+ A
A -
كتب- حسام وهب الله
شيخة راشد المفتاح نموذج للسيدة القطرية التي اهتمت بتثقيف نفسها بنفسها ثم بدأت في تثقيف مجتمعها المحيط بها فهي عندما تخرجت في عام 1976 بدأت العمل في مجال تدريس العلوم الشرعية وبالتوازي استمرت في التعلم حتى نالت البكالوريوس في الشريعة الإسلامية عام 1982 ومنذ ذلك الحين وهي تواصل عملها في مجال التوعية الدينية من ناحية، ومجال العمل الخيري من ناحية أخرى، حتى برز اسمها عاليا على مستوي قطر والعالم الإسلامي كمربية فاضلة وناشطة بارزة في العمل الخيري.
وتميزت حسبما يصفها المحيطون بها أنها لا تترك بوابة من بوابات العمل الإنساني إلا وتسعى لوضع بصمتها عليها.
فقد تولت مسؤولية إدارة الفرع النسائي لجمعية قطر الخيرية، متفرغة لمدة ست سنوات، وتعمل في تدريس الشريعة في المساجد والمجالس النسائية المنزلية.. لكل هذا كان لابد من الحوار لتسرد لنا أهم محطاتها العملية، وكذلك تلقي الضوء على الطرق المثلى لتحصين أبنائنا في مواجهة الفكر المتشدد من ناحية، والأفكار العلمانية الهدامة من ناحية أخرى... التفاصيل في السطور التالية:
الإعلام
بداية ونحن في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك يطالب الأطفال بمصاحبة آبائهم في الاعتكاف في المساجد فهل يسمحون لهم؟
-بالطبع هذا امر جميل بل إنها فرصة كي يعرف الأطفال والنشء آداب الاعتكاف فلا يجب أن نمنعهم بل يجب أن نحثهم على الاعتكاف دون إجبار وأنا أرى أن اعتكاف الطفل مع والده هو فرصة جيدة للقاء الأب أطول فترة ممكنة والجلوس معه وبقربه والاستماع إلى نصائحه والصلاة بجانبه وقراءة القرآن على مسامعه، باختصار فهى فرصة متميزة للقاء مطول بين الأب وابنه، خاصة وأن الأب يكون مشغولا في عمله بقية ايام العام، وأنا أتمنى أن تقوم الأم القطرية بحث أبنائها على الاعتكاف مع والدهم بشتى الصور.
وكيف ترين دور الدراما والأعمال الفنية في رمضان هذا العام هل قدمت دورا إيجابيا أم استمر أداؤها السلبي؟
- للأسف الشديد فإن الأعمال الدراسية والبرامج التي تبثها الفضائيات تمثل الشياطين التي لم يتم سلسلتها فكلها بلا استثناء برامج تحث على تسطيح كافة القضايا وإهمال الدين والعبادات وبدلا من أن يكون شهر الصيام شهر تحصيل الحسنات وشهر العمل والعبادات حولته الدراما والبرامج الفضائية لشهر اللهو والكاميرا الخفية نحن محتاجون أن نرجع ثانية لديننا وأخلاقياتنا ولابد أن يعي كل مسلم أن الله تعالى فرض الصيام في رمضان حتى نحصد الثواب وليس حتى نشاهد المسلسلات والإعلانات والبرامج بما فيها من مشاهد ما أنزل الله بها من سلطان.
الطوفان
إذن ماذا تفعل الأسرة لمواجهة هذا الطوفان؟
- الحل بسيط هو ضرورة إغلاق التليفزيون نهائيا خلال الشهر وحتى لو لم نكن نستطيع أن نفعل ذلك طوال الشهر فما أحوجنا إلى إغلاق هذا الجهاز منذ اليوم وحتى نهاية الشهر المبارك بحيث نعود لديننا عودة جميلة والإعلام من جانبه يجب ان يعلم أن دوره الحقيقي هو أن يلعب دوره في حماية الأسرة وحماية أفرادها من الغزو الفكري والإعلامي الذي يواجه ثقافتنا حاليا وكذلك تقديم البدائل من ديننا الحنيف وقيمنا الإسلامية الأصيلة؛ فالإعلام لا بد أن يتم توجيهه من قبل مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني إلى تناول القضايا الحقيقية بموضوعية تمكنه من عدم تشويه الحقائق وبالتالي يتم صلاح حال الأسرة الذي يعود بالنفع والصلاح على المجتمع.
