+ A
A -
حوار - نجوى إسماعيل





قالت رائدة الأعمال والرئيس التنفيذي لشركة «احتضن الدوحة» أمل الشمري: إن الحصار سرع نمو قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وحفز الشباب القطري لخوض تجربة ريادة الأعمال في ظل توجه الدولة نحو الاستقلالية الاقتصادية وتطبيق خطط تحقيق الاكتفاء الذاتي، لافتة إلى أن الحصار كان له وجه إيجابي يتمثل في اتخاذ إجراءات عززت جاذبية قطر السياحية وساهمت في زيادة تدفقات السياحة الواردة إليها مما انعكس إيجابا على الخدمات الثقافية والسياحية التي تقدمها «احتضن الدوحة» لجميع السياح من مختلف دول العالم.
وأشارت الشمري في حوار خاص مع الوطن الاقتصادي إلى أهمية إدماج الشباب القطري في المشاريع والوظائف السياحية بشكل أكبر وذلك عبر تعزيز المحفزات اللازمة لاستقطابهم وتقديم ورش عمل خاصة من قبل الهيئة العامة للسياحة لاستعراض أهمية الكوادر الوطنية في تطوير أداء القطاع السياحي مطالبة أيضاً بإعطاء الأولوية لأصحاب المشاريع السياحية المحليين في التعامل والتعاقد.
ولفتت إلى أن «احتضن الدوحة» شركة قطرية تقدم خدمات سياحية وثقافية من قبل خبراء محليين لديهم دراية كافية بعادات وتقاليد البلد مشددة على أهمية أن يكون المرشد السياحي قطريا لافتة إلى اشراف الشركة على تدريب مرشدين سياحيين على المضمون الثقافي لدولة قطر بالتعاون مع هيئة السياحة.
ودعت الشمري إلى تشجيع رواد الأعمال على إنجاز وتطوير مشاريعهم الصغيرة عبر تقديم إجازات تفرغ لهم من وظائفهم الحكومية مما يخفف الضغط النفسي ويسهم في انجاح مشاريعهم.. تفاصيل أخرى في الحوار التالي:
بداية، قمت بتأسيس شركة«احتضن الدوحة».. التي تقدم خدمات ثقافية وسياحية للزوار.. ماذا عن نشاط الشركة؟
- تعد شركة امبريس دوحة (احتضن الدوحة) أول مؤسسة ثقافية في قطر تهدف لبناء جسر بين المجتمع القطري ولمجتمعات الأخرى في قطر حيث تختص بتقديم خدمات ثقافية وسياحية متنوعة تلبي احتياجات الزائرين والمقيمين في البلاد وذلك من خلال تعريفهم بعادات وتقاليد قطر ومعالم البلاد والوجهات الثقافية والتراثية والسياحية في قطر مما يسهم على تفادي الصدمة الثقافية ويسرع من عملية استقرارهم في البلاد بشكل مريح.
ولدى الشركة فريق من الاستشاريين الثقافيين القطرين والمرشدين السياحيين الذين لديهم معرفة عميقة عن عادات وتقاليد البلد والتي يقومون بنقلها إلى جميع الزوار والمقيمين.
تأثير الحصار
كيف كان تأثير انفتاح قطر سياحياً على العالم بعد الحصار على «احتضن الدوحة» لناحية نمو الطلب؟
- اتخذت قطر حزمة من الإجراءات التي طورت القطاع السياحي في أعقاب الحصار لعل أبرزها إعفاء مواطني 80 دولة من تأشيرة الدخول الأمر الذي ساهم في تعزيز مكانة قطر وجاذبيتها على خريطة السياحة العالمية وزاد تدفقات السياحة الواردة إليها وقد أثر الانفتاح على العالم على أداء القطاع السياحي بشكل واضح، حيث يأتي العديد من السيّاح بأفواج كبيرة عن طريق البواخر السياحية من ميناء الدوحة، بالإضافة إلى المنفذ الجوي من مطار حمد الدولي، ويعج سوق واقف على وجه الخصوص بالسيّاح الأجانب من مختلف الدول الأوروبية واللاتينية، مما يجعل تقديمنا للخدمات الثقافية والسياحية ينمو ويزيد في هذه المواسم، ونحن نقوم باستهداف هذه الفئة عبر تقديم برامج مخصصة وموسمية تتناسب مع احتياجاتهم المختلفة وتلبي رغبتهم بالتعرف على المجتمع القطري بشكل ودي وسريع مما يتيح لهم فرصة زيارة اغلب الأماكن في وقت قصير برفقة مستشارين ثقافيين على دراية بتاريخ وثقافة المنطقة.
