+ A
A -
الدوحة - قنا - أكد سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي، أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يسعى إلى بناء «ميثاق أمني» للشرق الأوسط على غرار منظومة الاتحاد الأوروبي.
وقال سعادته، في تصريحات صحفية، بمناسبة زيارة سمو الأمير المفدى الأخيرة إلى بلجيكا، إن دولة قطر تهدف من خلال هذا الميثاق إلى ضمان عدم فرض حصار كالذي تعرضت له على أي بلد آخر، وأن تنشأ منصة لحل النزاعات في المنطقة، مع توفير كافة الإمكانيات للدول والمنظمات التي ترغب في الالتحاق بتلك المنصة، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية أو حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يعتبر مثالا يحتذى بالنسبة لدولة قطر، قائلا «إننا نريد استقرارا مماثلا لاستقرار الاتحاد الأوروبي من خلال الحوار والحديث عن الأمن، فالسبيل الوحيد لمكافحة الإرهاب هو أن نعمل سوياً».
كما جدد سعادة مدير مكتب الاتصال الحكومي إدانة دولة قطر للإرهاب، وتأكيدها على ضرورة العمل المشترك لمعالجة جذوره وتحديد أسبابه، حتى لا تتكرر مرة أخرى التفجيرات التي شهدتها مدينة بروكسل، والتي تحل ذكراها السنوية الثانية هذا الشهر.
وحول الآثار الاجتماعية التي ترتبت على الحصار المفروض على دولة قطر منذ الخامس من يونيو 2017، قال سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي إن الحصار خلق نوعا من المشقة الاجتماعية للأسر القطرية، فالمواطنون لم يعد بإمكانهم رؤية أسرهم وعائلاتهم في الدول المجاورة، كما بات صعبا عليهم الذهاب إلى الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج.
وأضاف «لكسر حدة هذه الأزمة، فإن قطر ترى حلا واحدا.. يجب علينا استئناف الحوار، فآلاف الأشخاص يعانون من هذا الوضع».
ونفى سعادته أي علاقة لدولة قطر بتمويل الإرهاب من قريب أو من بعيد.. مطالبا دول الحصار بتقديم أية أدلة بهذا الشأن إذا كانت لديهم.
وقال «إنهم يريدون تبرير العقوبات من خلال إثارة نعرة مكافحة الإرهاب، لكنهم لم يتطرقوا لمناقشة هذه القضية أبدا قبل فرض الحصار».
كما أشار سعادته إلى أن دول الحصار تتهم دولة قطر كذلك بالسماح لبعض مواطنيها الأثرياء بدعم الإرهاب، كما ورد في قوائم أعدتها الدول الأربع، مشدداً في هذا الصدد على أن «هذه القوائم لا أساس لها من الصحة، ونحن في قطر لدينا إجراءات تطبق لمكافحة الإرهاب، ولا ندع أي أحد يدعم الإرهابيين».
وأكد سعادة مدير مكتب الاتصال الحكومي، في تصريحاته، أن نفوذ دولة قطر نما على الساحة الدولية على مدار الخمسة عشر عاما الماضية بفضل نجاح الدبلوماسية القطرية في حل النزاعات في أكثر من مكان، إلى جانب فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 لكرة القدم، والطفرة في قطاع الطاقة والتنمية، بالإضافة إلى تأثير قناة «الجزيرة» وانتشارها عالميا.. مبينا أن كل هذا جعل بعض الدول تعتقد أن تطور وتقدم دولة قطر على كافة الأصعدة بخطى سريعة جدا سيؤثر عليها، لذلك تسعى تلك الدول من خلال الحصار إلى تحجيم دور قطر.
وقال سعادته «لقد كنا نشيطين جدا على مدى السنوات الماضية على الصعيدين الدولي والمحلي.. نحن نريد تحقيق مزيد من الاستقرار في العالم».
وحول رؤية دولة قطر لثورات الربيع العربي، قال سعادته إن هذه الثورات بدأت من خلال شعوب تسعى لمزيد من المساواة والعيش بكرامة وهو ما رحبت به دولة قطر واعترفت بحق تلك الشعوب في الحصول على حقوقها من خلال التواصل مع حكومات الدول التي حدثت فيها تغييرات ومنها جماعة «الإخوان المسلمون» في وقت من الأوقات حينما كانوا في السلطة ولكن لم ندعم أفرادا أو مجموعات أو أحزابا.
وبشأن سوريا، أكد سعادة مدير مكتب الاتصال الحكومي إدانة دولة قطر لما يحدث من قبل قوات النظام السوري بحق الشعب السوري.. وأضاف أن «نظام بشار الأسد تسبب في أضرار لا رجعة فيها، فقد استخدم العنف ضد شعبه وهيأ الطريق أمام انتشار الإرهاب»، مؤكدا رفض دولة قطر لتنظيم «داعش» وحرصها على إنشاء استراتيجية مشتركة مع كافة دول المنطقة لمرحلة ما بعد «داعش».
copy short url   نسخ
09/03/2018
2183