+ A
A -
حوار- غدير حدادين
يؤمن وزير الثقافة الأردني الدكتور عادل الطويسي أن الهوية العربية ستبقى صامدة وأن جذورها راسخة في هذه الارض الطيبة ولن تمحوها هجمات «الغزو الثقافي». رغم التحديات التي تتهدد الهوية العربية والمخاطر التي تحيط بالمكون الثقافي العربي. الطويسي شخصية أردنية عروبية، نشأ في كنف أسرة تحب العروبة كما تحب رائحة الارض في صباح ندي، فجبلت حب العروبة في عروقة منذ كان طفلا صغيراً. وقف في خطوط المواجهة مدافعاً عن الإرث الثقافي العربي، لا يرفض التجديد، ولكنه لا يقبل المساومة على الهوية العربية ويحبها كما يحب تراب الوطن، ويؤمن بها إيمان جيل ترعرع على لغته العربية الأصيلة. من قرية في جنوب الأردن أطل الطويسي على عالم الثقافة من بابه الواسع، فكان أكاديمياً تارة، ورئيساً لجامعة تارة أخرى، ووزيراً في كثير من الأحيان، وفي كل الاوقات كان شجاعاً في رأيه ومواقفه، لا يخشى العولمة، ولكنه لن يتخلى عن مكونات الهوية العربية. يطل وزير الثقافة الأردني الدكتور الطويسي على قراء «الوطن» في حوار حول عدد من القضايا:
كمجتمع عالم ثالث تسود عندنا العلاقات الاجتماعية التقليدية في الغالب، ويُعد الاستهلاك هو السمة العامة لاقتصادنا مع القليل من الإنتاج، مما يجعل مجتمعنا مجتمعا استهلاكياً على الصعيد الثقافي أيضا بشكل عام، ومشرعاً في ظل العولمة وثورة التواصل لما يسمى بالغزو الثقافي، كيف نجعل من الثقافة سماء منفتحة ومتفاعلة من جانب وأيضاً أصيلة وأمينة للهوية الوطنية والخصوصية الحضارية لأمتنا من جانب آخر، وما هي آليات عملكم مستقبلاً حول هذه الركيزة؟
- من ناحية المجتمع المستهلك، يمكن أن يكون على المستوى الاقتصادي أوسع مما هو عليه مشروع ثقافي، فلدينا إنتاج ثقافي جيد، ممكن بالعدد أقل نسبياً من الدول الأخرى، فإذا أخذنا جانب القراءة فمجتمعنا غير قارئ، لكن هناك محاولات جادة لدينا لتشجيع الناس على القراءة، من خلال مشاريع مثل «مكتبة الأسرة الأردنية»، التي توفر الكتاب بثمن رمزي، سواء للكبار أو للأطفال، ونحن نهتم بشكل أساسي بالأطفال، لغرس عادة القراءه فيهم، وليصبحوا مجتمعا قارئا في المستقبل. أما بالنسبة للمحتوى الثقافي بشكل عام فهو الكتروني، وهذا الذي يؤثر على موضوع العولمة، وما زال متأخرا بشكل كبير جداً في العالم العربي، وهناك محاولات من بعض مؤسسات المجتمع المدني بزيادة المحتوى الرقمي بشكل عام في العالم العربي وبالذات الإنتاج الثقافي والفني.
