+ A
A -
عواصم- وكالات- تستقطب تطورات الأوضاع في الغوطة الشرقية بريف دمشق أنظار الإعلام العالمي حيث تتوالى التقارير التي تنقل سوء أوضاع المدنيين المحاصرين وسط استمرار الغارات الوحشية للنظام ومحاولته انفاذ مخطط جديد لـ «تقسيم الغوطة إلى شطرين».
وقال إعلاميون أمس ان النظام السوري شن هجوما جديدا بالأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية ويأتي هذا الهجوم متجاهلا تهديد واشنطن وباريس بشن ضربات في حال توفر «أدلة دامغة» على استخدام نظام الأسد السلاح الكيميائي. وكانت الرئاسة الفرنسية قالت إن الرئيسين الفرنسي والأميركي إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب تعهدا بـ «عدم التسامح أو الإفلات من العقاب» لأي استخدام آخر للسلاح الكيماوي في سوريا. وأوضحت الرئاسة في بيان الجمعة الماضي، أن ماكرون شدد على «أنه في حال ثبت استخدام سلاح كيماوي أدى لمقتل مدنيين، فسيكون هناك رد حازم بالتنسيق مع الحلفاء الأميركيين».
وكانت الولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي أوصت بتشكيل لجنة تحقيق جديدة حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، بعد ورود تقارير جديدة تفيد باستخدام هذا السلاح في الهجمات العنيفة التي يشنها النظام ضد الغوطة.
ويدعو مشروع القرار المقدم من واشنطن إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية تحت اسم «آلية التحقيق الأممية المستقلة» (يونيمي) بتفويض لمدة سنة واحدة، تتولى تحديد المسؤولين عن هجمات السلاح الكيماوي في سوريا.
ويعتقد مراقبون أن هذا المشروع لن يرى النور، وسيواجه على الأرجح باستخدام الروس لحق النقض «الفيتو» لمنع تمريره على غرار الكثير من القرارات التي أفشلتها موسكو في غضون ذلك نفت مصادر معارضة مزاعم النظام السوري عن تمكن قواته من شطر الغوطة الشرقية إلى قسمين، بعد السيطرة ناريا على الطريق الواصل بين دوما- حرستا- عربين، كما نفى «جيش الإسلام» ذلك، مؤكداً أن «العمليات العسكرية ما زالت مستمرة لصدّ تقدم النظام». وقال معارضون ان الغوطة «خط احمر «ولا يمكن السماح للأسد بتنفيذ مخططه بتقسيمها قائلين ان الأسد ليس بمقدوره «تنفيذ مخططه الشرير»
وكان الإعلام الحربي التابع لـ «حزب الله» اللبناني قد اعلن مسبقا إن قوات النظام سيطرت على كامل بلدة بيت سوى، وتقدمت في بساتين مسرابا، وباتت على مقربة من قوات النظام التي تحاول التقدم في محور مديرا من جهة ثكنة إدارة المركبات.
بدورها، أكدت مصادر محلية معارضة حصول تقدم لقوات النظام في منطقة مزارع الأفتريس، ومناطق في بلدة بيت سوى والبساتين المحيطة بها جنوب بلدة مسرابا، وهذا قد يقرّبها من فصل دوما عن بقية مناطق الغوطة الشرقية، عبر رصد طريق دوما حرستا عربين بالمدفعية.
وأوضحت المصادر أن السيطرة النارية على ذلك الطريق، لا تفرض بالضرورة قسم الغوطة الشرقية إلى قسمين، بسبب وجود طرق ترابية وأنفاق واصلة بين البلدات.
من جهته، أكد المتحدث باسم أركان فصيل «جيش الإسلام» المعارض، حمزة بيرقدار، في تصريح صوتي له، حصول «تقدم بسيط» لقوات النظام في محور بلدة بيت سوى جنوب بلدة مسرابا، مشيرا إلى أن «العمل جار لاستعادة زمام الأمور في ذلك المحور».
كما نفى مصدر من «حركة أحرار الشام» تمكن النظام من قسم الغوطة إلى شطرين، مشددا على أنه «تم شن هجوم معاكس أمس على محور حرستا، وتمت استعادة السيطرة على النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام في محور المشافي».
وتسعى قوات النظام السوري إلى فصل الغوطة الشرقية إلى جزئين، وقطع التواصل بين المناطق التي يسيطر عليها «جيش الإسلام» والمناطق الخاضعة لـ «فيلق الرحمن» و«حركة أحرار الشام».
وتشكل دوما حاليا الجزء الشمالي من الغوطة الشرقية، وتلاصقها مدينة حرستا وبلدة بيت سوى، فيما يضم القسم الجنوبي بلدات ومدنا أهمها بيت سوى وحمورية وعربين وجسرين وعين ترما وسقبا، وزملكا. إلى ذلك تواترت التقارير الاعلامية عن مجزرة جديدة للنظام استخدم فيها أسلحة كيميائية. وقد أكد أطباء في الغوطة الشرقية تعرض العشرات من المدنيين إلى الاختناق جراء استنشاق غازات سامة عقب قصف النظام للمنطقة.
وبحسب المرصد، فقد أصيب نحو 60 شخصا على الأقل بصعوبات في التنفس في وقت متأخر الأربعاء في بلدتي حمورية وسقبا، عقب ضربات جوية شنّها الطيران الحربي التابع للنظام وروسيا، التي نفت في السابق استهدافها للغوطة. وأكد أطباء في مؤسسة طبية في الغوطة معالجة 29 مصابا على الأقل، ظهرت عليهم عوارض التعرض لغاز الكلور، بحسب الجمعية الطبية السورية الأميركية، وهي منظمة غير حكومية تقدم الدعم للمراكز الطبية في سوريا.
copy short url   نسخ
09/03/2018
3993