يطلبها هؤلاء السياح، متوقعاً أن تشهد هذه الفنادق الـ15 الإقبال الأكبر من قبلهم بسبب وسائل الراحة التي ستقدم لهم والتي تم تخصيصها بما يتناسب مع احتياجاتهم وأذواقهم، وعلى رأس هذه العوامل اللغة، حيث يتميز السائح الصيني بتمسكه بالحديث بلغته الأم حتى عندما يسافر للخارج.
تبادل سياحي
من جهته، قال جهاد الأسمر، مدير عام سفريات البندري، إن المرحلة المقبلة ستشهد تبادلاً سياحياً أكبر بين قطر والصين بفضل التعاون القائم بين المسؤولين بالقطاع السياحي في البلدين، مؤكداً أن استقبال الضيوف لن يقتصر على القادمين من الصين إلى قطر بل أيضاً سيسافر العديد من المواطنين والمقيمين في دولة قطر إلى الصين بكثافة أكبر من الماضي، حيث باتت الصين تبرز بشكل أكبر كوجهة سياحية جاذبة للسوق القطري بفضل مقوماتها المهمة مما يجعلها من الوجهات المستكشفة والتي لا تقتصر زيارتها على الأعمال التجارية وحسب.
وأشار الأسمر إلى أن التوقعات المتعلقة بحجم الإنفاق للسياح الصينيين في قطر خلال السنوات المقبلة، يمكن تقديرها من خلال الاطلاع على عاداتهم خلال السفر، والتي تتشابه مع عادات اليابانيين، والذين يقومون بالإنفاق على شراء منتجات إلكترونية وهو ما لاحظناه خلال السنوات الماضية، مثل التليفزيونات وغيرها، وذلك بفضل الأسعار التي تعد أقل من الأسعار في بلادهم، ويتوقع أن يحرص الصيني على اقتناء منتجات مشابهة بفضل النوعية الجيدة في قطر والأسعار المناسبة وهو ما سيسهم في رفع الدخل من خلال الإنفاق المرتفع.
وشدد على أهمية توفير احتياجات السائح الصيني كعامل أساسي لجذبه إلى قطر، وخصوصاً توفير الطعام الصيني له والذي يتم تحضيره من قبل طهاة صينيين على الأصول حيث يعتبر السائح الصيني انتقائياً جداً في ما يتعلق بالطعام، مشيداً بتعاون الهيئة العامة للسياحة مع جهات صينية من أجل توفير هذه الاحتياجات ومن بينها برنامج «مرحباً بالصينيين» والذي سيضمن تدفقاً أكيداً للصينيين إلى بلادنا حيث يحرص على تقديم الخدمات اللازمة لتحسين تجربتهم داخل قطر وحصولهم على أقصى درجات الراحة من خلال التزام الفنادق بقواعد هذا البرنامج.
جاهزية القطاع السياحي
كانت الهيئة العامة للسياحة قد أقامت حفلاً لتكريم شركاء القطاع السياحي في قطر ممن أصبحوا جاهزين لاستقبال الزوار الصينيين والمجموعات السياحية الصينية، وذلك بعدما استوفوا متطلبات الاعتماد التي أقرّتها الهيئة العامة للسياحة في قطر ووزارة الثقافة والسياحة في الصين.
ويضم أعضاء القطاع الذين تم تكريمهم 6 شركات لإدارة الوجهات السياحية والتي تمكنت من تلبية متطلبات الهيئة العامة للسياحة لاستضافة المجموعات السياحية الصينية. كما تم تأكيد اعتماد هذه الشركات لدى وزارة الثقافة والسياحة الصينية، ما يعني أنها أصبحت جاهزة لتلبية احتياجات وكالات السفر الصينية التي تتطلع إلى تنظيم العطلات السياحية للمجموعات والأفراد على السواء، وذلك بدءا من شهر مايو.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد نال 15 فندقاً شهادة «مرحباً بالصينيين»، والتي تحظى باعتماد وزارة الثقافة والسياحة الصينية وأكاديمية السياحة الصينية، وذلك عبر شريكها الحصري في التوزيع لأنحاء العالم «سيليكت هولدنج».
وتفيد هذه الشهادة بأن الفنادق الحاصلة عليها لديها من المرافق ووسائل الراحة ما يتيح لها تقديم مستويات مُثلى من الضيافة للسائحين الصينيين والترحيب بهم، مثل السماح لهم بسداد قيمة مشترياتهم من المنتجات والخدمات عبر بنك الصين «يونيون باي» واستقبال بث قنوات تليفزيون الصين المركزي وإتاحة الصحف الصينية وتوفير الماء الساخن في غرف الضيوف (لإعداد الشاي الصيني) وخدمة الإنترنت المجانية. أما الفنادق الحاصلة على المستوى الذهبي من الشهادة فسوف يتعين عليها تقديم خدمات إضافية مثل توفير موظفين يجيدون التحدث باللغة الصينية وتقديم عروض ترحيبية وتخفيضات خاصة للضيوف الصينيين.
copy short url   نسخ
22/04/2018
2179