وفي ظل العولمة والحفاظ على الهوية الوطنية هناك مكونات سياسية للهوية العربية، والمواطن العربي غير مستعد للتخلي عنها «مثل اللغة»، وإن كان هناك بعض الظواهر الحديثة التي ظهرت مؤخراً في العالم العربي (كظاهرة العربيزي) أي الخلط بين العربية والانجليزية، وخاصة بين الجيل الجديد المعاصر، وتنبهت الآن الدول العربية للموضوع، وبدأت بتشريعات للتشجيع على القراءة في اللغة العربية، لأننا لا نستطيع أن نحد من اللغة الانجليزية لانها لغة عالمية، كذلك التشجيع على عدم اهمال اللغة العربية وإبقائها إلى جانب اللغة الانجليزية. وهناك أيضاً الدين والمعتقدات والعادات والتقاليد ما زالت تعتبر الخط الاخير في الدفاع عن الثقافات وترفض الشعوب العربية التخلي عنها. علماً بان الناس لم يمانعوا في التخلي عن مكونات ثانوية منها اللباس والاكل وأصبحت الوجبات السريعة لها حضور في المجتمعات العربية والمجتمع الأردني بشكل خاص، ومن وجهة نظري أنها ليست من الأمور المهمة ولا يجب الخوف منها لأنها ليست من مكونات الثقافة الأساسية.
يعاني كثير من المثقفين الأردنيين من التهميش وأحياناً من فوضى وضعف في البنى التحتية الثقافية، وهذا يتجلى في سيادة العلاقات الشخصية أكثر من علاقات التفاعل الثقافي العميق والنقدي الرصين، هل هناك استراتيجية ثقافية لدى الوزارة لمواجهة هذه الإشكالية، والحد من تكريس المُكرس؟
- أريد أن أصحح هنا في مفهوم وموضوع التهميش فليس التهميش بحد ذاته مقصود، ونركز هنا على جهة رسمية ممثلة بوزارة الثقافة، لذلك يجب ان نقيمّ المشهد الثقافي من خلال المثقف. فالجهات الحكومية بشكل عام لا تصنع الثقافة بل هي توفر البيئة المناسبة والمظلة للمبدعين، وايضاً الدعم المادي والمعنوي عن طريق الجوائز التقديرية والتشجيعية والمادية بإنتاج الكتب، وأيضاً الإنتاج الفني بكل أشكاله. ومن هنا يبقى الدور على المثقف الأردني نفسه. فقد تراجع دور المثقف العربي بشكل عام في السنوات الأربع الاخيرة بسبب ما سمي «الربيع العربي» وما آلت إليه نتائجه، فقد كانت التوقعات منه عالية جداً وخاصة لدى المثقفين مما سينتج عنه ديمقراطية ودمقرطه في جميع مناحي الحياة في العالم العربي، ولكن النتائج جاءت كارثية مع الأسف، وأدت إلى صدمة نفسية لدى المثقف العربي، وبالأخص في الأردن. وأدى أيضاً إلى انزواء معظم المثقفين العرب وقاموا بتهميش أنفسهم في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في العالم العربي، ومن هنا فان المظلة الرسمية لم تجد مشهداً ثقافياً تتفاعل معه.
بدأت منذ عقد تقريباً ثقافة التطرف عموماً، والديني خصوصاً، تتشكل عبر سياقات وأسباب اجتماعية وسياسية واقتصادية بعضها داخلي وبعضها خارجي، حيث تحولت إلى منظومة وبنى لها حواضنها الاجتماعية، وبالتالي أصبحت قوة تدمير عاتية تؤثر اجتماعياً وثقافياً وسياسياً... وقد طالت نسبياً المجتمع الأردني. وكما أنها أيضاً ومنذ أكثر من عقد تمارس التدمير والقتل الشامل على المستوى العربي والعالمي، كيف تقرؤون هذه الظاهرة وهل هناك استراتيجية عمل لمواجهتها في الأردن ثقافياً وإعلامياً إلى جانب الدورين التعليمي والسياسي؟
