+ A
A -
تكثّف مؤسسة حمد الطبية جهودها للتقليل من مخاطر تعرّض الأطفال للإصابة أو الوفاة في الحوادث المرورية وذلك من خلال توعية وتثقيف الجمهور حول الطرق الصحيحة لتركيب واستخدام مقاعد السلامة للأطفال في السيارات؛ في ظلّ ما تمّ نشره من دراسات عالمية حول حقيقة أن ما يزيد على 75 بالمائة من مقاعد السلامة للأطفال في السيارات قد تمّ تركيبها أو استخدامها بطريقة خاطئة.
وقد أطلق مركز حمد الدولي للتدريب التابع لمؤسسة حمد الطبية في العام 2012 حملة «كلنا» للصحة والسلامة، حيث باشر عدد من خبراء وفنيي حملة كلنا بتنفيذ دورات تدريبية توعوية موجهة لكافة شرائح المجتمع يتم من خلالها تقديم النصح والمشورة حول الاختيار والتركيب الصحيح لمقاعد سلامة الأطفال في السيارات، ومنذ إطلاق هذه المبادرة قام اختصاصيو السلامة في حملة كلنا بالتعاون مع مؤسسة سيف كيدز وورلدوايد الأميركية (SAFE KIDS WORLDWIDE، USA) بمساعدة الجمهور في تركيب مئات من مقاعد السلامة للأطفال في السيارات في دولة قطر.
كما قامت حملة كلنا بوضع وتنفيذ برنامج لتأهيل وترخيص فنيي سلامة ركاب السيارات حيث يقوم خبراء مختصّون بتدريب المشاركين في هذا البرنامج حول التركيب والاستخدام الصحيح لمقاعد ووسائل السلامة في السيارات، وقد بلغ عدد الحاصلين على هذا الترخيص 120 فنياً حتى الآن.
وقال الدكتور خالد عبدالنور سيف الدين، رئيس حملة كلنا ومدير مركز حمد الدولي للتدريب: «على الرغم من أن بعض أولياء الأمور يستخدمون مقاعد الأطفال في سياراتهم إلا أن الكثير منهم لا يقومون بتركيب واستخدام هذه المقاعد بصورة صحيحة وهم بحاجة للمساعدة بهذا الخصوص، ويقوم الفنيون العاملون في حملة كلنا بتنفيذ عروض تقديمية لإرشاد أولياء الأمور حول التركيب الصحيح لهذه المقاعد كما يقومون بتدريب أولياء الأمور عمليّاً حول كيفية تركيبها واستخدامها».
يشار إلى أن السبب وراء التركيب والاستخدام الخاطئ لمقاعد سلامة الأطفال في السيارات يكمن في عدم اتّباع أولياء أمور الأطفال لتعليمات الشركات الصانعة والخاصة بتركيب المقاعد في السيارات، والإخفاق في اختيار النوع المناسب لمقعد السلامة الذي يتلاءم مع عمر وطول ووزن الطفل، وحالته العقلية والنمائية، إضافة إلى أخطاء في تثبيت المقاعد والأحزمة الخاصة بها في السيارات على نحو صحيح.
ويضيف الدكتور سيف الدين: «تعتبر إصابات الحوادث المرورية من أهم مسببات الوفاة والإصابات الخطيرة بين كافة الفئات العمرية في قطر خاصة في أوساط صغار السن حيث يتعرّض نحو 200 شخص، بمن فيهم الأطفال، للوفاة كلّ عام بسبب الحوادث المرورية في حين يتعرّض حوالي 800 شخص لإصابات بالغة تستدعي دخولهم المستشفى لتلقي العلاج الطبي والجراحي من جرّاء هذه الحوادث، ويقوم كل من مركز الإصابات والحوادث وخدمة الإسعاف ومركز الطوارئ في مؤسسة حمد الطبية بمعالجة مئات الأطفال الذين يصابون في حوادث مرورية وتكون إصاباتهم في الغالب ناجمة عن عدم استخدام مقاعد السلامة أو عدم تثبيتهم بصورة صحيحة في المقاعد المخصصة لهم في السيارات، ومع أن معظم المصابين في هذه الحوادث ينجون من الموت إلا أن بعضهم لا يتعافون تماماً من إصاباتهم ويُضطرّون للتعايش مع عاهات مستديمة بقية حياتهم».
الدكتورة عائشة فتحي عبيد، مساعد مدير برنامج منع الإصابات في مركز الإصابات والحوادث في مؤسسة حمد الطبية، والتي أنهت مؤخراً دورة تدريبية لترخيص فنيي سلامة ركاب السيارات ؛ أكّدت بدورها على أن الاستخدام الخاطئ لمقعد سلامة الطفل في السيارة قد يكون مميتاً، وقالت: «بصفتي أمّا بالدرجة الأولى وطبيبة أطفال فإنني أرى أن هناك حاجة ملحّة لزيادة وعي الجمهور وتثقيف أولياء أمور الأطفال حول أهمية استخدام مقاعد السلامة المخصصة للأطفال في السيارات والمشاركة في ترسيخ ثقافة سلامة الأطفال في السيارات».
من جهته أشار الدكتور محمود يونس، مساعد المدير لتعزيز الصحة والمشاركة المجتمعية بمركز حمد الدولي للتدريب في مؤسسة حمد الطبية إلى أن التدريب والتثقيف في مجال سلامة الأطفال في السيارات يتم بصورة شاملة ومكثّفة لا سيّما وأن معظم الإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية يمكن تجنبها والوقاية منها، والى ضرورة توعية الجمهور حول أهمية استخدام مقاعد السلامة المخصصة للأطفال في السيارات، وقال: «برنامج تأهيل وترخيص فنيي سلامة ركاب السيارات عبارة عن دورة تدريبية مدتها 4 أيام تجمع بين المعلومات النظرية والنشاطات العملية حول تركيب واستخدام واختبار مقاعد سلامة الأطفال في السيارات، ويتطلّب الحصول على الترخيص اجتياز ثلاث مجموعات من الاختبارات الكتابية والتطبيقات العملية».
copy short url   نسخ
19/02/2018
3281