+ A
A -
كتب– محمد ابوحجر
كشف الدكتور نايف الشمري العميد المساعد للبحث والدراسات العليا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، في مؤتمر صحفي، عقد بجامعة قطر أمس، عن أبرز ملامح برامج الدراسات العليا الجديدة التي ستطرحها الكلية اعتبارا من العام الأكاديمي القادم، وذلك بحضور أ.د. صالح الزنكي رئيس قسم الفقه وأصوله، و أ.د. عبدالقادر بخوش رئيس قسم العقيدة والدعوة. وذلك بعد إقرار مجلس أمناء جامعة قطر في اجتماعه الأخير الذي انعقد في شهر يناير الجاري، طرح برنامج دكتوراه في الفقه وأصوله، وبرنامج وماجستير في الأديان وحوار الحضارات، ضمن باقة برامج الدراسات العليا التي تقدمها كلية الشريعة والدراسات الإسلامية. وقال د. نايف بن نهار العميد المساعد للبحث والدراسات العليا: بعد 5 سنوات من طرح أول برنامج دراسات عليا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جاء الوقت المناسب لطرح المزيد من البرامج.
وأشار د. نايف إلى أن برنامج دكتوراه الفقه وأصوله برنامج نوعي، وهو الأول من نوعه في قطر والدول المجاورة، والبرنامج يتألف من مقررات دراسية ورسالة، ومن المحتمل تحويله مستقبلا إلى رسالة فقه، إن ارتأت الكلية ذلك. وفيما يتعلق بماجستير الأديان وحوار الحضارات، قال د. نايف: هو برنامج فريد من نوعه بالمنطقة، فهو يعتمد على ركيزتين، وهما الجانب الديني والحضاري، في نفس الوقت. وأضاف نهار: ويعد برنامج ماجستير الأديان وحوار الحضارات المتنفس الوحيد للكلية للتفاعل مع التخصصات في الكليات الأخرى، فكل برامج الدراسات العليا السابقة تعتبر تخصصية، بينما هذا البرنامج بيني، يفتح الآفاق للتفاعل مع علم الاجتماع، والقانون الدولي، والفلسفة، والتاريخ.
«أهمية البرنامجين»
ومن جانبه قال أ.د. صالح الزنكي رئيس قسم الفقه وأصوله: شهادة الدكتوراه هو الختم والعنوان البارز للجامعات المرموقة، والظروف المحيطة بالدولة تدفع الدولة لتطوير إمكاناتها في جميع المجالات، ومن بينها المجال الشرعي.
وفيما يتعلق ببرنامج دكتوراه الفقه وأصوله، قال إنه نوعي، يجمع بين الفقه، وأصوله، فلا يكون المرء إن لم يكن يتقن علم أصول الفقه، فهناك اهتمام بعلم أصول الفقه، فهذا العلم هو الذي يصنع الفقيه، والقاضي، المجتهد، والمفتي، ليلبي احتياجات المجتمع، ويستنبط الأحكام الشرعية للمستجدات النازلة. وأضاف الزنكي: فهذا البرنامج يخرج لنا فقيها متجددا معاصرا مرنا، يتعامل مع محيطه بعقلية واقعية، وعقلية مصلحية نفعية لنفسه ومجتمعه وأمته الإسلامية.
«تطوير الدراسات العليا»
وبدوره، قال أ.د. عبدالقادر بخوش رئيس قسم العقيدة والدعوة: يأتي إطلاق برنامج الأديان وحوار الحضارات ضمن توجه كلية الشريعة وقسم العقيدة والدعوة نحو تطوير الدراسات العليا بالكلية وفتح فرص التأهيل للطاقات المتميزة وفقاً للمعايير الدولية؛ بما يلبي احتياجات سوق العمل ورفد المؤسسات والمراكز بالأطر المؤهلة. وذكر د. عبدالقادر أن البرنامج يعد استجابة لدعوة الدولة ممثلة في لجنة التحالف والحضارات نحو إنشاء كرسي أكاديمي بجامعة قطر متخصص في بيان دور الحضارة الإسلامية في تعزيز مبادئ حوار الحضارات وقيم التعايش والتسامح بين الأمم والشعوب والأديان، كما تنبثق رسالة البرنامج من الهدف الأساسي لرسالة الجامعة وهو الإسهام في خلق وترسيخ مجتمع علمي وفكري سمته الحوار المفتوح وحرية تبادل الأفكار والمناظرات البناءة والالتزام بالبحث الجاد. وأشار بخوش إلى أن دولة قطر تنفرد بتجربة رائدة على أوسعِ نطاقٍ في تفعيل الحوار بين الأديان والحضارات، حيث أنشئت مراكز وأقيمت مؤتمرات على مستوى عالمي كان لها فضل السبق في إرساء الحوار والتعايش بين الشعوب، شارك فيها جميعُ الأطيافِ الدينية والثقافية، وهي بذلك في حاجة إلى تأهيل أطر أكاديمية على أعلى مستوى لإدارتها وتحقيق مبتغاها.
«البرامج الجديدة»
أولا: برنامج الدكتوراه في الفقه وأصوله
يعد برنامج الدكتوراه في الفقه وأصوله أول برنامج أكاديمي من نوعه في دولة قطر، وكذلك في بعض الدول المجاورة، وهو يأتي استكمالاً أكاديميًا لبرنامج الماجستير الموجود في كلية الشريعة حاليًا، والذي انطلق في عام 2012.
