+ A
A -

دشّنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث يوم أمس، الخميس، مشتلاً لزراعة الأشجار والأعشاب لتلبية احتياجات استادات ومنشآت بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 والمناطق المحيطة بها من الأشجار والمساحات الخضراء.
وتأتي هذه المبادرة الأولى من نوعها انطلاقًا من اهتمام اللجنة العليا والتزامها بترك إرثٍ بيئي مُستدام، بما يتماشى مع رؤية دولة قطر الوطنية 2030 الرامية إلى صون إرث البيئة القطرية للأجيال القادمة.
وقد افتتح المشتل كل من سعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحي وزير البلدية والبيئة، وسعادة الدكتور المهندس سعد بن أحمد المهندي رئيس هيئة الأشغال العامة (أشغال)، وسعادة السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، والمهندس هلال جهام الكواري رئيس مكتب الفني في اللجنة العليا، والسيد ناصر الخاطر مساعد الأمين العام لشؤون تنظيم البطولة باللجنة العليا، والمهندس ياسر الجمال نائب رئيس المكتب الفني في اللجنة العليا، والمهندس غانم الكواري المدير التنفيذي للمنشآت الرياضية في اللجنة العليا، والمهندس ياسر الملا مدير إدارة تصميم أرضيات الملاعب الرياضية، بالإضافة إلى حضور عدد من المسؤولين من اللجنة العليا، ووزارة البلدية والبيئة، وأشغال.
ورافقت الوطن كبار الضيوف خلال حفل تدشين المشتل بإجراء جولة في المشتل للتعرف على مختلف أنواع الأشجار المزروعة، كما شارك سعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحي وزير البلدية والبيئة، وسعادة الدكتور المهندس سعد بن أحمد المهندي رئيس هيئة الأشغال العامة (أشغال)، وسعادة حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا بغرس شجيرة في المشتل.
ومن المؤمّل أن تُنتج الأشجار والأراضي العشبية في المشتل مساحةً خضراء تقدّر بنحو 1.200.000 متر مربع سنوياً، وهو ما يجعل المشتل أحد أكبر المشاتل في المنطقة والعالم. وسيتم حصد مشتل اللجنة العليا للمشاريع والإرث مرتين أو ثلاثاً سنوياً.



إرث مستدام تفخر به الأجيال القادمة
قال سعادة السيد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: إن تدشين اللجنة العليا للمشاريع والإرث هذا المشتل يجسد اهتمامنا العميق بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأشجار والأعشاب، والمساحات الخضراء لتلبية احتياجات جميع المنشآت الرياضية والمناطق المحيطة بها، ولطالما وضعت اللجنة العليا مبدأ الإرث نصب عينيها في مسيرتها نحو استضافة الحدث الكروي الأضخم عالمياً للمرة الأولى في الشرق الأوسط؛ لذا، حرصنا عند وضع خططنا على ترك إرثٍ مستدام تفخر به الأجيال القادمة، ليس على صعيد الاستادات فحسب، بل المناطق المحيطة بها أيضاً. ومن هذا المنطلق، سيتم تحويل المشتل إلى حديقة عامة تستقبل الزوار سنوياً بعد إسدال الستار على البطولة عام 2022.
وأضاف الذوادي: «نتطلع في اللجنة العليا للمشاريع والإرث إلى استضافة بطولة مذهلة ستُسطر تاريخاً جديداً لبطولة كأس العالم لكرة القدم، لذا، ارتأينا من خلال تدشين مشتل اللجنة العليا إلى إلهام الدول التي ستستضيف البطولة بعد قطر للعناية بالمناطق المحيطة بالاستادات واستثمار البيئة الطبيعية بشكل سليم لخدمة أهداف البطولة وأبعادها التنموية، ونتطلع إلى أن تحذو غيرنا من الدول المستضيفة حذونا، وأن تدرك أهمية تطويع الطاقات البشرية والبيئية في تحقيق إرث مستدام».