ماذا عن استعداداتكم لاستقبال وفود كأس العالم 2022؟
- لطالما كانت رؤيتنا أن نكون المرجع الأول في قطر لكل ما يتعلق بالثقافة القطرية وتعليم الأجانب بالعادات والتقاليد المحليّة لذلك مازالت «احتضن الدوحة» في سعي مستمر لتكثيف البرامج والمحاضرات الثقافية والجولات السياحية لتستوعب الطلب المتزايد عليها. هدفنا بأن يكون الفريق على أتم الاستعداد لاستقبال وفود وزوار كأس العالم 2022 وأن يكتسبوا من الخبرة ما يؤهلهم لتقديم احتضن الدوحة كبوابة عبور للزوار للتعرف على معالم قطر وثقافتها.
ريادة الأعمال
كونك رائدة أعمال قطرية، كيف ساهم الحصار في توجيه الاهتمام بشكل أكبر نحو رواد الأعمال وأصحاب الأفكار المنتجة محلياً؟
- هناك جهات عديدة اهتمت بريادة الأعمال على رأسها بنك قطر للتنمية وحاضنة قطر للأعمال. والحصار ساهم في توجيه اهتمام أكبر والإسراع في تنفيذ المشاريع المحلية وتشجيع الشباب على خوض تجربة ريادة الأعمال.
لقد ارتفع عدد المشاريع والأفكار الابداعية كنتيجة للتسهيلات التي تم تقديمها وتحركت عجلة الاقتصاد بشكل اكبر لنستغني بذلك عن اعتمادنا على الآخرين، فشكراً لدول الحصار! فلم يسهم حصاركم إلا في تعزيز وحدة الشعب القطري وزيادة عدد رواد الأعمال القطريين والاقتناع بفكرة الاعتماد الذاتي وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية. ويمكن القول إن الحصار سرع نمو قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وعزز نشاط ريادة الأعمال في السوق المحلي في ظل توجه الدولة نحو الاستقلالية الاقتصادية وتطبيق خطط تحقيق الاكتفاء الذاتي.
ما العقبات التي مازالت تواجه رواد الأعمال المبتدئين؟
- على الرغم من وجود جهات متخصصة لإرشاد المشاريع الصغيرة إلا أن بعض الأمور خارجة عن نطاقها وتحتاج لقرار من الدولة مثل: تسهيل عمليات تسجيل المشروع حيث أن الأغلبية من رواد الأعمال جدد في هذا المجال وقد ينسحبون من البداية لكثرة الطلبات اللازمة لتسجيل المشاريع والبدء بها وعدم وضوح عملية التسجيل والحصول على التراخيص.
ولعلها فرصة جيدة للمطالبة بإصدار قرار رسمي من الدولة يمنح رواد الأعمال المبتدئين القطريين إجازات التفرغ من وظائفهم الحكومية لمدة معينة وذلك للتركيز وبذل جهد أكبر في سبيل إنجاح المشروع والتسويق له حيث إن الأغلبية يتعثر بسبب الضغط النفسي وعدم التوفيق بين الحياة الاجتماعية والعمل.
ويمكن التأكيد على أن مجال ريادة الأعمال يعتبر جديد بالنسبة لنا ونحتاج ليد المساعدة حتى يزيد عدد الرواد فيه لنساهم في توجيه اقتصاد البلاد من اقتصاد قائم على الطاقة إلى اقتصاد قائم على المعرفة.
هل ترين أن المجالس التي تعقدونها حول إدارة الأعمال، لها تأثير فعلي على الشباب المشاركين؟
- هدف المجالس الثقافي الأساسي هو تقديم تجربة ثقافية متميزة للزائرين تعكس عادات وتقاليد البيت القطري وإتاحة الفرصة لهم للتعرف على القطريين بطريقة غير رسمية وبعيداً عن جو العمل. ولكن من ناحية أخرى فإن ما نقوم به يكون في بعض الأحيان مصدر إلهام للشباب القطريين. فهو يعتبر مثالا حيا لريادة الأعمال ولإنجاز أفكار تتعدى إطار مكاتبنا الإدارية في وظائفنا الحكومية وتسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية والتغلب على أول تحدياته. ولن يعرف الفرد منا مقدار طاقته حتى يقوم بذلك التحدي ويخرج من إطار روتينه اليومي ليكتشف مدى قدرته على العطاء والإنجاز.