- التطرف والإرهاب ظاهرتان مختلفتان وإن كان التطرف يصب في الإرهاب، لأن الإرهاب جذوره في التطرف. فالدولة الأردنية بكل مكوناتها تتعامل مع هاتين الظاهرتين، فالإرهاب ناتج عن التطرف لان ظاهرة الإرهاب بَعدية والتطرف قَبلية. فالأردن تنبه إلى هذه الظاهرة وعمل على مواجهة التطرف باعتباره جذورا للعنف والإرهاب، ووضعت الحكومة الأردنية منذ عامين ونيف خطة لمواجهة التطرف والعنف ويشارك في تنفيذها (14) جهة حكومية من ضمنها وزارات الثقافة والاوقاف والتربية والتعليم ودائرة الافتاء والاعلام والشباب، فكلها مجتمعة معنية بتنفيذ الخطة. هذا من الجانب الحكومي، أما من الجانب الآخر فهناك مؤسسات المجتمع المدني تحاول أن تقوم من خلال الدعم الذي تتلقاه من الحكومة أو من منظمات دولية بالعمل على الجانب التنويري في قطاع الشباب بحيث تقوم بتحصينهم ضد الانجراف وراء الدعوات والانخراط في صفوف الإرهاب بعد غسل دماغهم بالتطرف، فالجهود موجودة في الدولة الأردنية. وأود أن أشير هنا إلى أن الحكومة الحالية قامت بنقل وحدة مواجهة التطرف (قبل أيام قليلة) من وزارة الداخلية إلى وزارة الثقافة إدراكاً منها بأن الجانب الثقافي يعمل على مواجهة التطرف، أما الإرهاب فله جانب أمني ولهذا بقي في وزارة الداخلية.
من أخطر ما يواجه المنتج الثقافي (المقصود بالمنتج الثقافي الاجتماعي الشامل وليس فقط منتج النخبة) في الأردن هو ثقافة المجاملات والتكريس، وضعف النقد العلمي الموضوعي، كيف ترون هذه المعضلة وكيف يمكن وضع آليات لتشجيع وترسيخ النقد العلمي الذي يعتبر الوجه الآخر للإبداع؟
- النقد يُنظر له على أنه أمر سلبي، ولكن يمكن أن يكون أمرا سلبيا أو إيجابيا، وما يسمى بالنقد البناء أيضا، أما نقد المحاباة فهو موجود في كل المجتمعات، وله شخوصه وهم يعملون ضمن أجندات شخصية أو اقتصادية معنية للتكسب، لكن بالنسبة للدور الرسمي لهذا الموضوع فنحن نشجع على النقد البناء مهما كان مصدره سواء أكان ثقافة مجتمعية أو رسمية أو كتابا إعلاميين أو النقد عن طريق المسرح أو الكلمة أو الشعر، فكلها أنواع يدخل من خلالها النقد. أما حينما يتجاوز النقد ويصبح تجريحاً فهذا ما نرفضه لانه يصبح تشهيراً، ويراد منه الفضيحة بدلاً من النصيحة. وفي كل هذا وبالنهاية يكون تحت مظلة الديمقراطية الحقة وليس فقط معني بالنواحي السياسية والاجتماعية بل يعنى في النواحي الثقافية ايضاً، فالاصلاح الثقافي هو بوابة للاصلاح السياسي والاجتماعي. لدينا في وزارة الثقافة مشروع لدعم الكتاب النقدي المعتدل والموضوعي، ويتم الحكم على الموضوعية من خلال لجان متخصصة في هذا الإطار.
