+ A
A -
عمان– الوطن- عماد عبدالكريم

استهجن أعضاء الهيئة الإدارية لاتحاد الناشرين الأردنيين ونواب في البرلمان خطوة الحكومة بفرض ضريبة مبيعات على الكتب حيث أقرت الحكومة الأردنية وضمن سلسلة من إجراءاتها في رفع الدعم عن السلع وفرض ضرائب جديدة منذ مطلع العام الجاري رفعت ضريبة المبيعات على الكتب من 0 % إلى 10 %.
قرار زيادة الضريبة على الكتب لقي رفضا كبيرا داخل أروقة الاتحاد الأردني للناشرين الأردنيين حيث تحول مؤتمر صحفي أعد لغايات التباحث في القرار إلى اعتصام داخل مقر الاتحاد حيث اعتبر المعتصمون في احتجاجهم الذي حمل عنوان «لا لتجويع العقول»، أن صناعة الكتب أصبحت في خطر بعد الضريبة الجديدة.
من جانبه اعتبر عضو الهيئة الإدارية في اتحاد الناشرين الأردنيين غسان حسين في تصريح خاص لـ الوطن أن فرض ضريبة المبيعات بنسبة 10 % تحمل العديد من المخاطر لعل ابرزها اغلاق معظم دور النشر ومكتبات بيع الكتب أبوابها، وزيادة الاعباء الاقتصادية على طلاب المدارس والجامعات والكليات وعائلاتهم كذلك زيادة عمليات القرصنة والتصوير والاعتداء على حقوق المؤلف، دون دفع أي ضريبة للدولة من أي نوع وتهديد كل الصناعات المجاورة وخاصة المطابع، وتراجع حركة التأليف والبحث وازدياد معاناة الكتاب والمؤلفين.
وأشار إلى أن فرض ضريبة مبيعات على الكتب تشكل حربا على العلم والمعرفة والتنوير والتربية والتعليم، وتسهم في الإجهاز على صناعة الكتاب التي تتراجع بشكل متسارع وخطر منذ أعوام، حتى باتت على شفى الهاوية، مشيراً إلى ان صناعة الكتب باختصار في معاناة مستمرة منذ أعوام، وهناك عزوف شديد عن القراءة، ولجوء مستمر إلى شراء الكتب المقرصنة، وعزوف مؤسسات الدولة الرسمية والمدنية والثقافية عن اقتناء الكتب، في سوق صغير ومحدود، وانهيار الاسواق العربية التي كان الناشرون الأردنيون يعتمدون عليها، الأمر الذي جعل عدد النسخ التي كان الناشر ينتجها من العنوان يتراجع من ألف نسخة إلى عدة مئات من النسخ تبقى في مخازنه عدة أعوام.
وأكد حسين ان الاتحاد يدرس العديد من الإجراءات التصعيدية من ضمنها إلغاء معرض الكتاب الدولي والذي يقام بالأردن منذ العام 1993 بمشاركة دولية وعربية حيث تتجمع خلال المعرض دور النشر وكبار المؤلفين والناشرين والمثقفين من كافة اقطار العالم، مطالباً بالالغاء الفوري لضريبة المبيعات على الكتب وكل المطبوعات، والبدء بتجميد وتنفيذ هذا القرار إلى حين إعادة الدراسة بلقاءات مكثفة مع الوزراء المعنيين. وتعتبر صناعة النشر وصناعة الكتاب، قلب الصناعات الثقافية، اساس التنمية الشاملة الثقافية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتقول أدبيات اليونسكو ان هذه الصناعة يجب الا تترك لاقتصادات السوق، فهي حامية التراث والهوية الوطنية واداة مواجهة الجهل والفقر والتخلف والمقياس الذي تعتمده الدول للبرهان على تقدم مجتمعاتها، لذلك خصص تقرير التنمية الانسانية العربية الذي بدأ بالصدور عن الأمم المتحدة UNDP، على تشريح حالة الدول العربية المعرفية والثقافية والكل يتحدث عما وراد في هذه التقارير منذ عام 2002، وحتى اليوم، والتحذير المستمر من مخاطر عدم دعم صناعة المعرفة، صناعة الكتاب وحركة التأليف والإبداع.
copy short url   نسخ
23/01/2018
4175