تطوير السياحة
تركز الهيئة العامة للسياحة على تطوير القطاع السياحي مع الحفاظ على عنصر الثقافة والتراث، ما أهمية هذا التوجه برأيكم؟
- «اللي ماله أول، ماله تالي»، هذا التوجه عام ويشمل العديد من القطاعات في الدولة، وهي توجيهات سامية من حكومتنا الرشيدة للحفاظ على التوازن الاجتماعي والثقافي، فلا مانع من الانفتاح على العالم وتقبل الآخرين، بشرط الاحتفاظ بالهويّة القطرية الخالصة والاهتمام بالموروث الشعبي والعادات والتقاليد المحلية.
هل لديكم في الشركة مرشدون سياحيون قطريون؟
- نتميّز في «احتضن الدوحة» بأن الشركة قطرية 100 %، ولدينا كادر إداري مؤهل لتقديم خدمات ثقافية ذات جودة عالية لا توجد عند أي شركة أخرى. يوجد الكثير من الشباب القطري المهتم بالتعريف بثقافته وعادات بلده، وركزنا في احتضن الدوحة على استهداف هذه الفئة من (القطريين-مواليد قطر) وتوليتها الأولوية بالتدريب إيماناً منا بأن أهل قطر ومن تربى فيها هم أعرف وأدرى بعادات وتقاليد قطر من غيرهم. وإن كلفنا هذا الأمر مادياً. فتمثيل قطر يعتبر مسؤولية يجب أن نأخذها بمحمل الجد ولا نعاملها معاملة تجارية. فما تقوم به كمستشار ثقافي أو حتى كمرشد سياحي هو ما سيتذكره الزوار من تجربتهم في قطر. فلنكن حريصين كل الحرص على إكمال الصورة بشكل لائق.
وحرصاً من هيئة السياحة على هذا الأمر، فقد أشرفنا على تدريب المرشدين السياحيين في الشركات الأخرى على المضمون الثقافي بطلب من هيئة السياحة ليكونوا مرخصين للتعريف بالثقافة القطرية للزوار.
كيف يمكن أن تشرك الهيئة العامة للسياحة الشباب القطري بشكل أكبر في التنمية السياحية؟
- هناك تطور ملحوظ في قطاع السياحة وهي جهود مشكورة ومبذولة، ونحن نقترح المزيد من التركيز على السياحة الداخلية والاهتمام بالشباب القطري وتشجيعه لخوض مجال العمل في السياحة، حيث ان أغلب من يعمل في هذا القطاع ليس من القطريين، وليس لديهم ثقافية عالية بالموروث والتقاليد المحلية.
كيف يمكن ان تتم عملية التشجيع بشكل عملي خصوصاً مع عزوف الاكثرية عن وظائف السياحة؟
- القطاع السياحي يعتبر قطاعاً جديداً نوعاً ما وبسبب توافر الكثير من الوظائف في قطاعات أخرى مثل القطاع الصناعي والوزارات الحكومية فإن أغلب الشباب القطريين يتوجهون لما هو مألوف ومضمون.. وأعتقد أن القطاع السياحي يحتاج لاهتمام أكبر لنغير نظرة الشباب القطري اتجاهه من خلال شرح أهميته في بناء مستقبل قطر الاقتصادي كما نصت عليه رؤية قطر 2030. لذلك نقترح ان تقدم هيئة السياحة ورش عمل تشرح هذا الدور وتبين امتيازاته لطلاب المدارس والجامعات. وبالنسبة القطريين المتواجدين في هذا القطاع (أصحاب المشاريع السياحية) فنحن نحتاج إلى إعطائنا الأولوية في التعامل والتعاقد فما نقوم به نابع من إيماننا بمشاريعنا وحرصنا على جعل قطر وجهة سياحية للزوار الأجانب. يجب على الجهات المسؤولة توفير التسهيلات التي تساعدنا على تقديم خدماتنا بالشكل الأمثل والابتعاد عن التقييم بالنظر إلى السعر فقط. فهذا القطاع يتركز على تجربة الزائر وشعوره اتجاهها، لذلك يجب الاهتمام بجودة ما يقدم لا بسعره فقط.