بيئة خضراء للبطولة
أكد سعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحي وزير البلدية والبيئة، أن مشتل اللجنة العليا للمشاريع والإرث سيسهم في تزيين الملاعب ومنحها مناطق خضراء جمالية، ونحن بحاجة إلى هذه المبادرة حتى يكون لدينا ملاعب جميلة بدلاً من الأبنية المفرقة. ونرى بأن هذا المشتل يعتبر استثماراً طيباً وطويل المدى سيُسهم في تجميل مدينة الدوحة والمدن الخارجية والطرق الدائرية والطرق السريعة والطرق الداخلية في مدينة الدوحة. ويتكامل عمل هذا المشتل مع غيره من المشاتل الموجودة في الدوحة. وسيكفي هذا المشتل لتلبية احتياجات كأس العالم من المساحات الخضراء. ومع إنجاز هذا المشتل، سنتمكن من زراعة ملعبين في نهاية السنة. وستتم زراعة نجيلة اللعب في هذا المشتل وستُنقل على شكل رولات بمساحة 12 متراً تقريباً لكل قطعة لتغطية احتياجات الملاعب.
ويمتد مشتل اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الواقع شمال مدينة الدوحة في منطقة أم صلال محمد بجانب محطّة معالجة مياه الصرف الصحي، على أرض تبلغ مساحتها حوالي 880 ألف متر مُربّع. ويحتوي المشتل على أكثر من 16 ألف شجرة من ستين نوعاً مختلفاً من الأشجار المعروفة في كلّ من قطر، وتايلاند، وإسبانيا، كما يضم المشتل أكثر من 679 ألف شُجيرة، ونوعاً واحداً من العشب مزروعاً على أرض تقدّر مساحتها بـ425 ألف متر مربع. ويعتبر هذا التنوّع الذي يتسم به المشتل ميزة فريدة جعلته أحد أكبر المشاتل وأكثرها تنوعاً في المنطقة.
كما سيتم استخدام الأشجار حول محيط الاستادات مما يضفي بيئة خضراء ومستدامة على البطولة المزمع إقامتها بعد ست سنوات.











سيلبي احتياجات المناطق المحيطة
قال المهندس ياسر الملا، مدير أول إدارة المشتل الرياضي والمناطق المحيطة في اللجنة العليا: «يسرنا أن نفتتح أحد أكبر مشاتل الأشجار في المنطقة، وسيلبي المشتل احتياجات المناطق المحيطة بمنشآت بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 من المساحات الخضراء. وتعتبر الأشجار التي يجري زراعتها في المشتل فريدة من نوعها؛ إذ تم تطويرها بشكل خاص لتتلاءم مع مناخ دولة قطر المتغير على مدار العام، ولتلبي احتياجات بطولة كأس العالم لكرة القدم، كما أن اعتماد نظام الري في المشتل على المياه المعالجة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي القريبة من المشتل يعتبر امتيازاً فريداً وتجسيداً لمعنى الاستدامة».
يُذكر أنّ مشتل اللجنة العليا للمشاريع والإرث يعكس التزام اللجنة العليا بترك إرث اجتماعي وبيئي مستدام لدولة قطر؛ إذ أنه سيُسهم في زيادة أعداد الأشجار المُستوطنة في قطر من خلال زراعة أنواع كثيرة من الأشجار المنتشرة في أنحاء الدولة، كما ستتم إعادة تدوير مياه الصرف الصحّي المُعالجة التي سيتم الحصول عليها من محطة معالجة مياه الصرف الصحي القريبة من المشتل في شمال الدوحة لاستخدامها في ري الأشجار والمساحات العشبية. وتجسيداً لمبدأ الاستدامة، سيتم تحويل المشتل إلى حديقة عامة تستقبل آلاف الزوار بعد بطولة كأس العالم 2022.





