+ A
A -
كتب – أكرم الفرجابي
رأى سعادة عبد الرحمن بن حمد العطية، وزير الدولة الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي، أن الخطاب الذي ألقاه حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمام الدورة الرابعة والخمسين لمؤتمر ميونخ للأمن، عكس دلالات مهمة واتسم بالشفافية والوضوح، إذ تناول العديد من القضايا والرؤى التي تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، كما عبر سموه عن ثوابت دولة قطر بشأن مبادئ ومرتكزات السياسة الخارجية التي تحرص على صون الأمن والسلم الدوليين، واحترام سيادة الدول بعيداً عن نهج الهيمنة.
وقـــــــــال سعادتـــه فـــي تصريحـــات خــــــــاصــة لـ «الوطن» أن الخطاب قدم خريطة طريق كاملة لمواجهة التحديات الأمنية كافة، وأولها دعوة سموه لمكافحة الإرهاب، وحاجة منطقة الشرق الأوسط إلى اتفاقية أمنية جامعة لكي تتمكن من إنهاء الاضطرابات، مؤكداً على ضرورة الالتفاف حول الرؤى النيرة لصاحب السمو، التي تركز دوماً على ارتياد آفاق جديدة، قوامها الواقعية والابتعاد عن التنظير والشعارات الفضفاضة، التي لم ولن تخدم قضايا المنطقة، مشيراً إلى أن سمو الأمير، قد ركز في كلمته التاريخية على نسيان الماضي والنظر إلى المستقبل، والعمل على صياغة اتفاق دولي يرسخ قيم الحرية والديمقراطية والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب.
القانون الدولي
وأشار العطية إلى أن الكلمة التي ألقاها حضرة صاحب السمو الأمير، تعكس صلابة الموقف القطري، الذي يستند على مبادئ القانون الدولي، وتعزيز مبادئ الحوار بهدف سلامة البلدان ورفعة شأن شعوبها، لافتاً إلى أن سموه أعطى مثالاً حياً بالاتحاد الأوروبي الذي تتعايش شعوب دوله في سلام، رغم اختلاف لغاتهم وثقافاتهم، بسبب إيمانهم بالحوار كسبيل وحيد للتعايش وضمان السلام والاستقرار، حيث لفت إلى أن أزمة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، ودور الحوار في احتوائها وصلاً إلى حلول بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، مقارنة بأزمة حصار قطر التي يأتي في صدارة أسبابها غياب الحكم الرشيد وعدم احترام نبض الشعوب في المنطقة.
تداعيات الحصار
وثمن سعادة عبد الرحمن العطية، الخطوات والإجراءات التي تتخذها القيادة الحكيمة في التعامل مع تداعيات الحصار الجائر، كونها تنطلق من حكمة ودراية بالنهج السليم، سارت عليه قطر منذ عقود، بثوابت وطنية وسياسات حكيمة لا تشوبها شائبة، مُشيراً إلى أن الكلمة التي ألقاها حضرة صاحب السمو، أوضحت قوة قطر وتمسكها بسيادتها ضد الانتهاكات التي تقوم بها دول الحصار، لا سيما أنها تطرقت للكثير من النقاط التي تتعلّق بالأزمة الخليجية، وأظهرت الوجه الحقيقي للدول التي فرضت هذا الحصار، لافتاً إلى أن حل الأزمة لن يكون إلا بالحوار، وليس بالإملاءات أو المساس بالسيادة الوطنية، التي تخالف مبادئ القانون الدولي.
مواقف قطر
وخلص العطية إلى مواقف دولة قطر الحكيمة، التي حظيت وتحظى باحترام دولي، كونها تلتزم بالمبادئ والقيم الإنسانية العالمية، التي ترفض الحصار انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الأمير المفدى، التي تعبر عن نبض وطني وواقعي يقرن الأقوال بالأفعال.
copy short url   نسخ
19/02/2018
3336