احتضن الدوحة
بالعودة إلى مشروع«احتضن الدوحة».. ما التحديات التي واجهتها خلال تأسيس هذه الشركة؟
- تأسيس إمبريس دوحه (احتضن الدوحة) لم يكن سهلا حيث واجهتنا تحديات عديدة منها اقناع الجهات المختصة بفكرة المشروع وأهميته للبلاد في فترة غلب عليها عدد المقيمين على المواطنين وأصبحت الهوية القطرية مهددة لكثرة الأمور الدخيلة عليها.
من ناحية أخرى إيجاد المقر المناسب الذي يعكس فكرة المشروع الثقافي يعتبر تحدي آخر حيث أننا لا نحتاج إلى محل أو مكتب بل نحتاج إلى بيت قطري تراثي يحتوي على مجلس قطري في قلب الدوحة ليعكس الضيافة القطرية وليسهل على الزائرين الوصول إليه وأخيرا والأهم هو الموازنة بين الوظيفة والمشروع حيث أننا في بداية المشروع ونحتاج للتفرغ من وظائفنا الحكومية كي نبذل طاقه وجهد اكبر لإنجاح المشروع وتطويره.
ما الخدمات الأساسية التي تقدمها «احتضن الدوحة»؟
- تقدم شركة «احتضن الدوحة» خدمات متنوعة تبدأ بالمحاضرات الثقافية المختصة بالتعريف عن تاريخ قطر، العادات والتقاليد، التعريف بشهر رمضان، وبروتوكول العمل مع العرب. بالإضافة إلى الرحلات في الدوحة وضواحيها لجعل من قطر وجهة سياحية وأيضاً تنظيم احتفالات ثقافية كالاحتفال باليوم الوطني. كل هذه الخدمات تقدم بأيادٍ قطرية محترفة ومهتمة بتقديم أفضل ما لديها حباً في هذا الوطن.
ونسعى إلى أن نكون المرجع الثقافي المفضل لكل المقيمين والزائرين لدولة قطر بحلول عام 2020، عبر توفير مجموعة متكاملة من الخدمات الثقافية والسياحية التي تلبي احتياجات عملائنا من الشركات والأفراد.
ما أكثر المواضيع التي تستهوي السياح الوافدين بشكل خاص في مجالسكم؟
- معظم الجلسات الثقافية التي نقيمها تشهد نقاشًا موسعًا عن العادات والتقاليد القطرية، ومن خلال خبرتنا مع الزوار تم تصميم مواضيع الجلسة لتدور حول الثقافة القطرية وتقاليد الضيافة واللباس والأكل والزواج التقليدي. يتم التركيز على هذه المواضيع لتقديم نظرة وافية عن المجتمع القطري من جوانب مختلفة ولتفسير القيم القطرية المتأصلة بالثقافة القطرية والتي أدت لوصولنا لما نحن عليه اليوم. أيضاً يتم تخصيص آخر نصف ساعة من جلساتنا الثقافية لاستقبال الأسئلة العامّة وأي أمر يثير فضول الحاضرين من الأجانب والزائرين لم يتم التطرق له خلال الجلسة.
على الصعيد الشخصي، كيف توازنين بين وظيفتك الصباحية، وبين إدارتك للشركة؟
- لا أخفيك بأن الموضوع يكون مرهقا في بعض الأحيان ولكن له متعته الخاصة. فمع كل انجاز تزداد رغبتي في تقديم المزيد وتحقيق الأفضل. فما قدمته قطر لنا يفوق ما قدمناه بالمقابل.. قطر تستحق من أبنائها الأفضل وأقل ما يمكن تقديمه هو إدارة وقتي وترتيب أولوياتي لأعطي الأفضل كرئيس قسم استراتيجية في شركة بترول وكرئيس تنفيذي في شركة استشارات ثقافية وكفرد فعال في عائلتي. يحتاج الأمر للتخطيط السليم ولحسن إدارة الوقت واستغلاله بذكاء. أيضاً من أهم عوامل النجاح هو وجود الفريق المناسب من حولك لتعمل بذكاء لا بجهد لتحقق طموحاتك ولتستغل وقتك وطاقتك في ما يستحق ذلك.
copy short url   نسخ
18/02/2018
4325