+ A
A -
كتب- بكر بهجت

وضعت قطر تطوير قطاع الخدمات اللوجيستية والبنية التحتية على رأس اهتماماتها طوال السنوات الماضية، الأمر الذي وصل بها إلى تلك المكانة المرموقة على الصعيد الاقتصادي وجنبها أي تأثر سواء بانخفاض النفط قبل ثلاثة أعوام، أو تداعيات الحصار الجائر، وهنا تكمن كلمة السر.
ورأى الخبراء أن قطر حصنت نفسها بمشروعات البنية التحتية منذ إعلان فوزها بتنظيم كأس العالم 2022، حيث انطلقت آلة الإنشاءات القطرية بلا توقف، واستقطبت كبرى الشركات العالمية للعمل في التجهيزات الخاصة بهذا الحدث الضخم، مشيرين إلى أن تلك المشروعات كانت نقطة انطلاق نحو التنمية وحائط صد منيعاً أمام أي تأثر بتقلبات المنطقة.وأضافوا أن المشروعات العملاقة التي يجري العمل عليها في قطر قفزت بها إلى مراتب متقدمة بين أكبر الاقتصادات العالمية في غضون سنوات قليلة، الأمر الذي ساعدها أيضا في تخطي الأزمة النفطية ودخول مرحلة التنويع الاقتصادي في فترة زمنية وجيزة، لافتين إلى أن كبرى الشركات العالمية تسابقت على دخول السوق القطري خلال الأعوام الماضية، كما أن الشركات القطرية استفادت كثيراً وأصبحت تمتلك إمكانيات ضخمة.
ومؤخراً كشف التقرير الصادر عن مؤسسة أجيليتي للأسواق الناشئة للعام الجاري، والمختص بدراسة حالة قطاع اللوجيستيات حول العالم، أن الاقتصاد القطري سينمو بقوة هذا العام، ولا سيما في القطاع اللوجيستي، الذي حققت فيه قطر تفوقاً في النقل البحري والجوي على حد سواء.
وأكد المؤشر أن قطر استثمرت بشكل كبير في مراكز الخدمات اللوجيستية، والمناطق الاقتصادية الخاصة، والبنية التحتية للموانئ وشبكات الطرق في عام 2017، مما تسبب في فشل محاولات السعودية والإمارات في حصارها اقتصادياً ودبلوماسياً، حتى استطاعت الدوحة أن تحتل المركز الـ11 بين أفضل 50 دولة عالمية في هذا القطاع،كما أنها الأسرع فيما يخص التقدم الذي أحرزته هذا العام مقارنة بالعام الماضي على المؤشر، وبالدول الخليجية الأخرى.
الخبير الاقتصادي الدكتور ميسر صديق قال إنه خلال الأعوام الأخيرة ومنذ إعلان فوزها يتنظيم كأس العالم 2022 بدأت قطر في السير بخطى ثابتة بهذا القطاع، ونجحت في استقطاب كبرى الشركات العالمية للعمل وفقاً للخطة التى تم وضعها لتنفيذ المشروعات المتعلقة بالمونديال، مضيفاً أن القطاع العقاري القطري شهد تسارعاً كبيراً في النمو ويتميز نتيجة زيادة الطلب على المنشآت والوحدات التجارية في ظل استهلاك الدولة لبعض العقارات للمشاريع الكبرى الجديدة، لأن هناك توقيتاً الجميع يعمل من أجله وهو الاستعداد لكأس العالم بقطر لتجهيز البنية التحتية.
وأضاف أن الاقتصاد القطري شهد نمواً متسارعاً في السنوات الماضية، حيث سجل معدلات نمو مرضية جداً بالتزامن مع الانخفاضات التي شهدتها أسعار النفط، وأيضا الأزمة الخليجية، مشيراً إلى أن القطاعات غير النفطية ساهمت وبشكل فاعل في زيادة نسب النمو الاقتصادي وخاصة مشاريع البنية التحتية العملاقة المتعلقة بكأس العالم لعام 2022، وتزايد النمو السكاني السريع نتيجة لتدفق الأيدي العاملة المهاجرة.
وتابع صديق أن هناك منافسة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط بين مختلف الشركات العربيية والأجنبية، على قطاع المقاولات الذي شهد تطورات كبيرة في الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة في ظل الطفرة المعمارية التى تحققت في العديد من الدول، الأمر الذي أدى إلى حدوث نشاط كبير في قطاع المقاولات، مؤكدا أن الشركات القطرية أوجدت لنفسها مكانة كبيرة داخل هذا السوق العملاق.
من جانبه قال الخبير العقاري متعب راشد الصعاق إن العمل المستمر والدؤوب في مشروعات البنية الأساسية الخاصة باستعدادات كأس العالم أضفى على القطاع العقاري القطري قوة كبيرة، وزاد من خبرات الشركات المحلية من خلال تعاونها مع كبرى الشركات العالمية، مشيرا إلى أن هذا القطاع ساهم كثيرا في الحفاظ على معدلات التشغيل وتعويض الفجوة التي أحدثها انخفاض النفط.