تحويل «880» ألف متر إلى مساحات خضراء
قال سعادة الدكتور المهندس سعد بن أحمد المهندي رئيس هيئة الأشغال العامة (أشغال) إن المشتل هو ثمرة تعاون بين جهات خدمية وهي لجنة المشاريع والإرث، وهيئة الأشغال العامة، ووزارة البلدية والبيئة، حيث أعطى هذا المشروع الكبير مثالا حيا على نتائج تعاون الجهات الخدمية في الدولة، وخلال فترة قصيرة نسبيا، بحيث شهدنا نجاح إنتاج ما يقارب 16 ألف شجرة خضراء، وما يقارب مليونا و200 متر مربع من مساحات النجيل الأخضر والتي سيتم استخدامها في أرض ملاعب بطولة كأس العالم 2022 وذلك بأقل تكلفة ممكنة، مع توفر مياه الصرف الصحي اللازمة لسقي المساحات الخضراء والشجيرات المتوفرة في المشتل، فضلا عن استغلال ما يقارب 880 ألف متر مربع من الأراضي الصحراوية لاستصلاحها وزراعتها بالأشجار والمسطحات الخضراء، وتم إنجاز هذا كله خلال فترة قصيرة بتحقيق أفضل النتائج لدولة قطر وبتكلفة أقل قياسا بتكلفة الاستيراد من الخارج، كما سيتيح المشتل فرصة لتجميل الدوحة بعد الانتهاء من بطولة كأس العالم.









استخدمنا «144» آلة و«850» عاملاً
قال عبدالله سالم سعد السليطين، رئيس مجلس إدارة مجمع السليطين الزراعي والصناعي الشركة المنفذة للمشل،: كان شرفاً كبيراً لنا كشركة وطنية القيام بتنفيذ هذا المشروع الكبير من بدايته حتى نهايته، والذي تطلب جهوداً كبيرة وعملاً مضنياً خلال فترة العمل حتى خرج بالصورة التي هو عليها، وسوف يقوم المشتل بتزويد مشاريع واستادات كأس العالم 2022 بمسطحات النجيل الأخضر والأشجار والشجيرات ومغطيات التربة المطلوبة، وقد بلغت أعمال الحفر والردم في المشروع نحو 940 ألف متر مكعب، كما كانت كمية الرمال التي نقلت إلى المشروع نحو 225 ألف متر مكعب، وبعدد 144 آلة ومعدة استخدمت للمشروع، وقوى عاملة نحو 850 فرداً، واستغرق العمل سنة واحدة لإنجاز المشروع الذي يحتوي على مسطحات النجيل الخضراء بمساحة نحو 450.000 متر مربع، والتي يمكن حصادها اكثر من مرة سنوياً. ومناطق الأشجار المستوردة من إسبانيا وتايلاند وكذلك مناطق تم فيها زراعة أكثر من 3500 شجرة تم نقلها من مختلف أنحاء قطر تمهيداً لإعادة نقلها إلى مشاريع كأس العالم.
وأوضح السليطين أن المشتل يحتوي على خزانات مياه مفتوحة تم نقل المياه المعالجة إليها من محطة صرف شمال الدوحة في مواسير يبلغ طولها نحو 1 كلم ويوجد بالمشتل أيضاً محطة مولدات ومحطة محولات كهربائية ومكاتب ومخازن وورشة معدات ومسجد ومناطق تحميل رولات النجيل الذي سيتم حصاده، والمشتل محاط من الداخل بسواتر تم زراعتها بالأشجار كمصدات للأتربة والرياح يبلغ طولها نحو 3.5 كم، ويوجد به أيضاً طرق داخلية بطول 15 كم.
وأضاف السليطين: إن افتتاح هذا الصرح قبل 4 سنوات من الاستضافة يعبر عن عزيمة لا تهزم وإرادة لا تقهر بعون الله وتوفيقه، وبتضافر الجميع مواطنين ومقيمين.
copy short url   نسخ
23/02/2018
5187