الأردن بلد ومجتمع غني بعمقه وحضارته وتاريخه ومعالمه السياحية والحضارية الطبيعية وهي مرموقة ومعروفة على المستوى العالمي، لكن خطر تجاهلها أو تحويلها إلى مجرد سلعة مؤقتة يضرب عمق وظيفتها الإنسانية ووظيفتها في الحفاظ على الهوية العربية الأردنية، فهل هناك استراتيجية ثقافية للتعامل مع هذا التحدي؟
- نحن كجزء من الأمة العربية لنا مكونات ومفردات هوية نعمل على حمايتها من العولمة التي تريد إذابة هذه الهوية وهذه المفردات في بوتقة لا تصلح للهوية العربية أو خطف الجيل الشاب الحالي وإبعاده تماماً عن مفردات هويته. أما بخصوص الاستراتيجية، فكل الجهات الرسمية المعنية بالجانب الثقافي أو السياسي أو الاجتماعي تعمل في هذا الاتجاه فنحن لا نحارب العولمة بشكل عام لان هناك جوانب ايجابية لها وخاصة اقتصادية، من حيث عملية انسياب السلع بين الدول وحرية حركة العمالة بين الدول، أما العولمة الثقافية فيجب أن يكون هناك حذر في هذا الموضوع لان هناك اتجاهات تدعو إلى بوتقة الانصهار أي ثقافة من ثقافات الأمم في ثقافة واحدة هي ثقافة الاقوى أي التعامل مع كل البشر كوحدة واحدة وهذا الاتجاه ترفضه الشعوب العربية قاطبة. أما الاتجاه الثاني التي تشجع عليه اليونسكو وكل الدول العربية هو احترام ثقافة الآخر وإيجاد القواسم المشتركة بين كل الثقافات وتسليط الضوء عليها لتكون نواة في التعاون والتفاهم الثقافي، فمناهجنا في الأردن وخاصة بالجامعات تحاول إدخال هذه الثقافة بقدر الامكان، وفي وزارة الثقافة أيضاً هناك خطط جادة بهذا الاطار ومنها مخيمات الإبداع والحوار التي تركزعلى تنمية ثقافة القبول بالآخر وبالمناسبة فإن معظم تلك المخيمات تعقد في مناطق سياحية، ومناهج وزارة التربية يتم تعديلها وتجديدها باستمرار بواسطة الوزارة المذكورة، وأيضاً في وزارة الثقافة نقوم بالتشجيع على الفعاليات الثقافية والفنية التي تركز على التفاهم الثقافي وعلى عدم التصادم مع أتباع الثقافات المختلفة والتركيز على القواسم المشتركة.
دون شك أن الأردن ليس منعزلا عن محيطه العربي، بل لا يمكن الحديث عن ثقافة نقية في هذا البلد العربي أو ذاك، كيف تجري عملية تعزيز التفاعل والتبادل الثقافي مع الأشقاء العرب ضمن أجندات وزارة الثقافة وذلك لتصدير الأصوات الإبداعية الأردنية المختلفة بما يلق بها؟
- هناك هيئات ثقافية أردنية (وهي مؤسسات مجتمع مدني توفر لها وزارة الثقافة الدعم المادي والتشريعي) لها علاقات مع هيئات الدول العربية المشابهة ونحن نشجع على هذا التعاون من خلال مؤتمرات مشتركة كثيرة تعقد في العواصم العربية وهناك مشاريع مثل: «عاصمة الثقافة العربية» التي تسمى في كل سنة مدينة عربية عاصمة الثقافة العربية، وهناك تفاعل والتقاء ثقافات فنية وعربية على مدار عام كامل، والآن هناك بعض الاتحادات والمنظمات التابعة لجامعة الدول العربية ذات طابع ثقافي مثل (الألسكو)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بالاضافة إلى النشاطات الفردية والتي يدعى إليها المثقفون والفنيون مثل «مهرجان جرش» فهو لقاء عربي بين المثقفين وخاصة بأن الأردن هو البلد الوحيد بين الدول المحترقة حوله يعتبر حديقة تفوح عطراً وثقافة.