وأضاف الصعاق أن جذب الشركات الأجنبية يتطلب توفير العديد من المحاور يأتي في مقدمتها ملف البنية الأساسية من طرق وكهرباء وصرف ومياه، وكلها مشروعات ذات عائد كبير وتحتاج لعمالة كثيفة، مؤكدا أن إسناد تلك المشروعات للشركات المحلية سيسهم في حفاظها على مكانتها ورفع قدرتها التنافسية للعمل بمختلف الأسواق الخارجية.
وأكد أن القطاع العقاري القطري يتميز بنمو قوي متسارع مستفيدة من انطلاقة البنية التحتية، مشيراً إلى أن الاقتصاد القطري يمتلك مقومات قوية تؤهله لصدارة الاقتصاديات العربية خلال السنوات القليلة المقبلة، وتحقيق أعلى نمو في العالم وأشاد بالسياسة التى تم اتباعها والخاصة بتوزيع مصادر الثروة في قنوات حقيقية في شرايين الاقتصاد.
ولفت إلى أن قطر تشهد نهضة عمرانية وإقبالاً كبيراً من المستثمرين للاستثمار في القطاع العقاري القطري خاصة في ظل توجه قطر لإقامة مشروعات ضخمة تتناسب والحدث الضخم تنظيم مونديال كأس العالم 2022 مما يحقق طفرة غير مسبوقة في إقامة المشروعات العملاقة كما يتطلب سوق العقار القطري استكمال كل مشاريع البنية الأساسية بدولة قطر وإقامة مشاريع في شتى المجالات مما أوجد فرصاً استثمارية ضخمة بقطر وأوجد إقبالاً غير مسبوق من المستثمرين العرب والأجانب.
من جانبه قال فؤاد زيدان الخبير الاقتصادي إن قطر تعد الأبرز خليجياً في تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل، وذلك بالاتجاه إلى جذب كبرى الشركات للعمل في البنية التحتية، وأنشطة تكنولوجيا المعلومات، مضيفا أن هناك العديد من القطاعات التنموية التى ركزت عليها قطر منذ إطلاقها خطة التنمية الاقتصادية وفى مقدمتها قطاع الاستثمار العقاري والقطاع الصناعي.
وأوضح زيدان أنه من المنتظر أن تتراوح الاستثمارات في مختلف المجالات خلال السنوات العشر المقبلة بين 150 مليارا و180 مليار دولار، موجهة أساسا للقطاعات غير النفطية والبنى التحتية، مشيرا إلى أن قطاع المقاولات في الوطن العربي شهد نموًا في بعض الدول العربية بنسبة تتراوح ما بين 6.7 % و7.5 % في العام الماضي، في حين انخفض في بعض الدول العربية بنسبة مساهمته في الناتج المحلي من 3.75 إلى 4.5 %.
ووفقاً لتقرير مجموعة اوكسفورد بيزنس غروب البريطانية فإن مشاريع البنى التحتية القطرية تبلغ 280.2 مليار دولار، حيث تم تخصيص 136.48 مليار دولار للبناء والتشييد، ومبلغ 103.4 مليار دولار لمشاريع البنى التحتية، و40.29 مليار لتطوير الطاقة.
وتعتبر المناطق اللوجيستية بجنوب دولة قطر والتي تم طرح أضخم المشاريع التنموية فيها خطوة مهمة في تحقيق سعي الدولة نحو تنويع قاعدة الاقتصاد ودعم تنافسية القطاع الخاص بما يؤدي إلى زيادة الحركة التجارية ودعم المنتج المحلي وتنويع أساليب الاستثمار غير الهيدروكربونية.
وجاء طرح أضخم المشاريع التنموية في المناطق اللوجيستية بجنوب الدولة، التي من المقرر أن تجذب استثمارات مباشرة بقيمة 30 مليار ريال تماشيا مع توجيهات القيادة الرشيدة، بإطلاق ومتابعة تنفيذ المشاريع التنموية التي تهدف إلى جعل قطر مركزاً إقليمياً للاستثمارات والخدمات اللوجيستية وزيادة تنافسية القطاع التجاري، وكذلك تشجيع القطاع الخاص للمشاركة والمساهمة بشكل فعال في الخطة التنموية للدولة وفقاً لرؤية قطر الوطنية 2030، حيث من المقرر أن تقود المناطق الجنوبية استراتيجية التنوع الاقتصادي وتغير خارطة الاستثمارات في الدولة. واللجنة اللوجيستية السياسات العامة لطرح مشروع المناطق اللوجستية بجنوب الدولة بشكل يضمن مشاركة وتلبية جميع فئات المستثمرين، كما يشجع صغار المستثمرين على المشاركة في هذا المشروع، الذي حدد لاكتماله في منتصف العام الجاري، ويهدف إلى تطوير وتشغيل المناطق اللوجستية بجنوب الدولة، لضمان تعظيم الاستفادة من هذه الاستثمارات قبل تنظيم بطولة كأس العالم 2022 وتعزيز مكتسبات القطاع التجاري واللوجيستي والصناعي بالدولة.
copy short url   نسخ
05/03/2018
4154