+ A
A -
كتب– محمد الجعبري
حققت العملية التعليمية في قطر على مدار سنوات طويلة العديد من الخطوات الهامة على صعيد تحسين المخرجات التعليمية، وتنويع مصادر التعليم واستحداث أساليب تعليمية مبتكرة ساعدت على توصيل المعلومة للطالب بكل سهولة ويسر، هذا بخلاف توفير بيئات تعليمية متميزة جعلت المدرسة مكانا جاذبا للطالب، وقد ساهم هذا في احتلال النظام التعليمي القطري قمة الهرم التعليمي العربي، وذلك في مؤشر دافوس الاقتصادي والذي يعتبر ضمن أهم المؤشرات العالمية للأنظمة التعليمية الدولية.
ولم يكن لهذا النظام أن يرتقي ويصل إلى ما وصل إليه إقليمياً ودولياً، لولا وجود كوادر تربوية أخلصت في عملها وساعدت على تحسين العملية التعليمية، حيث أخرجوا كل طاقاتهم الإبداعية في هذا المدرسة والفصل الدراسي، وجعلوا من الارتقاء بالعملية التعليمية هدفا وغاية مستخدمين في ذلك أحدث أساليب النظام التعليمية الحديثة عالميا ودولياً.
ومن هؤلاء الكوادر التربوية المتميزة السيد مرشد الشعر النائب الإداري لمدرسة الدوحة الثانوية للبنين، وهو أول قطري يحصل على ماجستير في تجربة المدارس المستقلة التي كانت تنفذها قطر الفترة الماضية، حيث يلقي السيد مرشد من خلال حديثه مع الوطن، الضوء على أهم مستجدات العملية التعليمية، خلال حصيلته التي تكونت على مدار أعوام قضاها في مدارس الدولة منذ أن كانت حكومية ثم تجربة المدارس المستقلة ثم العودة مرة أخرى للمدارس الحكومية، وذلك منذ تخرجه في كلية التربية جامعة قطر.
حيث يؤكد على أن احتلال قطر المركز الأول عربياً والرابع عالمياً في جودة التعليم بمؤشر التنافسية العالمية الصادر من منتدى دافوس، لم يأت من فراغ، ولكن كان نتاج جهد كبير من الدولة التي وضعت العملية التعليمية والارتقاء بها نصب عينيها، إيماناً منها أن التعليم هو أساس عملية التنمية التي ترجوها قطر وتطمح في الوصول لها بحلول عام 2030 ضمن رؤيتها الشاملة، كذلك بدعم كبير ولا محدود من القيادة الرشيدة التي أخذت على عاتقها أن تنهض بالدولة في جميع المجالات وتضع قطر في مصاف الدول المتقدمة عن طريق الارتقاء بالعملية التعليمية والاستثمار في بناء الكوادر البشرية الوطنية.
وفى حديثه أكد الشعر أن تجربة المدارس المستقلة، كانت تجربة متميزة حققت الكثير من الإنجازات، وهي تجربة تعمل في كثير من الدول المتقدمة وأثبتت نجاحاً باهراً، مشيراً إلى أنه لا نستطيع أن نغفل دورها في المخرجات التعليمية المتميزة الموجودة حالياً بكثير من مناصب الدولة، كما أن مخرجاتها التعليمية تتميز بالمستوى الأكاديمي المرتفع، ويتفوقون على أقرانهم في المدارس الدولية والخاصة، وخير دليل على هذا التحاق عدد كبير من طلاب المستقلة بكثير من الجامعات الدولية سواء داخل قطر أو خارجها.
وعن إلغاء التجربة والعودة إلى المدارس الحكومية، أكد الخبير التربوي على أن أي نظام تعليمي في العالم له جوانب إيجابية وجوانب سلبية، ووزارة التعليم بقيادتها الحالية، تعمل على الجمع بين مميزات تجربة المدارس المستقلة وإيجابيات المدارس الحكومية، وهي العودة إلى المركزية مرة أخرى، من حيث رفع الكثير من الأعباء الإدارية من على كاهل إدارة المدرسة لتجعلها تتفرغ للإبداع في العملية التعليمية، مع المحافظة على التجارب المستقلة لكل مدرسة، وإعطاء إدارات المدارس مساحة كبيرة من الحرية للعمل الأكاديمي من حيث تطبيق البرامج والمشاريع التعليمية التي تساعد على رفع المستوى الأكاديمي للطلاب.
