+ A
A -
عواصم -وكالات - تصاعدت الإدانات الإقليمية والدولية للمجازر التي ينفذها نظام الاسد في الغوطة الشرقية ومناطق اخرى في سوريا.
وقصفت طائرات النظام مواقع مدنية قرب العاصمة السورية لليوم الخامس على التوالي أمس في الوقت الذي أطلقت فيه الأمم المتحدة نداء لوقف واحد من أعنف الهجمات الجوية في الحرب الأهلية الدائرة منذ سبع سنوات ومنع حدوث «مذبحة».
وتقول منظمات حقوقية ووكالات إغاثة إن أكثر من 300 شخص سقطوا قتلى في منطقة الغوطة الشرقية الريفية على مشارف دمشق منذ ليل الأحد وإن المصابين بالمئات.
ويتركز الاهتمام الدولي الآن على المحنة الإنسانية في الغوطة الشرقية التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة يعيشون تحت الحصار منذ سنوات. ويوم الأحد الماضي صعدت الحكومة قصفها للمنطقة بشدة الأمر الذي أدى إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين.
في غضون ذلك قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إنه واضح بشكل مأساوي الآن أن إضعاف تنظيم داعش لم يخلق فتحا للسلام في سوريا، وتساءلت في افتتاحيتها: من الذين تلطخت أيديهم بدم السوريين الأبرياء؟
وأضافت أنه بدلا من السلام في سوريا، فإن رئيس البلاد الشرير بشار الأسد وحلفاءه الداعمين له في كل من روسيا وإيران استغلوا نجاحات المعركة ضد تنظيم داعش لإطلاق جولة جديدة من المذابح ضد المدنيين.
يأتي ذلك بينما يقف قادة الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى -إلى حد كبير- متفرجين، لأنهم غير راغبين أو غير قادرين على فعل أي شيء لوقف هذه المذابح، فعار عليهم جميعا.
وأما القصف الذي يقوده الأسد ضد الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي يبلغ عدد سكانها قرابة 400 ألف نسمة وتسيطر عليها فصائل المعارضة، فيوصف بأنه الحلقة الأعنف في حرب السبع سنوات في البلاد.
ووصف سكان في دوما أكبر مدن الغوطة أعمدة الدخان الأسود المتصاعدة من مناطق سكنية بعد أن ألقت الطائرات قنابلها من ارتفاعات شاهقة. وقال رجال الإنقاذ إن العمل جار للبحث عن جثث وسط الأنقاض في مدينة سقبا وغيرها.
وقالت روسيا حليفة نظام الأسد يوم الأربعاء إن وقف إطلاق النار «سيكون عملية طويلة وصعبة التحقيق». وتقول موسكو ودمشق إن هجومهما على الغوطة الشرقية «ضروري لهزيمة مقاتلين يطلقون قذائف المورتر على العاصمة» على حد زعم المسؤولين الروس ويقول العاملون في مجال الإغاثة وسكان إن طائرات الهليكوبتر التابعة لجيش النظام السوري تلقي براميل متفجرة على أسواق ومراكز طبية. ويقولون أيضا إن الطائرات الحربية التي تحلق على ارتفاعات شاهقة، مثل الطائرات التي شاركت في القصف صباح امس، هي روسية لأن الطائرات الحربية الروسية تطير عادة على ارتفاعات أعلى من طائرات سلاح الجو السوري.
وتخضع منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة لحصار تفرضه قوات النظام منذ عام 2013. وقد أصبحت تلك المنطقة هي المعقل الأخير للمعارضة بالقرب من العاصمة. وإلى جانب محافظة إدلب وجزء من محافظة حلب في الشمال وشريط في جنوب غرب البلاد، تعد الغوطة الشرقية واحدة من بضع مناطق تعيش فيها أعداد كبير من السكان ولا تزال في أيدي مقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالنظام. وقد تعهد نظام الاسد الأسد باستعادة السيطرة على كل شبر من الأراضي السورية. ويقول سكان وشخصيات معارضة إن النظام السوري وحلفائه يتعمدون تدمير البنية التحتية وشل الحياة فيما يصفونه بسياسة «الأرض المحروقة» لإرغام المعارضة على الاستسلام. وخلال الليل قال يوسف دوغمي أحد سكان بلدة عربين التي شهدت دمارا واسعا في الغوطة الشرقية «يريدون كسر إرادتنا وتحويل الغوطة إلى حلب أخرى لكنهم يحلمون».
واحتمى كثيرون من السكان بالمخابئ في الأدوار السفلى. وقال خالد شديد أحد سكان دوما لرويترز هاتفيا بينما كانت أصداء الانفجارات تتردد في الخلفية «لماذا يستهدفنا النظام؟ نحن مدنيون والنظام وروسيا يستهدفون المدنيين».
وقالت أرملة تدعى بسمة عبدالله وهي تختبئ في أحد الأدوار السفلية مع أولادها الأربعة في دوما «نحن في أمس الحاجة لدعواتكم» قبل أن ينقطع الاتصال. وقال وائل علوان المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن وهي من جماعات المعارضة الرئيسية في الغوطة الشرقية إن موسكو، التي وافقت على إقامة منطقة عدم تصعيد في الغوطة، لن تقبل إلا باستسلام المعارضة. وقال رجال الإنقاذ إن 40 شخصا على الأقل سقطوا قتلى خلال قصف عنيف يوم الأربعاء على كفر بطنا وسقبا وزملكا وعربين وغيرها من المدن. وفي مدينة حزة قالوا إن القصف استهدف مستشفى ميدانيا ومخبزا.
copy short url   نسخ
23/02/2018
4319