+ A
A -
أعلن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن إطلاق منتدى الأخلاقيات الإسلامية والرعاية التلطيفية كأحد مواضيع البحث التسعة التي ستشكل محور مؤتمر ويش 2018، المزمع عقده في الدوحة، خلال الفترة من 13 إلى 14 نوفمبر بمركز قطر الوطني للمؤتمرات.
وتُعَرف منظمة الصحة العالمية الرعاية التلطيفية بأنها نهج يؤدي إلى تحسين نوعية حياة المرضى، وأسرهم، الذين يواجهون مشكلة المرض النهائي أو المهدد للحياة. ويتحقق ذلك من خلال الوقاية من المعاناة عن طريق التحديد المبكر للمرض وإدارة الألم. كما تعالج الرعاية التلطيفية مشاكل أخرى تتعلق بالرفاهة مثل الألم البدني، والاضطرابات النفسية الاجتماعية، والمعالجة الروحية.
وستحقق مجموعة من الخبراء الدوليين في التحديات الأخلاقية والأسئلة التي تطرحها الرعاية التلطيفية هذا العام خلال الأشهر التي تسبق التجمع في مؤتمر ويش. وستُعرض النتائج التي توصل إليها الفريق في تقرير سيُنشر خلال مؤتمر ويش لعام 2018، وسيُناقش بشكل متعمق في جلسة تعقد خلال القمة. وإلى جانب استكشاف وتحليل التحديات الأخلاقية الرئيسية للرعاية التلطيفية من منظور إسلامي، يهدف البحث الأكاديمي الذي سيُجرى في هذا المنتدى إلى تقديم توصيات في مجال السياسة العامة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على إدارة الرعاية التلطيفية في قطر والمنطقة، والعالم.
ويقود مجموعة بحوث منتدى الأخلاقيات الإسلامية والرعاية التلطيفية في ويش الدكتور محمد غالي، أستاذ الأخلاق الطبية في الإسلام بمركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق، جامعة حمد بن خليفة. ويتمثل الاختصاص الرئيسي للدكتور غالي في تقاطع الأخلاقيات الإسلامية والعلوم الطبية الحيوية، وهو رئيس تحرير مجلة الأخلاقيات الإسلامية (التي تنشرها بريل). كما درّس الدكتور غالي أخلاقيات علم الأحياء الإسلامية في العديد من الجامعات المرموقة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك جامعة إمبريال كوليدج لندن، وجامعة أكسفورد، وهو زميل سابق في معهد كيني للأخلاقيات بجامعة جورجتاون في الولايات المتحدة الأميركية.
وقال الدكتور غالي: «يدل المجال الناشئ للرعاية التلطيفية على أهمية معاملة الشخص بوصفه كيان واحد غير قابل للتجزئة، لا يتألف من الجسم فحسب بل أيضاً الأفكار والقناعات والمعتقدات، بدلاً من معالجة الجوانب الطبية الصارمة لمرض هذا الشخص. وقد ساهم ذلك مساهمة كبيرة في سد الفجوة بين الطب والأخلاقيات، وفتح آفاق جديدة للتحقيقات المتعددة التخصصات».
وأضاف: «سوف يدرس منتدانا المسائل الأخلاقية ضمن الموضوع الحساس للرعاية التلطيفية، مع التركيز على التقاليد الإسلامية. وستشمل الدراسة المستقبلية مناقشات حول المداولات الدولية والخبرة الإقليمية وأهمية الخطاب الأخلاقي الإسلامي. وسوف تركز على إيجاد التوازن الصحيح بين الممارسة الصحية والتقاليد الإسلامية، من أجل تقديم المبادئ التوجيهية وتوصيات السياسة المطلوبة في سياق تقديم الرعاية الصحية في قطر والمنطقة».
وعلّقت سلطانة افضل، الرئيس التنفيذي لمؤتمر «ويش»: «يتأثر كل قرار للرعاية الصحية بقانون معنوي وأخلاقي رئيسي. وعندما يتعلق الأمر بتقديم خدمات الرعاية الصحية، يحتاج الأطباء والمرضى ومقدمي الرعاية جميعاً إلى توجيه حول كيفية مواءمة البوصلة الأخلاقية مع أفضل مسار للعمل. وهذا هو السبب في أن قمة ويش تضمنت منذ إنشائها مناقشات حول الأخلاق والصحة الإسلامية.»
وأضافت: «يسرّنا هذا العام أن نتعاون مع جامعة حمد بن خليفة، مرة أخرى، في معالجة واحدة من أكثر القضايا حساسية وأشدها إثارة: وهي الرعاية في نهاية العمر. وآمل في أن نتمكن من استخدام النتائج والتوصيات اللاحقة لإجراء أبحاثنا في توجيه قرارات السياسة الصحية في المستقبل، ومساعدة ممارسي الرعاية الصحية في تفاعلهم مع هؤلاء المرضى وأسرهم الذين يتعاملون مع قرارات صعبة في كثير من الأحيان المرتبطة بالرعاية التلطيفية ».
copy short url   نسخ
19/02/2018
2960