+ A
A -
كتبت ــ أماني سامي وقنا

احتفل مركز الإنماء الاجتماعي «نماء» التابع للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي أمس، بتخريج الجيل الأول من الرياديين الاجتماعيين لبرنامج «سما نماء» بحضور سعادة الشيخ ثاني بن حمد بن خليفة آل ثاني وذلك بمركز قطر الوطني للمؤتمرات. وقام سعادة الشيخ ثاني بن حمد بن خليفة آل ثاني بتكريم الخريجين وتوزيع الشهادات والدروع التذكارية عليهم. جاء الاحتفال الذي شهد تخريج 17 شابا وفتاة، تم اختيارهم من بين أكثر من 500 متقدم لهذا البرنامج، تتويجا لجهود ثلاثة أشهر من العمل والتدريب والسفر للخارج حيث يعد برنامج «سما نماء» مشروعا لتطوير قدرات الشباب القطريين من كلا الجنسين، في الفئة العمرية من 18 إلى 35 عاماً واستثمار طاقاتهم عبر مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تشجعهم على الخروج بمبادرات إبداعية تتماشى مع احتياجات المجتمع والعمل على تلبيتها.
وفي هذا الإطار أكدت السيدة مريم عبداللطيف المناعي القائم بأعمال المدير التنفيذي لمركز الإنماء الاجتماعي «نماء» نجاح مسار المركز وتوجهاته لتطوير الرياديين الاجتماعيين والذي بنيت استراتيجيته «2018 -2022» لتلامس متطلبات التطوير للفئات العمرية المختلفة لمراحل الشباب ولتحاكي مقتضيات تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، مشيرة إلى تصميم المركز لأحد عشر مشروعا مستحدثا لإيجاد جيل مستنير وقادر على تحقيق مجتمع المعرفة والرفاه.
وأوضحت أن دولة قطر قطعت شوطا كبيرا وغير مسبوق في مجال الاهتمام بالإنسان كغاية ووسيلة للتنمية وأن مركز نماء بمشاركة واسعة من جميع القطاعات وضع على عاتقه أن يكون جزءا رئيسيا في تمكين الشباب وتوظيف المصادر التعليمية والتقنية والمالية والثقافية للمبادرة والابتكار والإبداع.
وبرهنت السيدة مريم عبداللطيف المناعي على نجاح مسار المركز بنتائج البرنامج التي فاقت التوقعات حيث أثبت الشباب جدية كبيرة ورغبة في العمل المجتمعي وأنه لا يحتاج إلا لمن يوجهه ويمنحه الفرصة للابتكار، معربة عن أملها في أن ترى عوائد هذا البرنامج ومخرجاته تلبي حاجات المجتمع ومتطلبات نمائه وازدهاره وتزوده بالعناصر المدربة والمؤهلة لإدارة العملية التنموية وقيادة العمل التنفيذي.
وتضمن برنامج «سما نماء» عدة مراحل الأولى وهي مرحلة «التدريب الداخلي» عبر طرح العديد من ورش العمل والمحاضرات المعززة لمفهوم الريادة الاجتماعية، بالإضافة إلى تقديم ورش لتنمية المهارات الشخصية للمنتسبين.. الثانية وهي مرحلة «التدريب الخارجي» أو التعايش مع العاملين في مجال الريادة الاجتماعية من خلال تجربة عملية للمجتمع الخارجي بالمملكة المتحدة، بهدف الاحتكاك مع أصحاب العلاقة والتعرف على مشاريعهم والاستفادة من تجاربهم والحصول على خبراتهم العملية.
وفي المرحلة الثالثة «تقسيم الفرق والعمل على المشاريع الاجتماعية» وانقسم المنتسبون إلى فريقين وطلب منهم العمل على تقديم مبادرة مشروع ريادي أو اجتماعي قابل للتطبيق قبل انتهاء فترة البرنامج.. أما مرحلة التحكيم فقد جرى خلالها تقييم المشاريع من قبل لجنة تضم نخبة من المحكمين أصحاب الخبرة في مجال العمل الاجتماعي تمهيدا لتخريجهم وانخراطهم في العمل.
من جهتها تقول السيدة نجلاء آل ثاني مدير الاتصال بالمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي:
يطمح برنامج «سما نماء» إلى خلق جيل فعال في المجتمع من الرياديين الاجتماعيين، حيث تكمن أهمية مشاريع «سما نماء» في كونها الانطلاقة لمزيد من المساهمات الفعالة للرواد الاجتماعيين في المجتمع القطري، والقيام بتنفيذ عدد من المشاريع والمبادرات المستقبلية الاجتماعية من قبلهم، التي تصب في خدمة المجتمع.