كثيرا ما يشكو المبدعون والمثقفون الأردنيون من فوضى وضعف الإنتاج الثقافي بجانب ضعف التمويل، هل لدى وزارة الثقافة أي برامج أو مشاريع جديدة تسهم في دعم المنتج الثقافي بما يحفظ التنوع والتوازن بين الأدب والدراما والمسرح والسينما والفن التشكيلي وغير ذلك؟
- هناك مشاريع في خطة التنمية الثقافية الأولى التي وضعت عام 2006– 2008 فكان هناك (20) مشروعا وعدد منها موجه نحو الابداع وأهمها مشروع «التفرغ الإبداعي الثقافي» وهو فريد من نوعه في العالم العربي بحيث يتفرغ الفنان أو المثقف لمدة عام، ويكون التفرغ لعدد (10– 15 شخصا) تفرغا كاملا حتى ولو كان في وظيفة رسمية، وتستمر حقوقه كما لو كان على رأس عمله، بالاضافة إلى الدعم المادي المباشر من وزارة الثقافة وتوفير الجو المناسب للابداع في الإنتاج، وهذا واحد من تلك المشاريع، ناهيك عن مشاريع أخرى مثل: «مكتبة الأسرة الأردنية» والهدف منه كما أشرنا سابقاً التشجيع على القراءة، إلا أنه يركز على الكتاب كصناعة ثقافة وتسليط الضوء على الكاتب أو المبدع الأردني، ليدخل ضمن قراءات الأسرة الأردنية. بالإضافة إلى المهرجانات ومسرح إبداع الطفل، وهناك الكثير من المهرجانات والمعارض في الفنون الجميلة والفن التشكيلي ترعاها الوزارة وتقدّم لها الدعم المالي واللوجستي من خلال المراكز الثقافية المنتشرة في محافظات المملكة.
الشباب هم المستقبل، هم الاحتياطي الذهبي لأي مجتمع، فهل تشكلت لدى وزارة الثقافة خطة لاحتضان وتشجيع وتنظيم الطاقات الشبابية الإبداعية ثقافيا وإطلاقها؟ وكيف نحميهم من الصرعات السطحية التي تعج بها وسائل الاعلام؟
- هذا جزء من خطة الحكومة لمواجهة التطرف، وهي خطّة فئتها المستهدفة هم الشباب، ويوجد في وزارة الثقافة بالذات فعاليات تركز على استثمار طاقات الشباب في الاتجاه الصحيح، فالشباب لديهم طاقات يجب أن تستثمر إيجابياً وإلا فإنها ستجد مَن يستغلها سلبياً، لذلك لدينا برامج في الجانبين الثقافي والفني، والشباب يقبلون على هذه النشاطات والبرامج بالمشاركة بها. أما بالجوائز أو بالمسابقات التي تقدم لهم سنوياً أو بمخيمات الإبداع أو الحوار أو من خلال المسرح والفرق الفنيّة المختلفة، وهم عماد الهيئات الثقافية التي فاق عددها ستمائة هيئة في المملكة، فعنصر الشباب مهم جداً بالمجتمع الأردني، وهم يشكلون (63%) من هذا المجتمع.
من باب تشجيع الإبداع عند المرأة وحفظ دورها في الوسط الثقافي الأردني، هل لدى الوزارة أي توجه خاص لدعم الإبداعات النَّسوية المختلفة أم أنكم لا ترون ضرورة لذلك مع شمولية المشاريع والخطط الثقافية القادمة؟
- في الإطار الفني والثقافي لا يجوز عمل شيء مختص للمرأة لانها متفوقة على الرجل، ولدينا في الأردن تواجد كبير وملحوظ للمرأة في المسرح والفن، فهناك سيدات لديهن مؤسسات في الإنتاج الفني والمسرحي، ولكن لا يمكن أن نفرق دستورياً بين الرجل والمرأة في مجال الدعم، فالتعامل على أساس المواطنة، والمواطنة لها حقوق وعليها واجبات، وفي مجال الحقوق الجميع متساوٍ، فالمرأة مرحب بها وتجد الدعم والسند. ونحن نتعاون مع الهيئات الثقافية والفنية التي تديرها، المرأة على قدم المساواة مع تلك التي يديرها الرجل، ولكن الغالبية العظمى من الهيئات الثقافية والفنية هي خليط من الرجال والنساء.
copy short url   نسخ
30/06/2016
3331