وعن أهم الخطوات التعليمية التي عملت عليها وزارة التعليم، أكد مرشد الشعر في هذا الجانب أن وزارة التعليم اتخذت العديد من الخطوات التي عملت على عودة العملية التعليمية لمسارها الصحيح، ولكن كان من ضمن هذه الأشياء إصدار الإطار العام للمناهج، والذي دشنته الوزارة الفترة الماضية والذي يعتبر بمثابة دستور ومرجعية تحدد مهام وخطوات المناهج في جميع المراحل التعليمية، كذلك المستهدف والمطلوب من مناهج كل مرحلة تعليمية في بناء القدرات العقلية والسمات الشخصية للطلاب، لافتاً إلى أن قطر الدولة الأولى عربياً وخليجياً في تطبيق هذا المنهج.
كما اشاد النائب الإداري لمدرسة الدوحة الثانوية، بجهود سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي، وبرؤيته العميقة التي ساهمت الفترة الماضية في انطلاقة جديدة للعملية التعليمية في دولة قطر، كذلك جهود السيدة فوزية الخاطر وكيل وزارة التعليم المساعد وجهودها في البرامج والخطوات التعليمية الجديدة التي تم تطبيقها بالميدان التربوي الفترة الماضية، متمنياً لسعادة الدكتور إبراهيم النعيمي وكيل وزارة التعليم السداد والتوفيق في مهمته الجديدة، حيث إنه إضافة كبيرة للميدان التربوي بما يحمله من خبرات تعليمية متراكمة جعلته قامة تعليمية كبيرة سيكون له آثار عظيمة على الميدان التربوي الفترة المقبلة.
وعرج الخبير التربوي أثناء حديثه على إطلاق وزارة التعليم مدرسة ثانوية للعلوم والتكنولوجيا التي تطبق برنامج STEM، والتي تبدأ الدراسة فيها شهر سبتمبر للعام الأكاديمي 2018-2019 م، مشيراً إلى أنها تجربة تعليمية جديرة بالاحترام ستعمل على إعداد جيل جديد من العلماء بجميع المجالات العلمية والذين سيكونون حجر الزاوية في رؤية قطر الوطنية وتحقيق اقتصاد المعرفة الذي تسعى له الدولة، لافتاً إلى أن المدرسة سيتم تخصيصها للمرحلة الثانوية بمنطقة عين خالد، على أن تكون العام الدراسي الأول لها للبنين ثم سيعقبها افتتاح مرحلة أخرى للبنات، حيث ستقوم وزارة التعليم بانتقاء الطلاب المتميزين والمتفوقين للدراسة بها، على أن تبدأ المدرسة بحوالي 60 طالبا وتبدأ بالصف التاسع حتى الصف الثاني عشر، وذلك على حسب تصريحات وكيل وزارة التعليم المساعد السيدة فوزية الخاطر.
ونوه بأهمية التجارب التعليمية القائمة على المشاريع، والتي اعتبرها تجارب تعليمية سيكون لها عظيم الأثر على رفع مستوى الطلاب في المواد العلمية، حيث تقوم مدرسة الدوحة بهذه التجربة منذ ما يقرب من عامين وكان لها تأثير كبير على زيادة إقبال الطلاب على المسارات العلمية.
وعن رؤيته لنتائج نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الأكاديمي الحالي، أكد السيد مرشد الشعر أن النتائج كانت حقيقية وتعبر عن مستوى الطلاب الحقيقي، حيث حقق العديد من طلاب الثانوية نتائج مبهرة وارتفاع درجات طلاب المسارات العلمية، لافتاً إلى ان وزارة التعليم بدأت العام الدراسي الحالي تجربة مميزة في نوعية الاختبارات، وهي زيادة نوعية الأسئلة المقالية على حساب تقليص عدد الأسئلة الاختيارية من متعدد، مشيراً في هذا السياق أن نوعية تلك الاختبارات ستزيد من تركيز الطالب على فهم المنهج ومعاييره، كذلك رفع المستوى الأكاديمي لجميع الطلاب.
هذا بخلاف أن سياسة التقييم الجديدة لم يمر عليها أكثر من عامين، ونحن نؤمن في الميدان التربوي على أنها ستعمل على تركيز المدارس على الجوانب الأكاديمية للطلاب والتي تصب في صالح العملية التعليمية وترفع من الأعباء العلمية والمدرسية من كاهل الطلاب، فنظام الفصلين الدراسيين سيجعل الطالب في أريحية من أمره بحيث يكون لديه كتابان يقوم على دراسة كل كتاب على حدة، وذلك بدلاً من أن يقوم على دراسة كتاب كامل طوال العام الدراسي والذي كان يعمل على ضغط الطالب والمعلم وإدارة المدارس.
copy short url   نسخ
19/02/2018
2544