في ظل الانفتاح وتحول العالم إلى قرية صغيرة تتساءل الأمهات القطريات حول كيفية تربية أبنائهن؟
- لابد أن تعي الأم القطرية أهمية وجودها في حياة أبنائها لأن كثيرا من الأمهات في مجتمعنا يعتمدن اعتمادا كبيرا على الخادمة الأجنبية في تربية الأبناء وهذا خطأ كبير لأن الشريعة الإسلامية طالبت الأم بتربية أبنائها بنفسها وليس الاعتماد بشكل كلي على الخادمة كما يحدث اليوم في مجتمعنا ولابد ان تعي الأم أن الخادمة لن تربي أبناءنا كيفما نتمنى بل وفقا لعاداتها وتقاليدها هي وبالتالي ينشأ الطفل بعيدا عن هويته ولهذا لابد ان نلتفت لأهمية تربية الأم لأبنائها بنفسها ولا مانع أن تساعدها الخادمة لكن بشرط عدم الاعتماد الكلي على الخادمة في تربيتهم.
تربية الأبناء
وكيف تربي الأم أبناءها؟
- لابد أن تعتمد الأم منهج الأخلاقيات الإسلامية بحيث نزرع فيهم القيم والأخلاق ولابد أن تعي الأم أن مسؤوليتها كبيرة في تربية الأبناء في ظل الهجمة الطاغية للعادات غير الإسلامية وانتشار الأفلام والمشاهد التي تهدد عقول وأدمغة وأجساء أبنائنا فالأطفال والنشء اليوم يواجهون فتنا دائمة في الجوال وفي التليفزيون وفي كل مكان يذهبون إليه.
هل هذا يعني ضرورة مراقبة الجوال الموجود طيلة الوقت في أيدي الأبناء؟
- مراقبة الجوال مستحيل لأنه موجود في يد الطفل طيلة الأربع وعشرين ساعة وانا أذكر أن بعض الأمهات سألنني هل يسحبن الجوال تماما من يد أطفالهن ويمنعنه عنهم حتى لا يتعرضوا لإغراء المقاطع والمشاهد التي ما أنزل الله بها من سلطان فقلت لهم إن هذا ليس حلا فالأفضل هو تربية الطفل على مخافة الله تعالى بحيث يعي الطفل من تلقاء نفسه الخطأ والصواب وحتى اذا ارتكب الخطأ يعود فيستغفر الله تعالى ويقلع تمام عن الخطأ باختصار لابد أن ننمني ثقافة الرقابة الذاتية لدى أبنائنا ولو نجحنا في ذلك فسوف نقيهم شرور العولمة المخيفة التي نعيشها اليوم شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن لا أقول إننا سنحول الطفل إلى معصوم ولكننا سنساعده على مواجهة تلك الفتن.
وهل مسموح لنا بالتجسس على جوالات أبنائنا؟
- هذا أمر مرفوض تماما وترسيخ لثقافة يرفضها الدين وترفضها الأخلاقيات والأفضل كما قلت أن نعلمهم الدين الحقيقي ونعرفهم كيف يقيمون الأمور واهمية أن يلجأوا لنا في مشكلاتهم بحيث نتمكن من غرس القيم الإسلامية في نفوسهم من نعومة أظافرهم، وحتى عندما يكونون أجنة في بطون أمهاتهم يجب الاهتمام بهم والاعتناء بهم ليكونوا بناة المستقبل والقادرين على حمل لواء تطوره وتقدمه من خلال غرس القيم الإسلامية في نفوسهم.. ليكونوا لبنات صالحة في بناء المجتمع وخدمة دينهم.
لك مساهمات عديدة في تنظيم حملات التبرعات لصالح الفقراء والمساكين كيف ترين تفاعل المواطن القطرى مع القضايا الإنسانية، ودعمه لها؟
- والله لم أجد لدى المواطن القطري بل والمواطن المسلم عموما إلا الرغبة الشديدة في المساهمة والمسارعة في مد يد العون للمحتاجين بصورة فورية عند سماع أي دعوة أو رؤية الأحداث، وبمبالغ كبيرة، وبكل ثقة فالمسلمون والحمد لله سباقون للمساهمة بما تجود به النفس.
copy short url   نسخ
30/06/2016
12793