+ A
A -
في الوقت الذي تؤكد فيه القوى الخارجية التي لعبت أدواراً قوية في الحرب السورية، عن حرصها على عدم توسيع الصراع، إلا أن أفعالها التنافسية على الأرض كفيلة بتصعيد المواجهة الدموية في سوريا، الأمر الذي تؤكده موجة العنف الأخيرة المستعرة على ثلاث جبهات، حيث تشن قوات وميليشيات النظام وبدعم روسي وإيراني حرب فعلية على المعارضة والسكان.
أحداث العنف المقترفة على ثلاث جبهات ومنذ أيام، تنذر بأن الصراع الطويل وصل لنقطة حاسمة، في الوقت الذي يتسابق فيه اللاعبون الرئيسيون لإرساء خطوط حمراء جديدة وتعظيم المكاسب في مرحلة ما بعد تنظيم داعش:
أولاً، ولإجتذاب الاهتمام الإعلامي أكثر من شيء آخر، أرسل الإيرانيون بطائرة مسيّرة باتجاه خط التماس في الجولان في حدث يتم تسجيله لأول مرّة، وعندما أسقطها الإسرائيليون، جاء الرد الإيراني المفاجئ باسقاط طائرة إف -16 إسرائيلية في حدث لم تشهده جبهة الجولان منذ عام 1982. تلا ذلك قصف جوي إسرائيلي مركز وحديث الإسرائيليين عن تدمير نصف القدرات الدفاعية الجوية السورية في هذه العملية.
ثانياً، ولنفس الهدف وهو اجتذاب الاهتمام، تم نشر تقارير تتحدث عن مصرع العشرات من المرتزقة الروس بعد استهداف موقع للقوات الخاصة الأميركية والمليشيات الحليفة شرق دير الزور، قابله قصف جوي وصاروخي أميركي عنيف على مدى ثلاث ساعات، فيما وصف بأنه أكبر وأخطر حادث عسكري بين الولايات المتحدة وروسيا منذ الحرب الباردة.
ثالثاً، دخلت القوات التركية شمال سوريا في مواجهتها مع حزب العمال الكردي الإنفصالي الذي تسمه تركيا والولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية بالإرهاب.
مع تلاشي خطر داعش عن سوريا، فإن منظومة اللاعبين التي ساعدت على تدمير البلاد على مدى سبع سنوات من الحرب، تعمل على فرض قواعد جديدة.
copy short url   نسخ
27/02/2018
827