+ A
A -
كتب- يوسف بوزية
ما زالت الخيم الرمضانية تحتفظ برونقها كإحدى المظاهر المسائية «المصاحبة» لشهر رمضان، إذ تمثل «ملاذاً» للعائلات والأفراد، من عشاق السمر على أنفاس الشيشة وأنغام العود الشرقي.. حتى موعد الإمساك.. وشهدت بعض الفنادق والخيم الرمضانية إقبالاً متزايداً مع بدء العد التنازلي لأيام الشهر الفضيل، حيث يطغى على الأسبوع الأول الطابع العائلي والاستقرار في المنازل، بعدها تتجه العائلات للفنادق والخيم الرمضانية للتغيير، الترفيهية والتنزه خصوصاً في عطلات نهاية الأسبوع.
وقال لـ الوطن، السيد خليل، مشرف خيمة الدفنة: إن الخيم الرمضانية أسهمت في انتعاش الحركة الليلية في وعملت على جذب الشباب وعائلاتهم لتناول وجبات السحور أو الإفطار، في أجواء رمضانية بعيدة عن روتين المنزل، مع بند ترفيهي يشمل الموسيقى الشرقية والشيشة وتقديم ألوان من الفلكلور والفنون الشعبية، مع الالتزام بلوائح الهيئة العامة للسياحة واشتراطات الأمن والسلامة العامة.
أضاف أن الخيم الرمضانية في شكل عام تحرص على مستوى الجودة المطلوبة والحفاظ على العادات والتقاليد العربية والإسلامية، دافعاً بذلك الانتقادات الموجهة للخيم الرمضانية واصطدامها بروحانية الشهر الكريم، مؤكداً مراعاة الفعاليات المصاحبة للشعائر الدينية الخاصة بشهر رمضان وتُقدير مشاعر المقيمين والسائحين المسلمين.. فأجواء الخيم الرمضانية تستحضر ليالي عربية قديمة يضفي عازف العود، عليها جواً من الألفة والاسترخاء للاستمتاع بالأغاني الشرقية كخلفية موسيقية تريح الأعصاب، أثناء تبادل أطراف الحديث مع الأهل، والأصدقاء في أجواء رمضانية أو ليلية خاصة.
العائلات القطرية
ويتفق مدير خيمة الفورسيزونز، محمد أحمد مع الرأي السابق، مشيراً إلى تلقي الفندق تعميماً من الهيئة العامة للسياحة بضرورة تقديم تجربة «تتلاءم مع طبيعة المناسبات الدينية والوطنية» كجزء من تطوير المنظومة التشريعية لقطاع السياحة والضيافة في قطر، مؤكداً «حرص الفندق على إقامة خيمة رمضانية تطغى عليها فعاليات وأنشطة مختلفة، بما يتماشى مع الأجواء الخاصة بالشهر الفضيل».
وشهدت خيمة فندق ومنتجع شرق، التي تبلغ سعتها 200 شخص تضم 6 مجالس خاصة، كل مجلس يسع لنحو 8 أشخاص، إقبالاً متزايداً وغالباً ما يكون أقوى خلال فترة السحور كما يوضح وائل معتوق، مدير عام فندق ومنتجع فريج شرق، ولكن العائلات القطرية تختار أكثر فترة الإفطار بحيث تتراوح نسبة الإقبال من تلك العائلات بين 80 % إلى 90 %، بينما تستحوذ الفنادق الخاصة في فترة السحور على حصة تتأرجح بين 50 % و60 % من المجموعات.
ولا تختلف أسعار المجلس عن أسعار الطاولات العادية، ولكن هناك سعراً أدنى قيمته ألفا ريال للمجلس سعته 8 أشخاص وهو يمثل تكلفة البوفيه لنحو 8 أشخاص، ما يعني أنه لا أسعار إضافية لقاء حجزه ولكن هناك مبلغ محدد يجب أن يتم دفعه.
العود الشرقي..