وتتمثل رسالة البرنامج في العمل على إعداد باحثين شرعيين في مجال الفقه وأصوله يتمتعون بالكفاءة والقدرة على إثراء المعرفة بدراسات وبحوث علمية تستجيب لمتطلبات العصر وحاجاته الفقهية والتشريعية المتنامية بما ينسجم مع مقاصد الشريعة الإسلامية وما تتسم به من أصالة ووسطية ومرونة، وذلك عن طريق أساتذة أكفاء ذوي تبصر بدينهم وبواقعهم وبتطلعات أمتهم. ويتضمن البرنامج 60 ساعة أكاديمية موزعة مناصفةً بين المواد الدراسية والأطروحة العلمية، كما أن مدة البرنامج تتراوح ما بين ثلاث سنوات إلى ست سنوات للطلبة المسجلين بدوام كامل. ويسعى البرنامج لتحقيق عدة أهداف علمية، من أبرزها: تزويد الطلاب بمعرفة عميقة في جوانب مختلفة في مجال الفقه وأصوله تمكّنه من استنباط الأحكام أو الموازنة المنهجية بين المعروض منها، وتأهيل الطلاب لإجراء بحوث فقهية وأصولية تهتم بمعالجة مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع القطري، ومدّ المجتمع القطري خاصّة، والمجتمعات الإسلامية عامّة، بباحثين وأساتذة مؤهلين يسدون حاجة هذه المجتمعات في المجالين الفقهي والأصولي. أما عن المقررات المقدمة في هذا البرنامج فهي عشرة مقررات بمعدل ثلاثين ساعة، تمثل المواد الإجبارية 6 مقررات، وتبقى 4 مقررات اختيارية، كما يحتوي البرنامج على مقررات نوعية وفريدة، من أبرزها مقرر مناهج التجديد في الفقه وأصوله، وهو ضمن المقررات الإجبارية. أما عن شروط القبول في البرنامج فهناك أربعة شروط، الأول: أن يكون الطالب حاصلاً على شهادة الماجستير من برنامج الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، أو ما يعادلها من إحدى الجامعات المعترف بها، بتقدير: (3) على الأقل من (4) أو ما يعادل ذلك، بالإضافة لاجتيازه اختبار المعرفة اللغوية في اللغة العربية، واختبار الكفاءة التخصصية، وكذلك المقابلة الشخصية. ثانيا: برنامج ماجستير الأديان وحوار الحضارات يعدُّ البرنامج برنامجًا نوعيًا ليس محليًا فقط، بل إقليميًا ودوليًا، نظرًا لأنه يربط بين الإطارين الديني والحضاري، كما يعدُّ البرنامج إضافة مميزة لكلية الشريعة لكونه البرنامج الوحيد في الكلية الذي يعدُّ برنامجًا بينيًا ونافذة على تخصصات متعددة. وتتمثل رسالة برنامج الماجستير في الأديان وحوار الحضارات في تعميق البحث العلمي الدقيق في مجال الأديان وحوار الحضارات، بما يعمل على توسيع آفاق المعرفة لدى الدارسين، وإعداد باحثين شرعيين أكفاء متعمقين في فهمهم للديانات المختلفة، ومتخصصين في حوار أصحاب الديانات المختلفة، ومزودين بثقافة متشبعة بمقاصد الدين، تساعد في التعامل بوعي مع القضايا المستجدة، وتلبي احتياجات المجتمع الوظيفية والبحثية. ويسعى البرنامج لتمكين الطلاب من فهم الأسس الحوارية التي بنى عليها الإسلام تعامله مع الحضارات الأخرى، واستيعاب التنوع الثقافي العالمي بما يحمله من قيم ومعتقدات مما يساعد في التفاعل البناء بين مختلف الحضارات والثقافات الإنسانية، والتعرف على الثقافة الإنسانية المشتركة وثقافة التعايش والاحترام المتبادل واحترام الخصوصيات الدينية والثقافية للشعوب. بالإضافة إلى تأهيل الطلاب للمشاركة الفعالة في الجهود السلمية لتسوية المنازعات وحل الصراعات، وتمكينهم من فهم مختلف الأطروحات العالمية المتعلقة بالعلاقة بين الحضارات، وإحياء التقاليد الحوارية التي أرسى قواعدها الوحي الإسلامي وعلم الملل والنحل في التراث الإسلامي. ويتألف البرنامج من عشرة مقررات، 6 إجبارية و4 اختيارية، وبحث تكميلي يعادل 6 ساعات أكاديمية، كما يتمتع البرنامج بمقررات متميزة، مثل نظرية المعرفة علم المنطق، ومقاصد القرآن، والمنظمات الدولية وحوار الحضارات، وفلسفة الأخلاق وغيرها من المقررات.
وبالنسبة لشروط القبول في البرنامج الجديد، فيجب على المتقدم أن يكون حاصلاً على شهادة بكالوريوس بمعدل لا يقل عن 2.8 من 4، وأن يجتاز اختبار اللغة العربية، والمقابلة الشخصية.
برامج الدراسات العليا في الكلية
وبطرح البرامج الجديدة يبلغ إجمالي عدد برامج الدراسات العليا في كلية الشريعة والدراسات العليا، 4 برامج، تتضمن برنامج دكتوراه، و3 برامج ماجستير، على النحو التالي: برنامج دكتوراه الفقه وأصوله، وبرنامج ماجستير الأديان وحوار الحضارات، ماجستير الفقه وأصوله، ماجستير التفسير وعلوم القرآن.
copy short url   نسخ
19/01/2018
2584