+ A
A -
عواصم -وكالات- هددت أميركا نظام الأسد بمزيد من الضربات الانتقامية، ردا على استخدام أسلحة كيميائية في الحرب في سوريا. وقال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، هربرت ريموند ماكماستر،  امس، في مؤتمر ميونخ للأمن: «الصور تظهر بوضوح تام أن الأسد يواصل استخدام أسلحة كيميائية» وتابع قائلا أن «الوقت حان كي يحاسب المجتمع الدولي النظام السوري ».
و استطرد ماكماستر «حان الوقت كي تحمل جميع الدول النظام السوري والجهات الراعية له مسؤولية تصرفاتهم وتدعم جهود منظمة حظر الأسلحة الكيميائية». وأعاد إلى الأذهان تنفيذ الولايات المتحدة لهجوم بصواريخ موجهة على قاعدة جوية سورية في أبريل عام 2017 ردا على استخدام أسلحة كيميائية . ولم يذكر ماكماستر ما إذا كانت الولايات المتحدة تخطط بالتحديد لهجوم انتقامي جديد بحسب بيانات نشطاء وعاملين في مجال الإغاثة، استخدمت قوات النظام السوري منذ مطلع هذا العام غاز الكلور أكثر من مرة في محافظة إدلب ومنطقة الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق.
وكانت واشنطن قد قدمت في مرات عديدة انتقادات قوية لنظام الاسد وقدمت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي نايكي هايلي في وقت سابق صورا تثبت استخدام نظام الاسد لغاز السارين ضد المدنيين في سوريا.
من ناحية اخرى قال مصدر دبلوماسي تركي إن أنقرة لم تستخدم الأسلحة الكيماوية قط في عملياتها بسوريا وتراعي تماما المدنيين، وذلك بعد أن اتهمت قوات كردية سورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان تركيا بشن هجوم بالغاز في منطقة عفرين السورية.
وقال المصدر «هذه اتهامات لا أساس لها من الصحة. تركيا لم تستخدم قط أسلحة كيماوية. نراعي تماما المدنيين في عملية غصن الزيتون».
وذكرت وحدات حماية الشعب الكردية السورية والمرصد السوري أن الجيش التركي شن ما يشتبه أنه هجوم بالغاز أدى إلى إصابة ستة أشخاص في منطقة عفرين السورية أمس الجمعة.
ووصف المصدر التركي أيضا الاتهامات بإصابة ستة مدنيين «بالدعاية السوداء».
وبدأت تركيا الشهر الماضي هجوما جويا وبريا في منطقة عفرين لاستهداف المقاتلين الأكراد في شمال سوريا لتفتح بذلك جبهة جديدة في الحرب السورية التي تشارك فيها عدة أطراف.
ومنذ بدء الصراع في 2011 أقامت وحدات حماية الشعب وحلفاؤها ثلاث مناطق تتمتع بالحكم الذاتي في الشمال من بينها عفرين. واتسع مجال نفوذ الوحدات وحلفائها بعد انتزاعها السيطرة على أراض من تنظيم داعش بمساعدة الولايات المتحدة على الرغم من اعتراض واشنطن على خطط الأكراد الخاصة بالحكم الذاتي وكذلك معارضة النظام السوري.
وأثار دعم الولايات المتحدة لقوات يقودها الأكراد في سوريا غضب تركيا التي تعتبر هذه القوات تهديدا أمنيا على حدودها. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب تنظيما إرهابيا وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن حربا مسلحة منذ 30 عاما في الأراضي التركية.
الى ذلك قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، امس، إن بلاده لا تحارب في سوريا، وإنما تكافح الإرهاب.
وفي كلمته بمؤتمر «ميونيخ» للأمن، أكد يلدريم أن أنقرة لا تقوم بذلك وحدها، وأن تحالفًا من 62 دولة ينفذ مهام مشابهة، في إشارة إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، بقيادة واشنطن، علاوة على روسيا وإيران.
وتابع: «نحن جزء من الناتو، ومن التحالف، ونقدم الدعم الجوي، ليس هناك أي معنى لتوجيه الأمر إلى اتجاه آخر»، في إشارة إلى المزاعم التي تصدر من حين لآخر عن عدد من الدول حول عملية «غصن الزيتون»، التي يخوضها الجيشان التركي والسوري الحر، ضد إرهابيي «ب ي د/ بي كا كا» في الشمال السوري.
وأشار يلدريم أن الولايات المتحدة تعاونت مع تنظيم «ي ب ك/ ب ي د» الإرهابي للقضاء على داعش، مجددًا التذكير بأن ذلك التنظيم هو الفرع السوري لتنظيم «بي كا كا» الإرهابي الذي تحاربه تركيا منذ 40 عامًا.
ولفت إلى وجود نحو 10 آلاف من عناصر داعش معتقلين في السجون التركية، إضافة إلى منع بلاده نحو 5 آلاف و800 مقاتل أجنبي، قادمين من أوروبا، من دخول أراضيها، في سعيهم للوصول إلى سوريا والعراق.
وأضاف أن تركيا منعت أيضًا 4 آلاف مشتبه به من دخول أراضيها، ووضعت أسماء 56 ألفًا و300 من المشتبه في علاقتهم بداعش على قوائم المحظورين من دخول أراضيها.
copy short url   نسخ
18/02/2018
4340