+ A
A -
كشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية واسعة الانتشار، عن وجود توترات بين السعودية والإمارات في اليمن بعد الاشتباكات المسلحة بين الفصائل اليمنية التي تدعمها الدولتان. وتحدثت الصحيفة في مقال تحليلي موسع حول إمكانية تأزم الوضع بين الحليفين في التحالف العربي «الرياض وأبوظبي»، خاصة في ما يتعلق بحرب اليمن وتحديداً الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن.
وقالت الصحيفة: «إن الأحداث التي تشهدها عدن عبر من الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات على الحكومة الشرعية في اليمن المدعومة من السعودية تعمق الانقسام بين أطراف التحالف العربي وتضعفه أمام الحوثيين، وذلك بعد ثلاث سنوات من التدخل العسكري في اليمن».
وأشارت الصحيفة إلى إفادة مسؤولين طبيين محليين بأن عدداً من الأشخاص قتلوا في صفوف القوات المسلحة اليمنية المتحالفة مع السعودية والإمارات في مدينة عدن الجنوبية، مما أدى إلى تعميق الخلاف بين القوات التي كانت على الجانب نفسه، لا سيما بعد أن اتهم رئيس الوزراء اليمني الأحد القوات الانفصالية الجنوبية التي تدعمها الإمارات العربية المتحدة بتنفيذ «انقلاب» بعد أن استولت على عدة مكاتب حكومية خلال مواجهات دامية في عاصمة البلاد المؤقتة عدن.
وذكرت الصحيفة أيضاً أن أسوأ اشتباكات بين الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات والقوات الموالية للحكومة السعودية تهدد بعرقلة جهودهم الحربية الموحدة ضد حركة الحوثيين الموالية لإيران بشمال اليمن.
وقالت الصحيفة إن المغامرة العسكرية ضد اليمن الأكثر فقراً والأقل استقراراً سياسياً ليس لها مثيل وإنها كانت تهدف إلى إرسال إشارة حاسمة بأنها ستعارض التوسع الإيراني في عقر داره، لكن اليمن مزقته ثلاث سنوات من الصراع، كما أن القتال بين الفصائل في الجنوب يزيد المعاناة.
وأشارت إلى تنديد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر بتحركات الانفصاليين الجنوبيين بأنه انقلاب، قائلاً إن الوضع يتجه نحو «مواجهة عسكرية شاملة.. وهو ما يعتبر هدية مباشرة للحوثيين وإيران».
وذكر شهود عيان أن مسلحين تم نشرهم في جميع أنحاء عدن، كما كان هناك إطلاق نار كثيف وانفجارات.
وقد استولى الانفصاليون المسلحون على قاعدة عسكرية رئيسية والعديد من المباني الحكومية من جنود موالين للرئيس عبدربه منصور هادي، حيث أفاد السكان بأن مئات المتظاهرين المؤيدين للمتظاهرين الجنوبيين قد تجمعوا في ساحة رئيسية. وقالت الصحيفة إن هذه المواجهات تأتي بعد انتهاء المهلة النهائية التي فرضها الانفصاليون على الحكومة للاستقالة أمس، وكانوا قد اتهموا حكومة هادي الأسبوع الماضي بالفساد وعدم الكفاءة وطالبوا باستقالتها.
وأشارت إلى قول محمد علي المقدشي، كبير المستشارين العسكريين للرئيس هادي، إن أي تحرك نحو تمرد سيجعل الجنوبيين أعداء.
وقال المقدشي: «لا يوجد فرق بين الحوثيين وأي شخص آخر متمرد على الحكومة الشرعية، بغض النظر عن من هم يسار، يمين، جنوب، شرق».
وحذر العديد من الكتاب والمحللين من خطورة تداعيات ما يجري في عدن؛ حيث اعتبر الكاتب السعودي جمال خاشقجي أن «ما يجري في عدن اليوم ضد المصلحة الاستراتيجية للمملكة، مثلما كان الانقلاب بمصر، والتخلي عن الثورة السورية، وأزمة الحريري، وتركيا والسودان»، حيث طالب بموقف حاسم للرياض لوقف ما وصفه بالمؤامرة.
وأضاف خاشقجي: «إن انهيار دولة الوحدة الآن، وفِي ظل ظرف الحرب والتشرذم اليمني لا يعني انفصال الجنوب كما كان قبل الوحدة، وإنما تشظيه إلى أقاليم شتى تريد هي الأخرى الاستقلال وذلك لا يخدم المملكة».
copy short url   نسخ
27/02/2018
969