ويبدو أن «آلة العود الشرقي» هي القاسم المشترك الذي يجمع بين الخيم الرمضانية المنتشرة في فنادق الدوحة، بحسب المشرف على خيمة فندق الفورسيزون محمد أحمد، باعتباره «يمثل نوعاً من الترفيه والفن الهادئ الرزين» وهو الأكثر تناسباً مع طبيعة شهر رمضان وروحانياته، لافتاً إلى تنافس الفنادق الكبرى في إضفاء ديكورات خاصة وأجواء مميزة في الخيم الرمضانية التي تجمع بين «مختلف الأعمار»، وان كانت الغالبية العظمى فوق عمر الـ35، بينما تتساوى النسبة بين الرجال والسيدات– تقريباً - نظراً إلى أن عدداً كبيراً من المترددين من العائلات.
وبحسب رئيس طهاة الحفلات في فندق فورسيزونز، حسام الناظر، فقد صممت الخيمة بحيث تتيح تجارب فريدة للرواد الذين يبحثون عن التراث في طابع معاصر، وقد وضع الفندق لائحة طعام متجددة وغنية بالأطباق الرمضانية لضيوفه، مع خلفية موسيقية تضفي المزيد من الاستمتاع في تناول الطعام.
روتين المنازل
وتتوفر للراغبين في الاسترخاء نكهات الشيشة الطازجة والحلويات العربية إضافة إلى القهوة والشاي أثناء الإفطار ابتداءً من غروب الشمس.. حتى الساعة الثامنة والنصف مساء، بينما تبدأ فترة السحور من العاشرة مساء حتى الثانية صباحاً.
وقال عدنان أحمد المصري، شيف المطبخ العربي بالفورسيزونز: إن العائلات التي ترتاد الخيمة تعيش أجواءً عائلية فريدة مع تجربة متميزة لطلب الأكلات المفضلة لديهم على السحور والتي يتم طهوها أمام أعينهم، حيث أقمنا مطابخ مفتوحة لطهي الطعام بشكل مباشر، وهو ما ينعكس على مذاق الطعام المقدم وجودته وهي فكرة تناسب السحور الرمضاني بشكل كبير.
وقال إيهاب ميخائيل، مدير الخيمة الرمضانية في فندق غراند حياة الدوحة: إن الخيمة الرمضانية في الفندق والتي تبلغ سعتها 160 شخصاً تضم 3 مجالس خاصة سعة كل مجلس 10 أشخاص، وتكلفتها ألف ريال.
وأوضح ميخائيل أن الطلب على المجالس الخاصة يأتي بشكل أساسي من المجموعات، وكذلك من العائلات القطرية التي تبحث عن الخصوصية والجلسة المتميزة، ويمكن أن يحدد الضيوف مدى الخصوصية عبر فتح أو إغلاق الستائر وهو أمر اختياري، مشدداً على أن هذه المجالس مستوحاة من طبيعة المجتمع القطري المحافظ.
«250 –300» ريال
وحول القيمة السعرية للإفطار والسحور وكلفته داخل الخيم، يشكو البعض ارتفاع الأسعار (تكلفة السحور المفتوح للفرد الواحد ما بين 250 – 300 ريال.. شاملة العصائر والمشروبات الرمضانية والغازية والقهوة العربية والتركية والشاي).
يذكر أن لوائح الهيئة العامة للسياحة «ضبطت» فعاليات الخيم الرمضانية على إيقاع «العادات والتقاليد الإسلامية»، حيث دأب فريق من الهيئة على زيارة الخيم للتأكد من حفاظها على العادات والتقاليد ومراعاتها للشعائر الدينية الخاصة بأجواء الشهر الفضيل.
كما يتفقد ممثلو الهيئة جودة الأطعمة المقدمة وتنوع الأطباق وطريقة التقديم على موائد الإفطار والسحور، فضلاً عن الديكور، والإضاءة والفعاليات الترفيهية، بالإضافة إلى مدى التزام الخيم بتقديم الأطباق الشعبية القطرية.
ويخدم هذا التقييم الصارم للمرافق والمنشآت السياحية، عملية اختيار الفائزين، خلال حفل جوائز المنشآت الفندقية الذي تقيمه الهيئة سنوياً.
copy short url   نسخ
30/06/2016
6627