ومما لا يخفى على أحد الاهتمام الشديد من قبل المجتمع المدني بدعم هذه المبادرة، والتركيز على مدى تأثيرها الإيجابي في كافة أطياف المجتمع، بداية من خلية العائلة المتمثلة بالمشاركين وذويهم، إلى طلاب المدارس والجامعات والموظفين في مجالات عمل مختلفة، وصولا إلى رجال الأعمال ومديرو الشركات والنافذين الذين يعتبروا قدوة امتثل بهم المشاركين.
وتحدث بعض المشاركون لـالوطن عن تجاربهم:
في البداية تقول مريم الكواري:
تتطلب الريادة سمات معينة أهمها المسؤولية المجتمعية تجاه القضايا والتحديات التي تحيطنا، فالرياديون يستطيعون خلق فرص خلاقة يفيدون بها مجتمعاتهم ومن باب إحساسي بمسؤوليتي تجاه دولتي عمدت إلى إعداد وجبات غذائية متكاملة للعمال الذين يعكفون على العمل في مشاريع كأس العالم، فتتناسب معهم وتمدهم بالطاقة التي يحتاجونها خلال عملهم.
ويقول السيد غانم السليطي في مستهل حديثه:
للرواد الاجتماعيين دور في إحداث تأثير إيجابي على المجتمع، ويتحدث مشروعي عن أول مقهى نباتي في قطر، كما أنني أمتلك شركة قابضة تضم عدة شركات قمت بتأسيسها وجميعها صديقة للبيئة، بدأت قصتي نحو بوابة الطعام النباتي عندما بدأت أتناول الطعام النباتي فقط لبعض المشاكل الصحية التي واجهتني، ومن هنا أحاول جاهدا تغيير مفهوم ونظرة المجتمع للطعام النباتي والأكل الصحي بصفة عامة.
أيضا أسست شركة تعنى بمنتجات العناية بالبشرة والشعر وهي منتجات تلجأ للطبيعة بشكل تام، وتوجه في ختام حديثه بنصيحة للشباب ان يختاروا المشروع والتخصصات التي تروقهم حتى يبدعوا فيها، وبالطبع جل هذه المشاريع تضخ في رؤية قطر 2030.
في سياق مواز يقول المهندس محمد إبراهيم الحوسني:
شاركت بمشروع قراري في البرنامج وهي حملة توعوية مع ابلكيشن تساعد الطلاب في المرحلة الثانوية على اتخاذ قراراتهم التي تخص التخصصات التي سيكملون بها، واضاف: يعد برنامج الرياديين الاجتماعيين من البرامج التي قد لا تكون مرت كثيرا على أسماعنا ولكن عندما انخرطت فيه واكتشفت انه فكرة نبيلة حيث يوجهنا إلى فكرة المجتمع وبعد مرور أربعة أشهر لست فقط مجرد رائد اجتماعي من خلال قراري، انا ايضا تطورت مهاراتي في التواصل وفي مناحٍ عدة.
وتحدث عن التحديات التي تقابل الشباب القطري قائلا: نحتاج إلى عطاء اكبر وتنوع في التخصصات، فالكثير من الطلاب يصلون إلى الثانوية العامة ولا يعلمون بشكل واضح ميولهم تجاه التخصص الذي يروقهم حيث نجد مثلا ان الأب طبيب فيكون جميع أبنائه اطباء وهذا خطأ كبير.
ويقول عبدالرحمن صالح الاشقر:
شرف لنا ان نكرم من قبل سعادة الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني وهذا التكريم بمثابة دافع قوي لنا للنهضة بوطننا الغالي قطر
واضاف: تضمن البرنامج اربع مراحل تبلورت المرحلة الأولى حول تدريب داخلي في دولة قطر من ورش عمل والمحاضرات المعززة، المرحلة الثانية تعتبر مرحلة تعايش المنتسبين للبرنامج مع اصحاب العلاقة في مجال الريادة الاجتماعية وذلك من خلال تجربة عملية في بريطانيا، أما المرحلة الثالثة طلبنا العمل على مشروع ريادي قابل للتطبيق خلال مدة قصيرة، أما المرحلة الرابعة والاخيرة فتجرى عملية التحكيم وتقييم للمشاريع،
من جهتها تقول أمل القحطاني:
اهتم البرنامج بتنمية الرواد الاجتماعيين فهي تعد تجربة فريدة من نوعها خاضها مجموعة من الشباب ساعدت في تطوير قدراتنا عبر مجموعة من الانشطة المتنوعة تتماشى مع احتياجات المجتمع والعمل على تلبيتها.
copy short url   نسخ
19/01/2018
3892